يتضمن أعمالا تنتمي للفن المعاصر وتستخدم تقنياته الحديثة

عمّان- العمانية: يتضمن معرض (تقارب عن بعد) المقام في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، أعمالًا تنتمي للفن المعاصر وتستخدم تقنياته الحديثة، على غرار فن الفيديو، والتركيب/ الإنشاء، والفن الرقمي والمفاهيمي، وفن الملصقات، إلى جانب أعمال في النحت والرسم، تتوالف الأعمال المعروضة ضمن سردية بصرية ترابطية، تبني على ما هو مستقر لتتجاوزه، وتقترح أشكالًا تعبيرية عصرية تعبّر عن هواجس الإنسان وآماله وطموحاته في ظل عالم مفتوح بلا حواجز أو حدود، وفي ظل جائحة غيّرت العديد من الأفكار وخلخلت الكثير من القناعات منذ انتشارها قبل عام ونيف. يشتمل المعرض على أعمال لفنانين عرب وأجانب من بينهم: منى غزالة، ونجلاء عبد اللطيف، وتالا أيوب، ودلال متولي، وضحى أبو العز، وإنجي محسن، وفاطمة بت، وأمجد المستريحي، وأريان كونيغشوف، وكارينا الربيحات، وكاترينا بورتسوفا، وليلى الزعبي، ورانيا عاطف، وفيشال كوماراسوامي، وياسين شيخ الصاغة. ويبرز في المعرض فيديو تركيبي للفنانة آليا-علا عباس، يحاكي آلة مجهرية فضائية، تستكشف أماكن متخيلة في الفضاء الخارجي، ويحل هذا المجهر محل التلسكوب لكسر الحاجز بين الإنسان وفكرة ارتياد فضاءات جديدة في الكون.
وتعرض دلال متولي عملًا متعدد الوسائط، ينقل من خلال المقابلات والأنشطة والجدارات، تجربة السكان المهاجرين في أحياء المدينة، ويسلط الضوء على مفاهيم البعد والعزلة والوطن والتواصل عن بعد. وتعرض ضحى أبو العز عملًا يتكون من فيديو فني يستكشف أوجه التشابه بين مرور الوقت وغياب الحيّز، حيث يستمر صوت أزيز مروحة في السقف ليندغم مع أصوات شوارع القاهرة المزدحمة، في محاولة لدمج مفاهيم الحركة والسكون والعزلة والقرب. ويعرض كلّ من أمجد المستريحي وأريان كونيغشوف مقطوعة موسيقية تجريبية بعنوان (ممرات)، وُضعت بمساهمات من أشخاص من جميع أنحاء العالم أثناء فترة الإغلاق التام التي فرضتها جائحة كورونا، إذ تم تأليف المقطوعة الموسيقية من أصوات صادرة عن مواد مستخدمة في الحياة اليومية داخل عدد كبير من المنازل. يقول مدير المتحف د.خالد خريس لـ(وكالة الأنباء العمانية)، إن المعرض يندرج ضمن برنامج يحمل عنوان (فن الأماكن العامة-منصة مصنع)، بدأ بإطلاق دعوة للفنانين والفنانات في الأردن للمشاركة فيه، ثم اختيرت الأعمال التي تعبّر عن كيفية تفاعل الفن مع جائحة كورونا والبدائل المطروحة في هذا السياق، ثم وقع الاختيار على خمسة من الفنانين والفنانات الذين قاموا بإطلاق دعوة عامة موجهة للفنانين في أنحاء العالم واختاروا الأعمال التي يحتضنها المعرض من بينها. ويهدف البرنامج، كما يوضح خريس، إلى اقتراح أشكال وسرديات جديدة (فن ما بعد الحداثة) تحاكي العصر الرقمي الجديد والظروف الصحية التي يعيشها العالم بسبب فيروس كورونا المستجد، ويدفع إلى الترابط الاجتماعي والتواصل بين الفن بأشكاله المتعددة وبين المجتمع، واكتشاف أفضل الطرق التي يمكن أن تحقق هذا التواصل الذي يتمّ عن بُعد. ولتحقيق هذه الغاية، اختير عدد من الفنانين والفنانات للمشاركة بالمعرض، بعضهم قام بتنفيذ أعماله في الأردن، وبعضهم الآخر قام ببعث فكرته الفنية وتم تنفيذها تحت مظلة (مصنع المتحف). وتُظهر الأعمال كيفية تفاعل الفن في عصر كورونا، وأنه (رغم التباعد، يمكن أن نكون قريبين من بعضنا بعضًا) بحسب تغبير خريس. لذا اشتمل البرنامج على عروض إلكترونية، وبرنامج عام يتضمن حوارات وحلقات عمل، بالإضافة إلى عدد من المسارات الفنية في شوارع مدن وأحياء تاريخية في مدن أردنية.