يوسف الحبسي:

لم يكد يمضي أسبوع نستوعب فيه نبأ رحيل الزميل الصحفي محمد بن سعيد السعيدي في 14 يوليو الجاري بسبب مضاعفات فيروس كورونا حتى أصبحنا على نبأ آخر في ثالث أيام عيد الأضحى 22 يوليو برحيل زوجته الزميلة الصحفية مريم بنت علي الفارسية بعد معاناة مع مضاعفات كوفيد-19 لتفيض روحها إلى الباري عز وجل وتجاور زوجها في دار القرار.

أثقل كاهلنا هذا الفقد العظيم لصحفيين من أبناء جريدة (الوطن) في أيام معدودات بعد إصابتهما بداء كورونا، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا “إنا لله وإنا إليه راجعون” وعظم الله لأهليهما وذويهما الأجر والثواب وأحسن الله عزاء يقين وإخوتها في هذا الخطب والمصاب الجلل، ونسأل الله العظيم أن يحفظها وإخوتها بعين رعايته إنه سميع قريب مجيب الدعوات.

تسطر الجائحة العالمية الملايين من قصص الفقد في أرجاء المعمورة منذ تجاوزها ووهان وتفشيها في البسيطة جمعاء، وأحد أقصى دروس الفقد يعلمنا إياه هذا الوباء هي فقدان الأسرة للوالدين في غضون أيام دون أن يتسنى لأبنائهما إلقاء نظرة الوداع أو تقبيل جيبنهما، واحدة من آلاف قصص الفقد سطرتها هذا الجائحة في هذا الوطن العزيز إذ لم يُبق هذا الفيروس أسرة واحدة إلا ولها ذكريات أليمة في فقد عزيز أو مريض عانى من شراسته ووحشية هذا المخلوق الصغيرة الذي ما يزال يفتك بالبشرية ويتحور ليكون أكثر شراسة وأوسع انتشاراً في هذا الكوكب الصغير.

يغيب الموت اثنين من أبناء جريدة (الوطن) وصحفييها نتيجة مضاعفات إصابتهما بفيروس كورونا إذ شكل الصحفيان الراحلان المغفور لهما بإذن الله تعالى محمد بن سعيد السعيدي ومريم بنت علي الفارسية ثنائياً بمكتب (الوطن) في صحار تسبقهما سيرتهما الحسنة لكل من عرفهما، وساهما خلال مسيرتهما الصحفية في نقل الأحداث طوال السنوات المنصرمة وتغطية أبرز الفعاليات في صحار التي ستفتقدهما ونفقدهما لتبقى ذكراهما الطبية في نفوس محبيهما، إذ ترجل هذان القلمان بعد أن تركا أثراً طيباً في نفوس زملائهما في جريدة الوطن وزملائنا الصحفيين في وسائل الاعلام الأخرى وكل من عرفهما من قريب أو من بعيد، يزيد من هذا الخطب والمصاب الجلل هو فقدان زملاء في ريعان الشباب لم نتمكن من ودعاهما أوالمشاركة في جنازتيهما بسبب ما تفرضه الإجراءات المتبعة من قبل اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة للحد من انتشار فيروس كورونا، ولا نملك إلا الدعاء أن يتغمدهما المولى عز وجل وسائر موتى المسلمين بواسع رحمته ويسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة، ويشفى مرضانا ومرضى المسلمين، وبشرنا اللهم بزوال هذا البلاء عن البشرية جمعاء وآخر دعواتنا أن الحمد لله ربِ العالمين.