[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/ahmedsabry.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]احمد صبري[/author]
حتى نقرب واقع الحال الذي يعيشه العراق ونؤشر مكامن الخلل لا بد أن نتوقف عند ما آلت إليه السياسات الفاشلة للحكومات السابقة وإخفاق الطبقة السياسية التي أنتجتها في محاولة لتوصيف واقع الحال والبحث عن سبل لمعالجتها.
وواقع الحال الذي نستعرضه هو واقع مرير يحتاج إلى جهود المخلصين من أبناء العراق وفي مقدمتهم رجال الأعمال والاقتصاد لكي ينهضوا به مجددا، ويعيدوا إعماره وتوظيف الطاقات لتعويضه عما فاته لا سيما وأن رئيس الحكومة الحالية حيدر العبادي مهتم بالجانب الاقتصادي لمسار عمله.
وعندما نتحدث عن دور رجال الأعمال والاقتصاد فإننا نتوقف عند إخفاق السياسيين في تلبية تطلعات العراقيين بوطن آمن ومستقر وموحد، ولم يقتصر الأمر على إخفاق الطبقة السياسية في مهمتها، وإنما تسبب هذا الإخفاق في تعطيل البرلمان كمؤسسة تشريعية ورقابية، ما أدى إلى تراجع الأداء البرلماني، ما فتح الأبواب أمام تغول السلطة التنفيذية في تقرير مصير الكثير من الملفات.
وما يؤكد ما ذهبنا إليه إخفاق البرلمان في تشريع قوانين لها علاقة بحياة العراقيين ومستقبلهم في مقدمتها قانون التوازن السياسي والمصالحة والوطنية، وأخرى تتعلق بالتوزيع العادل لثرورة العراق وصولا إلى إخفاقه في المصادقة على موازنة العراق.
والسبب بتقديرنا فيما وصلنا إليه هو الخلافات السياسية بين المكونات العراقية التي رحلت خلافاتها إلى المؤسستين البرلمانية والقضائية، ما عطل دورهما في خدمة المجتمع وتحصينه بقوانين تمنع التغول في السلطة والاستئثار بالقرار السياسي على حساب حق الآخرين بالشراكة الوطنية.
لقد آن الأوان لبلورة رؤية واقعية تستند إلى خارطة طريق تعالج أوضاع العراق السياسية والاقتصادية والأمنية من خلال برنامج طموح يأخذ بنظر الاعتبار تجربة السنوات العشر الماضية وصولا إلى صعود نخبة واعية من أبناء العراق متحررة وعابرة للطائفة والعرق وولائها للوطن فقط، وما يدعونا للتفاؤل الإجراءات التصالحية التي بدأ رئيس الوزراء حيدر العبادي عهده بتطبيقها.
وهذه النخبة التي نتحدث عنها ينبغي أن تكون قادرة على بناء أسس النهوض الاقتصادي والعمراني وتوظيف ثروة العراق في البناء، وإعادة تأهيل جميع المؤسسات المتعطلة بفعل الفساد وهدر المال العام.
ومن المناسب ونحن على أعتاب مرحلة جديدة بعد رحيل المالكي أن تنهض نخبة من رجال الاقتصاد والأعمال تعتمد برنامجا للنهوض الاقتصادي وتوظيف الطاقات والخبرات العراقية في عملية البناء وتحديث المجتمع العراقي وتعويضه عن سنوات الحرمان لإنقاذ العراق من محنته.
إن العراقيين ياملون بعد أن أصيبوا بخيبة أمل من أداء وفشل السياسيين أن ينفذ العبادي ما وعد به بعد تكليفه بمهمته لكي ينهض بلدهم من جديد ويكرس الثروة لسعادتهم وضمان مستقبلهم.