مسقط ـ «الوطن»:
صدر عن دار نثر العُمانية بالشراكة مع (مبادرة القراءة نور وبصيرة) كتاب احتفائي بمكتبة الندوة العامة إثر فوزها بجائزة الإنجاز الثقافي في دورتها الأخيرة والتي كانت عام 2018 ، الكتاب حمل عنوان (زهرة على السور العتيق) من إعداد وتحرير سعيد سلطان الهاشمي . تضمن حوارا مطولا أجراه المحرر مع خميس بن راشد العدوي، أحد أبرز أعضاء مجلس مؤسسي المكتبة مُضيئًا على الآمال التي صاحبت المكتبة والتحديات التي اكتنفتها، من الفكرة إلى المشروع، موثقا مجهودات المجتمع والفرد، عابرا بالقارئ جسورًا مادتها تاريخ عميق من عشق الكتب والمكتبات. صدّر المحرر الكتاب بتمهيد قال فيه: في البدء كان المكان: بهلا، حيث مستودع الأسرار المنثالة من التقاء الجبال بالصحراء، وحيث الإنسان الذي عشق الأرض، محّضها العُمر والعمل والحُلم، فولدت المدينة، ثم نمت، فتمددت، ومثلما تولى السور الكبير بصباحاته وبواباته المتيقظة وظيفة حراسة المدينة من مفاجآت الخارج، تولت المكتبات، من الداخل، بتعددها وثراء مكوناتها الحِرفة الأمضى أثرا. إن مكتبة الندوة العامة كالإنسان الذي عاش على أرض بهلا تجري في عروقها وتحتفظ في جيناتها، كما تجري في عروقه ويستودع جيناته كل تلك الخُطى التي سارت على دروب المعرفة، كل تلك الجهود التي بُذلت لتسلق سفوح العلم الوعرة، كل الطاقات، والهمم، التي تأملت، وتفكرت، ودونت وكتبت وحفظت ودرست ودرّست، رغم شظف العيش وضيق الحال ونأي المسافات، ورغم السياسة والجغرافيا والتاريخ ومفاجآتها التي لا تعترف لا بقعر ولا قمّة ، ظلت فكرة المكتبة ممتدة ومضيئة ومتقدة، وهنا تكمن الحكاية التي تستحق الإشادة والتكريم والإجلال. شارك في الكتاب عدد من الكتاب والأدباء والأكاديمين والاختصاصيين ورواد وخريجي المكتبة ، مقدمين شهادات عن المكتبة فكرةً ومشروعًا وأفقا، من هذه الأسماء: الأمين العام لمكتب الإفتاء الشيخ أحمد بن سعود السيابي والشاعر سماء عيسى، والأكاديمي الدكتور محمد بن ناصر المحروقي، والدكتور زكريا بن خليفة المحرمي، والصحفي محمد بن سليمان الحضرمي، والشاعرة خديجة بنت علي المفرجية، والمتخصص في علوم المكتبات الدكتور صالح بن سليمان الزهيمي، والكاتب محمود علي، والباحث بدر العبري، والكاتب محمد العجمي، والباحث أحمد النوفلي، إضافة إلى الجيل الذي تخرج من المكتبة كمريم العدوية وعفراء بنت مسعود، مع شهادة لأمين المكتبة؛ سالم بن عبدالله الهميمي. يشار إلى أن مكتبة الندوة العامة ببهلا، فازت بآخر دورة لجائزة الإنجاز الثقافي هي جائزة رمزية مستقلة، تأسست في عام 2009، تمنح عادة للعاملين والمشتغلين بدأب وإخلاص على تعزيز ثقافة المعرفة والتنوير في السلطنة من الأفراد أو المؤسسات أو المبادرات الأهلية والفردية التي تستهدف المجتمع بشكل مباشر، لتأكيد ثقافة الشكر والوفاء والتقدير من قبل المجتمع المدني.