علي بن سالم الرواحي:
الآية الثلاثون من الجزء التاسع والعشرين:(عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ)(المدثر ـ 30).
المعنى الإجمالي للآية:(من التفسير الميسر).
يلي أمر سقر ويتسلط على أهلها بالعذاب تسعة عشر ملكًا من الزبانية الأشداء
محل الإشكال:(تِسْعَةَ عَشَرَ)
سبب الإشكال: حذف التمييز
حل الإشكال:
قد يكون التمييز:
1– ملَكًامن خزنة جهنم بأعيانهم, وصححه الشوكاني في تفسيره (فتح القدير)، وهو ما اختاره الثعلبي الذي عزّز رأيه بأن قبض أرواح الخلائق بواسطة ملَك واحد، أحرى منه تعذيب بعضهم بواسطة تسعة عشر ملَكًا،ونسبه الثعلبي إلى أكثر المفسرين، وروى عامر عن البراء أن رهطاً من اليهود سألوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن خزنة جهنم، فأهوى بأصابع كفيه مرتين، فأمسك الإبهام في الثانية، وفُسِّر أن يتعذب العصاة الكفار فيها بتسعة عشر لونًا من العذاب، كما أن تسعة عشر هو عدد حروف البسملة، وقيل هو عدد أصناف الجبال التي ثبتت بها الأرض واستقرت، فكان كذلك هو عدد أعيان الملائكة خزنة النار الذين بهم تكون النار قراراً للعصاة، كما أراد الله سبحانه وتعالى، وقد جمعت بين عددين هما التسعة والعشرة، فالتسعة أكثر القليل، والقليل هو الآحاد، والعشرة أقل الكثير، والكثير هو العشرات فما فوق، فكان في ذلك حكمة ربانية عددية، وقيل هو مجموع اثني عشر من البروج وسبعة من الكواكب السيارة، وفي هذا نظر لأن عدد الكواكب السيارة المكتشفة الآن هو تسعة وليست سبعة، أي ثمانية ما عدا الأرض، ولقد استهزأ مشركو أهل مكة بهذا العدد القليل من خزنة جهنم، قائلين: سيهزمونهم ويلقونهم في النار،ثم يخرجون هم من النار إلى الجنة، فردَّ الله عليهم بأن الخزنة ليس كما يتصورون، وأنا اختار هذا لدلالة قوله تعالى (وما يعلم جنود ربك إلا هو) فإن مع هؤلاء الرؤساء خزنة جهنم أعوانًا وأعوانًا، كما أن مع ملَك الموت أعوانًا وأعوانًا، فكل مخلوق بحاجة إلى معين إلا الرب سبحانه وتعالى، فهو المستعان لا المستعين.
2- صنفًا من الملائكة.
3- صفًا من صفوف الملائكة.

* كاتب عماني