صحار ــ «الوطن»:
على الرغم من الآثار السلبية لفيروس كورونا (كوفيد 19) على كل مجالات الحياة، إلا أن هذه الظروف أعطت الفرصة للبعض لإنجاز مشاريع علمية وأعمال أدبية كانت مؤجلة، خاصة في أوقات الحظر الذي استطاع البعض أن يوظفها للإنتاج. الدكتور عبدالرحمن بن سالم البلوشي عضو لجنة كتاب وأدباء محافظة شمال الباطنة، هو أحد الذين وظفوا وقت الحظر في الإنتاج الأدبي، حيث أصدر كتابا بعنوان: (علمني كوفيد 19 القراءة) مؤكدا فيه على أهمية الوقت في حياة الانسان، وضرورة استغلال الأوقات التي تمر على الشخص في أشياء مفيدة، لأنه سيسأل عنها إذا ضاعت منه بدون إضافة تذكر، وربما سيلوم نفسه عليها.
اشتمل الكتاب الذي صدر عن مطبعة المنار على مجموعة من المواضيع التي منها: (الوقت هو الحياة)، (أهمية القراءة وفضلها)، (العلم خير ميراث للأبناء)، (الخريطة الذهنية)، (حقائق أثبتها العلم والمعرفة)، يؤكد من خلالها الكاتب على أهمية القراءة في حياة الانسان وكيفية استغلاله للوقت بما يعود عليه وعلى اسرته ومجتمعه ووطنه النفع والفائدة.
كما تناول الدكتور عبد الرحمن البلوشي في كتابه (علمني كوفيد 19 القراءة) مواقف وظروف اجتماعية يعيشها الشخص في حياته، ويؤكد الكاتب أن الشخص عليه أن يبقى مبتسما وإن كان مهموما، حيث إن الحياة أحلى بدون توتر، كما يقدم في كتابه كيفية التغلب على صدمات الحياة التي تبدأ كبيرة ثم تصغر، والفشل ما هو إلا فرصة، وماذا يريد الأبناء من الآباء، وأقوال في الحوار الأسري، وعشر نصائح لتنمية الحب بين الزوجين، والطريق الي قلب إبنك: التربية بالحب، وضوابط الحوار الناجح، فلسفة المتحدث البارع، وست حقائق عن الانصات، ولا تقل لا أحمل شهادة، والعظمة صنعة، وأعز الرجال وأنقاهم. كذلك يقدم (البلوشي): في كتابه الذي جاء في نحو 225 صفحة من القطع المتوسطة، مجموعة من الاستراحات التي ينقل بها القارئ من موضوع إلى موضوع آخر منها استراحة بعنوان: بين القراءة والكتابة مليون نص، واستراحة أخرى عنوانها النوم والقدرة على تذكر الأشياء، وأخرى بعنوان مواقف ضحك ومزح فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واستراحة أول من زرع شجرة المانجو في عمان.
وقال عبد الرحمن البلوشي في تقديم الكتاب: إن الوقت له أهمية كبيرة في حياة الإنسان، وأفضل الأوقات ما قضاه الإنسان في القراءة، لأنها حياة تضاف لحياة الإنسان يتجدد فيها الفكر، وتشبع عن طريقها الرغبات، وتكسب من خلالها المهارات، ويرتقي بها الفرد، والمجتمع وتصبح الأمم متحضرة بها، ويكفي فخرا أن تكون أول آية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم (اقرأ)، وأقسم الله عز وجل في القرآن بالقلم، باعتباره أداة تقييد العلم ونشره.
وأضاف: لقد مرت علينا فسحة من الزمن لم نحظَ بمثلها فيما نذكر بسبب انتشار جائحة كورونا، مما جعلنا نقضي أوقاتا طويلة في منازلنا، مما تطلب أن ننوع فيها البرامج والأنشطة التي نقوم بها؛ استغلالا لذلك الوقت، وعليه قمت باختيار بعض من الكتب المتنوعة في المكتبة المنزلية نتيجة لقضاء ساعات طويلة في القراءة، اخترت منها موضوعات في هذا الكتاب من أجل مشاركة القراء لها، لما لها من فائدة من وجهة نظر الكاتب قد يستفاد منها، حيث بدأ الكتاب بنتائج استطلاع رأي بعنوان: قضاء الأوقات في ظل كوفيد للأسر والأفراد العمانيين، بالإضافة إلى موضوعات تتحدث عن أهمية الوقت والعلم والقراءة، وكذلك موضوعات حول الحياة السعيدة والذكاء الوجداني، وكيفية تخطي الصعوبات وصدمات الحياة، وصناعة الحب في الأسرة، وكيفية حل الخلافات الزوجية، وتربية الأبناء، وفنون التعامل بين الناس وفن التحفيز، والعمل التطوعي، والحديث عن فقد أعز الرجال وأنقاهم واللحظات المؤلمة في ذلك الفقد، تخلل تلك الموضوعات استراحات لمواقف تربوية ونتائج دراسات علمية ومعلومات ثقافية عامة.