نخل ـ من سيف بن خلفان الكندي:
رعى معالي نصر بن حمود الكندي ـ أمين عام شؤون البلاط السلطاني، الاحتفال الذي أقيم بولاية نخل لتكريم (١٨) متطوعًا ومتطوعة من أهالي ولايتي نخل ووادي المعاول، من المساهمين في تكريم وفيات كورونا، والذي تم تنظيمه وسط إجراءات احترازية ووقائية، وبمبادرة من مؤسسة الحكماني للعقارات، كما تم تكريم المؤسسات الحكومية المساندة للمتطوعين بولاية نخل مثل مكتب والي نخل ومركز شرطة نخل وبلدية نخل ومركز نخل الصحي وذلك على جهودهم في تسهيل مهام الفريق التطوعي.

وخلال الحفل ألقى سعيد بن علي الحكماني كلمة نيابة عن الأهالي وعن اللجنة المنظمة أشار فيها قائلًا: نعلم يقينا أننا في خضم هذه الجائحه ودعنا الغالي من الأحباب وفارقنا الأعزة والأصحاب وذلك بتسليم مطلق لقضاء الله وقدره اذا نتقدم بالشكر والعرفان الى الأيادي الكريمة التي شمرت عن سواعد الخير تطوعًا وسابقت برضا مطلق على نيل الأجر والإحسان، إنها أيادٍ حملت أنفسها على المغامرة والتعريض لتداعيات خطره وذلك كله في سبيل إكرام الراحلين من حياة الفناء إلى دار الأنس والخلود، فهي كرامة الميت وكرامة أهله وذويه ووداع يليق بالراحلين الذي كان جليل الفضل فيه والإحسان عائد للأخوة المتطوعين جزاهم الله عنا خير الجزاء وبارك في أعمارهم وأهليهم وعوضهم على فعل الخير أجرًا وإحسانًا.

وأضاف: الشكر موصول لكل الجهات الحكومية كانت أو الخاصة وكذلك الافراد والجمعيات الخيرية التي ساهمت بشكل ملحوظ ومباشر في دعم المتطوعين وكان لها الدور البارز والملموس والمساهمة الفاعلة في التصدي لجائحة كرونا والتقليل من تداعياته المخيفة وتجنيب الولاية ما هو أسوأ والعمل على تحقيق مرئيات وخطط الحكومة في هذا الشأن تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه.

* لقاءات مع المتطوعين
وفي لقاءات عدة مع المتطوعين .. يتحدث خلفان بن حمد البحري ـ رئس قسم الصحة الوقائية والصرف الصحي ببلدية نخل المشرف على أعمال تكريم موتى (كوفيد ـ 19) بأن عمل البلدية بالقسم المختص يقوم بتلقي البلاغ من مستشفيات السلطنة والمراكز الصحية عن طريق بلدية جنوب الباطنة، ونحن بدورنا نقوم بعمل اللازم فور تلقي البلاغ عن أي حالة وفاة بتحريك سيارة تكريم الموتى إلى موقع المؤسسة الصحية الى المقبرة مباشرة والتنسيق فورًا من الإخوة المتطوعين نساء كانوا أو رجالًا حسب جنس الوفاة الفريق يتحرك الى المغسلة المخصصة ويستعدون باللباس المخصص لهم وتخصيص أدوات الجثمان وتهيئة جميع المستلزمات، كما نقوم بتجهيز فريق التعقيم لتعقيم المغسلة ومحتوياتها قبل البدء بأي شيء حتى نهاية الدفن للقبر حسب التجهيز بموصفات وزارة الصحة لعمل التكريم وهذا كله تحت متابعة إدارة البلدية ومساندة فريق الشرطة لمتابعة الالتزام بعدم التجمع وتنظيم دخول ذوي المتوفى من الدرجة الاولى المسموح بهم تجنبًا من الاختلاط وتنفيذًا للاجراء الاحترازي من نقل العدوى ـ لا سمح الله ـ من مصاب أثناء الحضور ويتم بعد الانتهاء من ذلك عمل تقرير مفصل للمديرية بما تم القيام به للمشاركين والمخالطين مع أخذ أرقام هواتفهم احترازيًا، كما يتم التأكد من البلدية من أن الجثمان مطابق للبلاغ حسب الرقم الطبي الملصق بالجثمان بسبب تعدد الوفيات في نفس الوقت لبلديات أخرى وتسليم الجثامين من ثلاجات المستشفى.
وأضاف: إنه يتم تجهز موقع آخر الآن في مركز الولاية لتكريم الموتى مع جميع التجهيزات الخاصة بـ(كوفيد ـ 19) وعن قريب سيكون جاهزًا كموقع ثاني بالولاية.

أما ابراهيم بن صالح الصبحي فيقول: بعد أن تلقينا الدعوة للمشاركة في لجنة تكريم موتى (كوفيد ـ 19) كان من الواجب علينا من الناحية الشرعية والوطنية والإنسانية تلبية الدعوة راجين من الله التوفيق والسداد والأجر ملتزمين بإجراءات السلامة والاحترازات اللازمة، وقد وجدنا التعاون من مختلف الجهات الرسمية التي وقفت معنا وساندتنا في ذلك الأمر الذي خفف عنا وتيرة القلق والخوف والحمد لله كانت الأمور على ما يرام.

ويقول سليمان بن عبد الله التوبي ـ الذي تطوع للعمل كسائق يقود مركبة تكريم الموتى: بادرت بالمساهمة في هذا العمل التطوعي وذالك رغبة مني في نيل الأجر والثواب واستجابة للنداء الإنساني، وكانت تجربة جديدة بالنسبة لي كسائق أن أقود مركبة تكريم الموتى، حيث تأتيني البلاغات في أي وقت وبعض الاحيان يكون هناك أكثر من بلاغ خلال اليوم الواحد.

وقال: أنصح اخواني وزملائي ان يبادروا بالمساهمة في مثل هذه الأعمال التطوعية كلاًّ حسب موضعه وامكاناته، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمد أرواح الموتى بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان.

كما تحدثت المتطوعة شمسة بنت محمد الحراصية عن تجربتها التطوعية، حيث أوضحت بأنها جاءت مصداقًا لقوله تعالى:(ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكرٌ عليمٌ) وأيقنت بأن التطوع عبادة وانتماء، كما أن ظهور هذه الجائحة وما حصدته من أرواح جعلتني أطرق هذا الباب وانخرط في العمل التطوعي (غسل وتكريم وفيات كورونا) تكريمًا لهم ويقينًا مني بأنه لن يصيبني إلا ما كتبه الله لي مع أخذ الحيطة والحذر من طرق الوقاية اللازمة، ويتم التنسيق مع الجهات المختصة بداية عن طريق بادية وادي المعاول عندما وجهت لنا دعوة للاجتماع بعدما تم تسجيل أسماء المتطوعين وتم استدعاء طبيب من المركز الصحي وبعض الممرضات لتوضيح كيفية الوقاية والاحتياطات اللازمة اثناء تغسيل الموتى وإعطاء بعض التنبيهات والتوجيهات.

وتنصح الحراصية نساء الولاية بالمبادرة في الاقبال على هذا العمل التطوعي الرائع لما فيه من الأجر والثواب العظيم وأنصحهن بعدم التخوف والقلق، مع اليقين التام بأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم وأن الإقبال على هذا العمل لمسنا فيه راحة وطمأنينة، ولله الحمد لم نواجه أية صعوبات مع تكاتف وتعاون الجهات المعنية من جانب كافة الجهات كالبلدية والمراكز الصحية ومراكز الشرطة، فالجميع كان لنا عونا في توفير الاحتياجات اللازمة.

ويشير داوود بن صالح الصبحي قائلًا: إن كانت من كلمة تقال فنحن متطوعي ولاية نخل ومنذ الوهلة الأولى ولله الحمد وإلى اليوم ونحن على أهبة الاستعداد في أي وقت وفي كل حين في إكرام اخواننا موتى (كوفيد ـ 19)، وهذا أقل شئ نقدمه اتجاههم واتجاه نداء الوطن، ونسأل الله أن يمن على بلدنا عُمان خاصة والعالم أجمع حتى زوال هذه الغُمّة.

من جانبها أشارت جوخة بنت حمود المعولية ـ متطوعة في تكريم الموتى من ولاية وادي المعاول الى أن هذا العمل يُعدُّ بحد ذاته تكريمًا للشخص المتطوع قبل أن يكون تكريمًا للموتى رحمهم الله لما له من أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وقد حثَّ الاسلام المؤمنين على التكاتف والتعاون في السراء والضراء، وهذا ما نحاول أن نقوم به من خلال وقوفنا مع أبناء المجتمع والأخذ بأيديهم في هذه المحنة التي تمر بها جميع بلاد المسلمين قاطبة، ولقد أحزننا وآلمنا كثيرًا ما فقدت الأسر العمانية والمقيمة من أرواح ناهزت الثلاثة آلاف ونصف رجل وامرأة من مختلف الأعمار وتركت في المجتمع أثرًا مكلومًا وحزنًا عميقًا ولله ما أخذ وله ما أعطى، لذلك يعتبر هذا العمل الانساني الذي نقوم به مواساة لأهالي ضحايا (كوفيد ـ 19) وتكريمًا لموتاهم ولأسرهم التي تعيش صدمة الفقد والوجع معًا، وهنا أدعو جميع الأخوات أن يقفن معًا وقفة انسانية في تلبية نداء العمل التطوعي والمبادرة على ذلك العمل الصالح ذلك أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا وجزاؤهن سيكون بإذنه تعالى عند الله جزاء المحسنين الذين يبادرون الى فعل الخيرات ويسابقون الى ذلك في شتى مجالات العمل التطوعي، وكم سيشعر الإنسان بالراحة بعد الانتهاء من تقديم عمل الخير، إذ يبارك الله في صحة الفرد ورزقه ويشعر براحة نفسية عميقة من جراء هذا العمل التطوعي أو غيره من الأعمال المشابهة.

وتحدث عبدالسلام بن سعيد الصبحي قائلاً: لا شك أن كل عمل إنساني هو عمل نبيل يلتمس القيام بواجبه وتحمل مسؤولية أدائه أناس لا يعيشون لأنفسهم فقط وإنما يعيشون محبين لإخوانهم ما يحبون لأنفسهم، فهنيئًا لهم هذا التوفيق العظيم لهذا الأمر العظيم وجعلهم الله ذخرًا لهذه الأرض الطيبة المباركة.

وقال وليد بن سيف الصبحي: التطوع لتكريم موتى كورونا (كوفيد ـ 19) هو نوع جديد من العمل التطوعي الذي تتطلبته المرحلة الراهنة التي يعيشه العالم، حيث أنَّ جزءًا ممن يعيشون حولنا كانوا ضحايا لهذه الجائحة الخطيرة، وكان من حق هؤلاء أن يحضوا بتكريم كباقي الذين توفوا من أخواننا والذين قضوا نحبهم، فمن هنا استدعت الحاجة الى البحث عن متطوعين يقومون بتكريم موتى كورونا (كوفيد ـ 19)، وهذا جاء استجابة قبل كل شي لنداء الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) ثم استجابة لنداء المجتمع والوطن ،ففي مثل هذه الازمات لا تكفي الجهود الحكومية وحدها للتعامل معها بل لابد من الوقوف جميعا جنبًا الى جنب لنصل الى بر الأمان.

وتتحدث المتطوعة منيرة بنت سعيد الريامية عن العمل التطوعي في ولايتها، حيث تستشهد بالآية الكريمة، إذ يقول الله تبارك وتعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وتشير الى أن خدمة الإنسان ينبغي ألّا تحدها حدود سواء كان ذلك للأحياء أو للأموات، فقد كنت أفكر دائمًا ما هو دوري خلال هذه الجائحة وكيف أخدم وطني الحبيب عُمان، فوفقني الله تعالى في تلبية النداء الذي تم الإعلان عنه وهو التطوع في تكريم موتى كرونا.

وأضافت: تقوم البلدية بالتنسيق مع فريق المغسلات فور إعلان خبر حالة وفاة بكورونا، حيث يتم الاشعار الأول بالاستعداد والاشعار الثاني بالانطلاق، مؤكدة بأنه حقيقة ليس بعد حديث رسول الله حديث وهو الذي قال (صلى الله عليه وسلم):(المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس)، مشيرة الى أن العمل التطوعي وخدمة الآخرين إنما هو كالوتد الذي يستند عليه في حال عسر الآخرين، وأن من أجمل اللحظات التي يسعد بها الإنسان حينما يرى سعادة الآخرين ويكون هو موطن خير لأولئك الفاقدين، وقد يتصور البعض أن هذا المجال مجال نتقاضى من ورائه شئ من الأجور والحق خلاف ذلك، يقول سبحانه وتعالى:(إن أجري إلا على الله)، فالعمل التطوعي معروف على مستوى دول العالم أجمع أنه بدون مقابل وبدون أجر، ولذلك يحتسب المؤمن أجره على الله، مصداقًا لقوله ـ جلَّ في علاه:(وَلَأَجْرُ ٱلْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ).

من جهته أوضح عبدالله بن سعيد الصبحي ـ أحد المتطوعين من بلدة الأبيض بولاية نخل بأن تكريم موتى كورونا (كوفيد ـ 19) أمر تطوعي وإنساني من الدرجة الأولى، ولابد من التضحيات والمبادرة والتعاون في مثل هذه الضروف الصعبة إلى أن يرفع المولى عنا هذا البلاء، والمتطوعون يبذلون جهدًا كبيرًا طلبًا للأجر والثواب رغم أن الأمر في غاية الصعوبة والخطر إلا أنهم يأخذون بكافة الاحترازات الوقائية في التعامل مع جميع الحالات والله نسأله اللطف ورفع البلاء.

أما رحمة بنت حمد الحارثية ـ من ضمن فريق المتطوعات بولايتي نخل ووادي المعاول فقالت: بدأت في العمل التطوعي منذ فتره ولكن في مجال تكريم الموتى وصلني اعلان التطوع في غسل وتكفين الموتى وهذا العمل كنت أفكر في كيفية المشاركة وكيف أخوض التجربة وقلت في نفسي هذه الفرصة يجب عدم تفويتها لذلك سجلت اسمي مع الاخوات في هذا العمل الجماعي الرائع حيث نشعر بالرضا والسعادة بعد الانتهاء منه لما به من جانب انساني وديني بحت ولما به من تكاتف كفريق واحد نجتمع من أجل عمل واحد وهدف غايته رضا الله واخلاص في العمل والقبول، وبفضل تكاتف الجميع تغلبنا على جميع الصعوبات التي واجهتنا.