يونس المعشري:
كان صرحاً من خيالٍ فهوى
إسقني واشرب على أطـلاله
واروِى عني طالما الدمع روى

هكذا نحن نبكي على الاطلال مع كل مشاركة خارجية وبالأخص في الاولمبياد وكأن مشاركتنا هدفها الأساسي الذهاب لتحقيق ميدالية أولمبية تأتي بفضل دعاء الوالدين ودعاء من يرافق البعثة خلال مسيرتها على بساط ميدان المنافسات، ليس هكذا التخطيط لتحقيق الإنجاز بل يحتاج لسنوات طويلة مليئة بالتحديات، ونحن هكذا منذ أول مشاركة تقريبا في عام 84 نبحث عن ذلك الحلم المجهول ، لماذا لا نعترف بأن المشاركة هي من أجل أن نسجل تواجدنا في الاولمبياد لا أكثر ولا أقل، وليس لدينا طموح لتحقيق الإنجاز الذي ليس بعيدا عنا إذا كنا نريد ذلك، بل علينا أن نضع نقطة ونبدأ من أول السطر وهي القاعدة (المراحل السنية) وأن نفكر قليلا ما هي الرياضة التي يمكن أن نحقق خلالها شيئاً في بطولات العالم والاولمبياد، إذا كانت الألعاب الجماعية صعبة المنال أمامنا وتحتاج إلى مبالغ مالية طائلة ، لما لا نلجأ إلى الألعاب الفردية وهناك فرصة بالفعل، وهنا استذكر ما قاله مدرب المنتخب الوطني لرفع الاثقال بأنه يحتاج إلى مبلغ مالي لا يتجاوز ثلاثمائة ألف ريال لإعداد أثنين من الرباعين لهذا الاولمبياد رغم إن الوقت متأخر حينما قال ذلك قبل أربع سنوات لأن إعداد الرياضي يحتاج سنا مبكرة كما هو الحال مع السباح عيسى العدوي الذي نتمنى له الاستمرارية من خلال تواجده في اليابان لربما يحقق شيئا في السنوات القادمة وعليه أن لا يفارق اليابان ، والرباعون الذين راهن عليهم المدرب بعد أن طلب منه خطة إعداد متكاملة وقدمها ولكن أين ذهبت وماذا عمل بها ، الله أعلم ، والرباعون كل واحد منهم ذهب في طريقه لأن دراستهم ومستقبلهم كان يتطلب منهم الابتعاد عن اللعبة من بعد اليأس ، بل أحدهم عانى وفي نهاية الأمر عمل في إحدى الورش ليحقق دخل له ولعائلته ، نحن ليس أمامنا هدف من هذه المشاركات سوى التشكيل الإداري ومن يتواجد في مثل هذه المحافل الدولية والعالمية الكبيرة وأين سيكون مكان جلوسنا ، أما غير ذلك فهو مرهون على تقادير الحياة وما تحققه لنا دعوات من نحب، لا يمكن أن نلوم اللاعبين الذين يتلقون تلك التدريبات وسط ظروف صعبة ودائماً الحجة الموازنات المالية هكذا تجبرنا على عدم القدرة في مواصلة إعداد لاعبينا لسنوات طويلة تتضمن برنامج زمني طويل المدى ، للأسف نحن نمتلك الخامات الجيدة من اللاعبين ولكن تنقصنا أمور أخرى وهناك دول تتمنى أن يكون لديها لاعبون بنفس الخامة التي لدينا، دائماً نتذمر مع كل مشاركة وإخفاق ونبكي على الاطلال كأننا لا نعرف واقعنا الرياضي حتى انشطتنا المحلية تذمرت منا فكيف هو الحال عن الواقع الخارجي ، الأفضل أن نبحث عن أسطوانة جديدة خلال هذه الفترة وهي كورونا .




@AlmasheriYouni