تجسيدا لدور التراث الثقافـي غير المادي

صور ـ العمانية: يتواصل العمل في إنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية القصيرة بعنوان:(حكاية صورية) والتي توثق التاريخ الشفوي المروي من قبل كبار السن والمعاصرين عن تاريخ ولاية صور، وهي ضمن مبادرة شبابية من أبناء ولاية صور للحفاظ على تاريخ ولايتهم وعراقتها، وقد تم إنتاج حلقتين من الحكاية.
وفي هذا الإطار قال علي بن ناصر العريمي ـ أحد الشباب المبادرين في العمل لوكالة الأنباء العُمانية: إن فكرة هذه المبادرة تمثل تجسيدًا لدور التراث الثقافي غير المادي، وتهدف المبادرة إلى حفظ التراث العُماني المروي من النسيان والسهو في خضم تسارع وتيرة الحياة، ويعد إنتاج الأفلام الوثائقية إحدى الوسائل والأدوات التي تحقق حفظ هذا التراث المروي، كما أنها تعيد تصوير الأحداث التاريخية والذاكرة البصرية بوسيلة سهلة التسويق والانتشار ويمكن الاستفادة منها كمرجع تاريخي موثق للأجيال القادمة.
وأضاف: إن المبادرة تأتي تحت إشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بالمديرية العامة للشباب ضمن برنامج:(يشهدون)، حيث تركز السلسلة الوثائقية على إبراز الشخصيات المعاصرة وتوثيقها وإنتاج مادة علمية ومرجع تاريخي لتزويد مكتبات المدارس والكليات والمهتمين والمختصين والعمل على الحفاظ على المصطلحات والمفردات المستخدمة في تلك الفترة وتوثيق المعالم التاريخية والشواهد الباقية قبل الاندثار والنسيان، مؤكدًا بأن السلسلة الثقافية تهدف إلى إنتاج (15 حكاية صورية) يتم خلالها التركيز على الجوانب التاريخية لمدينة صور والقصص والمعالم الأثرية والحياة الاقتصادية والاجتماعية والعادات والتقاليد والمصطلحات والطقوس التي تتفرد بها الولاية وأبرز الشخصيات التي أسهمت في نسج تاريخ.
وأوضح أن العمل يقوم على طاقات شباب الولاية وهممهم، كما قامت الشركة العُمانية للنقل البحري (أسياد) بدعم أربع حلقات من السلسلة، تتناول تاريخ صور البحري، تأكيدًا على أصالة التراث البحري العُماني وريادة العُمانيين في الملاحة البحرية قديمًا وحديثًا.
وأشار (العريمي) إلى أن الحلقة الأولى من السلسلة تأتي بعنوان:(نزغة الشراع) لتتحدث عن طريقة إعداد السفينة وتجهيزها للإبحار وكيفية اختيار البحارة وتوزيع الأدوار ثم انطلاق الرحلة إلى الشمال باتجاه البصرة، أما الحلقة الثانية فهي بعنوان:(دورة البنديره) وتتحدث عن تنقل السفن من البصرة باتجاه سواحل باكستان والهند وصولًا إلى زنجبار، وتتناول البضائع والسلع المتبادلة وأهم الموانئ التي ينزل فيها النوخذة الصوري، والحلقة الثالثة حملت عنوان:(المجدمي) وتتحدث عن الهيكل التنظيمي للسفينة وتوزيع الأدوار وأهمية المجدمي على ظهر السفينة وآلية اختياره فيما جاءت الحلقة الرابعة بعنوان:(رحلة المنجروف) ورحلة نهر سيبورانجا وأهمية تجارة خشب المنجروف بالنسبة للسفن الصورية ومما أسهم في بناء المنازل والتبادل التجاري مع دول الخليج. ولضمان إيصال الحكاية للفئة المستهدفة من الشباب والمختصين والمهتمين قال علي العريمي: لقد تمت الاستعانة بمخرج العمل (أنور الرزيقي) الحاصل على عدة جوائز في إنتاج الأفلام السينمائية القصيرة، حيث عكف المخرج على التركيز لإنتاج عمل فني احترافي مشوق سهل الانتشار والاستعانة بمؤرخين ومعاصرين لوصف المشاهد بشكل دقيق والعمل على إعادة تمثيل لبعض المشاهد المهمة بالإضافة إلى الاستعانة بفريق تصوير عالي الجودة من شباب الولاية، إلى جانب الترجمة والمونتاج والتعليق الصوتي من قبل مختصين في المجال.
وأما فيما يخص المعالجة والتوثيق التاريخي فتمت الاستعانة بالكاتب خالد بن علي المخيني (قبطانمتقاعد) ومؤلف كتاب الطريق إلى صور لعلميات التوثيق التاريخي والحفاظ على منهجية العمل ودقة المعلومات المطروحة والإضافة عليها مما يضمن أصالة العمل وجودته.