مسقط ـ العمانية:
احتفلت كلية الدفاع الوطني أمس بتخريج دورة الدفاع الوطني الثامنة والتي شارك فيها عدد من كبار الضباط من أسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العُماني، وشرطة عُمان السلطانية، والجهات العسكرية والأمنية الأخرى، بالإضافة إلى مشاركة عدد من كبار الموظفين بالوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية المدنية، وذلك تحت رعاية معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وسط اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية بما يحقق التباعد الاجتماعي والسلامة للجميع من فيروس كورونا (كوفيد19). في بداية الحفل ألقى اللواء الركن جوي (مهندس) صالح بن يحيى المسكري آمر كلية الدفاع الوطني كلمة قال فيها: “نحتفل اليوم بتخريج الدفعة الثامنة من دورات الدفاع الوطني في هذا الصرح الأكاديمي، حيث ضمَّت هذه الدورة نخبة من مختلف الجهات العسكرية والأمنية والمدنية، تلقوا خلالها تأهيلًا أكاديميًّا وعلميًّا عالي المستوى، واشتمل على دراسات وطنية وإقليمية ودولية، تعرفوا من خلالها على الأساليب العلمية للتحليل والتخطيط، علاوة على دراسة المتغيرات في البيئتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن الوطني التي سوف تُسهم بلا شك في رفع الكفاءة القيادية والإدارية للمشاركين وتعزيز قدراتهم في صناعة واتخاذ القرارات الصحيحة في المستوى الاستراتيجي”. وشاهد معالي السيد وزير الخارجية راعي المناسبة والحضور فيلمًا تسجيليًّا للدورة الثامنة وما اشتملت عليه من برنامج دراسي تضمن ثلاثة فصول دراسية، بجانب الدراسة النظرية والتطبيقات العملية والزيارات المحلية ذات العلاقة ببرنامج الدورة، إلى جانب المحاضرات والندوات لعدد من أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة والقادة العسكريين والأمنيين بالدولة، واستقطابها عددًا من رؤساء المنظمات والمجالس الإقليمية والدولية، والقادة العسكريين أصحاب المناصب العُليا، والخبرات والمفكرين والأكاديميين، والباحثين الاستراتيجيين، وصناع القرار من داخل السلطنة وخارجها.
وقام معالي السيد راعي الحفل بتوزيع الشهادات على المشاركين في الدورة، وعلى الفائزين بالجوائز الفردية للأوراق العلمية والبحثية على مستوى الدورة، حيث حصل العقيد الركن عبدالكاظم بن إبراهيم العجمي من الجيش السلطاني العُماني على أفضل بحث تخرج، وحصل الدكتور راشد بن عبيد الكعبي من الادعاء العام على أفضل ورقة سياسات الأمن الوطني. وقال معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية راعي الحفل في تصريح له: “بداية يسعدني كثيرًا ويشرفني أن أكون في رحاب هذا الصرح المشرِّف، وهو كلية الدفاع الوطني بمسقط، وأن نسجل تهنئة خاصة نبارك فيها لخريجي الدورة الثامنة ونهنئهم لتجاوزهم متطلبات هذه الدورة بكل اقتدار ومثابرة ملموسة حقيقية، ونتمنى لهم التوفيق والنجاح في مسيرة ميدان العمل الوطني في خدمة عمان وفي خدمة جلالة السلطان المعظم القائد الأعلى حفظه الله ورعاه”. من جانبه قال العميد الركن بحري علي بن عبدالله الشيدي مساعد آمر كلية الدفاع الوطني: “في البداية أود تهنئة الخريجين في هذا اليوم البهيج المشرق من أيام كلية الدفاع الوطني، كما نهنئ أنفسنا جميعًا بإكمال الكلية عامها الثامن من بدء مسيرتها الأكاديمية، حيث استطاعت الكلية أن تتبوأ المكانة العلمية المرموقة فأصبحت في مصاف الكليات المتقدمة التي يشار إليها بالبنان، وإن ما يعظّم من رسالة الكلية هو الإنتاج المعرفي والفكري الذي تُسهم به بشكل مستمر من خلال البحوث والدراسات العلمية التي تقدمها الكلية والندوات السنوية التي تميزت باستخدام منهجية علمية حديثة أهَّلها للخروج بمبادرات من شأنها أن ترفد العمل الحكومي والمؤسسي بالدولة وفق رؤية عمان (2040) الهادفة إلى بناء الإنسان العماني فكريًّا وعلميًّا وتخطيطيًّا على المستوى الاستراتيجي. وقال سعادة السفير الدكتور الشيخ عبدالله بن صالح السعدي (موجه استراتيجي بالكلية): “أتاحت الكلية لمنتسبي الدورة الثامنة من عسكريين ومدنيين الفرصة وعلى مدار عام أكاديمي للارتقاء بفكرهم إلى المستوى الاستراتيجي، وتعد كلية الدفاع الوطني منارة علمية على المستوى الاستراتيجي ليس على مستوى قوات السلطان المسلحة فحسب، بل على المستوى الوطني، حيث يُسهم برنامج الدفاع الوطني إلى تعزيز الفكر الإبداعي في مختلف جوانب التخطيط والتحليل الاستراتيجي. وقد حرصت الكلية منذ نشأتها على إكساب المشاركين المعرفة والمهارة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية وكيفية صنع القرار المعني بالأمن والدفاع الوطني، وقد كان خاتمة هذا البرنامج التمرين الاستراتيجي، الذي تم فيه توظيف الآليات وتطبيق مقررات الدورة في التعامل مع عدد من الأحداث والقضايا الافتراضية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي”.
كما أوضح العقيد الركن محمد بن صالح الفارسي (موجه استراتيجي بالكلية) أن برنامج الدفاع الوطني: “أسهم في إثراء المشاركين بالقضايا الوطنية المختلفة وارتباطها بالمتغيرات الإقليمية والعالمية، مما أضفى بعدًا شموليًّا أكثر إدراكًا واستشرافًا للقضايا الاستراتيجية، إذ إن التنوع الذي يحققه برنامج الدفاع الوطني وارتباطه الأكاديمي بجامعة السلطان قابوس يمثل ركيزة أساسية في صقل قدرات المشاركين بمختلف العلوم والمعارف، حيث تطرقت فعاليات الدورة الثامنة إلى عدد من القضايا الوطنية كندوة القضايا الاستراتيجية “نهضة متجددة نحو كفاءة مستدامة” وتمرين صنع القرار الاستراتيجي اللذين أسهما في ترجمة الأهداف الاستراتيجية لكلية الدفاع الوطني لتحقيق النهضة المتجددة للسلطنة تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى ـ حفظه الله ورعاه ـ”. وأشار العقيد الركن جوي عبدالله بن فايز الظفري (موجه استراتيجي بالكلية) إلى أن “تخريج دورة الدفاع الوطني الثامنة تأتي تتويجا لما تلقاه المشاركون من تأهيل أكسبهم المعارف والقيم التي تؤهلهم لتولي المناصب على المستوى الاستراتيجي من خلال البرامج والفعاليات التي نفذها المشاركون في هذه الكلية ضمن بيئة أكاديمية محفزة على الإبداع وعملت على تطوير الفكر الاستراتيجي”.
حضر الاحتفال صاحب السمو السيد فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس، والفريق الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، واللواء الركن سالم بن علي الحوسني قائد
الحرس السلطاني العماني واللواء الركن مسلم بن محمد جعبوب قائد قوة السلطان الخاصة واللواء غصن بن هلال العلوي مساعد رئيس جهاز الأمن الداخلي للعمليات وسعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية، والعميد الركن سالم بن سيف الحوسني قائد الجيش السلطاني العماني بالإنابة، وأعضاء هيئة التوجيه بالكلية.