علي بن سالم الرواحي:
الآية الثانية عشرة من الجزء الثامن والعشرين:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المجادلة ـ 12).

المعنى الإجمالي للآية (من التفسير الميسر):

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا أردتم أن تُكلِّموا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سرًّا بينكم وبينه، فقدِّموا قبل ذلك صدقة لأهل الحاجة، ذلك خير لكم لما فيه من الثواب، وأزكى لقلوبكم من المآثم، فإن لم تجدوا ما تتصدقون به فلا حرج عليكم؛ فإن الله غفور لعباده المؤمنين، رحيم بهم.

محل الإشكال:

(فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً).

سبب الإشكال:

فيها عسر على المؤمنين.

حل الإشكال:

لتشريع صدقة النجوى حكم كثيرة، أولًا: للتخفيف عليه سيما كان أكثرها صادرة من المنافقين، وثانيًا: تأديب للصحابة عن أن يؤذوا رسول الله، وليس فيها عسر عليهم، لأن الله عفا عمن لم يجدها، ولم يتصدق أحد من الصحابة إلا علي بن أبي طالب، وكان يجريها النبي لأهل الحاجة لا لخاصته، ولا يأخذ منها شيئًا، إذ إنه (صلى الله عليه وسلم) لا يأخذ من الصدقة، بل يأخذ من الهدية، فنسخ الله حكمها بالآية التي تليها تيسيرًا للمؤمنين.

* كاتب عماني