لندن ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
ارتفع سعر النفط فوق 60 دولارا للبرميل مع انخفاض الإمدادات الليبية بفعل الاضطرابات التي تشهدها ليبيا وهو ما طغى على تأثير تخمة المعروض المتزايدة في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم وضعف واردات اليابان فيما سجل سعر نفط عمان 56.71 دولارا للبرميل في حين زادت ايران كمية التصدير لاسيا في الوقت الذي شهدت فيه المعادن الصناعية معاناة من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وقال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا الخميس إن القتال الدائر في البلاد تسبب في خفض الإنتاج هناك إلى 352 ألف برميل يوميا أو نحو نصف متوسطه في نوفمبر. في المقابل أظهر تقرير لوزارة الطاقة الأميركية ارتفاعا كبيرا في المخزونات.
وزاد سعر مزيج برنت 31 سنتا إلى 60.55 دولار للبرميل بينما ارتفع سعر الخام الأميركي 55 سنتا إلى 56.39 دولار وسط تعاملات هزيلة بسبب استمرار عطلة عيد الميلاد في كثير من البلدان.
وتعرضت السوق لضغوط بفعل تقرير وزارة الطاقة الأميركية الذي أظهر ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة بواقع 7.3 مليون برميل لتصل إلي أعلى مستوى لها على الإطلاق في شهر ديسمبر كانون الأول. وكان بعض المحللين قد توقعوا انخفاضا موسميا.
وأظهرت بيانات حكومية الخميس أن وادرات اليابان من الخام تراجعت 17.3 بالمئة في نوفمبر على أساس سنوي لتصل إلى 3.08 مليون برميل. واليابان هي رابع أكبر مستورد للنفط في العالم.
ورغم ذلك قالت مؤسسة فيليب فيوتشرز التي تتخذ من سنغافورة مقرا لها في مذكرة إنه لا توجد ضغوط نزولية تكفي لاستمرار هبوط الأسعار.
وبلغ سعر نفط عمان تسليم شهر فبراير القادم أمس (71ر56) دولار أميركي.
وأفادت بورصة دبي للطاقة أن سعر نفط عمان شهد انخفاضاً بلغ دولاراً أميركياً واحداً و(39) سنتا عن سعر يوم "الأربعاء" الذي بلغ (10ر58) دولار أميركي.
تجدر الإشارة إلى أن معدل سعر النفط العُماني تسليم يناير 2015م بلغ (78) دولاراً أميركياً و(24) سنتاً للبرميل مسجلاً بذلك انخفاضاً بلغ (8) دولارات أمريكية و(72) سنتاً مقارنة بسعر تسليم شهر ديسمبر 2014م.
من ناحية اخرى قفزت واردات آسيا من الخام الإيراني فوق مليون برميل يوميا في نوفمبر مع ارتفاع الطلب الموسمي في فصل الشتاء بعد تراجعها إلى أدنى مستوياتها خلال عام في الشهر السابق دون المليون برميل.
وارتفعت واردات الخام الإيراني إلى آسيا في الفترة من يناير إلى نوفمبر 19.5 بالمئة على أساس سنوي بقيادة الهند التي زادت مشترياتها في وقت سابق من 2014 عقب تخفيف العقوبات الغربية المفروضة على طهران بسبب أنشطتها النووية.
غير أن مصادر بالقطاع قالت إن إجمالي مشتريات آسيا التي تضم أكبر أربعة مستوردين للنفط الإيراني قد يتأثر سلبا بالغموض الذي يكتنف توقيت توصل طهران والقوى العالمية إلى تسوية للخلاف المستمر منذ 12 عاما على الطموحات النووية الإيرانية.
وفي الشهر الماضي عجزت إيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا عن الالتزام بالموعد النهائي لحل الأزمة ومددت المحادثات لسبعة أشهر أخرى.
وبموجب اتفاق مؤقت يمكن لإيران تصدير نحو مليون برميل يوميا مقارنة مع 2.2 مليون برميل يوميا قبل فرض العقوبات المشددة في 2012.
وقال مسؤولون غربيون إنهم يهدفون إلى التوافق على جوهر اتفاق نهائي بحلول مارس لكن الأمر يتطلب المزيد من الوقت للتوصل إلى توافق بخصوص التفاصيل الفنية المهمة.
غير أن بعض المحللين يعتقدون أن هبوط أسعار النفط نحو 50 بالمئة منذ يونيو قد يجبر إيران قريبا على إبرام اتفاق نهائي.
وبلغ متوسط واردات أكبر أربع دول مستوردة للنفط الإيراني وهي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية 1.11 مليون برميل يوميا في الفترة بين يناير ونوفمبر بفعل ارتفاع واردات الصين والهند بعد تخفيف العقوبات.
وأظهرت بيانات حكومية وأخرى لمتابعة الناقلات أن الدول الأربع اشترت ما إجماليه 1.07 مليون برميل يوميا من الخام الإيراني في الشهر الماضي بزيادة 11.1 بالمئة على أساس سنوي.
من ناحية أخرى سجلت اسعار المعادن الاولية في سوق لندن حصيلة قاتمة في العام 2014 باستثناء النيكل، بسبب ضعف النمو الاقتصادي العالمي وتباطوء نمو الاقتصاد الصيني بشكل خاص.
فقد اثر ضعف نمو الاقتصاد العالمي وتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني بشكل خاص على اسعار المعادن الاساسية في 2014 ويتوقع ان يستمر الوضع على هذه الحال في 2015.
ومن المتوقع ان يتقدم النمو الاقتصادي في الصين بنسبة 6,6% "فقط" في 2015 بحسب خبراء المصرف التجاري الالماني (كومرتسبنك). لكن الحكومة الصينية قد تقوم بخطوات دقيقة بغية تحفيز الاقتصاد، ما سيترجم بارتفاع مفاجىء لاسعار المعادن.
ولفت المحللون في كومرتسبنك الى "ان المصرف المركزي الصيني خفض في نوفمبر نسب الفائدة بشكل مفاجىء ردا على تباطوء الاقتصاد ما تسبب بارتفاع في اسعار المعادن الاساسية".
والنحاس لم يسجل سنة جيدة وخسر 13% في 2014. وسجل هذا المعدن ادنى مستوياته في خلال اربع سنوات ونصف مطلع كانون الاول/ديسمبر متأثرا بتدهور اسعار النفط التي بلغت بدورها ادنى مستوياتها منذ اكثر من خمس سنوات.
لكن في العام 2014 جنب الطلب الصيني سوق النحاس من فائض كان سيكون له وقع اكبر على المعدن. ويرى المحللون في مؤسسة ناتيكسيس ان الطلب العالمي على النحاس يعود جزئيا الى تخزين الدولة الصينية 700 الف الى مليون طن من المعدن. لكن مهمات المعالجة وتنقية معدن النحاس المرتفعة الكلفة نسبيا والمهمة للمصاهر التي تتلقاه تشجع على فتح مصاهر جديدة في الصين وايضا في اماكن اخرى من العالم بحسب خبراء ناتيكسيس.
واكد البنك التجاري الالماني "ان الانتاج الصيني من النحاس بلغ 6,4 ملايين طن خلال الاشهر العشرة الاولى من العام 2014، اي بارتفاع 11 % قياسا الى السنة السابقة".
وتعتبر المجموعة الدولية لدراسات النحاس ان السوق ستنتقل من عجز يقدر ب300 الف طن في 2014 الى فائض مقداره 390 الف طن في 2015.
لكن انقطاعات انتاجية غير متوقعة بسبب اضرابات في تشيلي والبيرو او في اندونيسيا قد تدعم الاسعار بحسب محللي كومرتسبنك الذين يتوقعون ان تبلغ اسعار النحاس 7200 دولار للطن اواخر العام 2015.
اما النيكل فقد سجل افضل اداء بين المعادن الاساسية هذه السنة، اذ زادت اسعاره بنسبة 11% في 2014 ونحو 50% في ايار/مايو، وذلك يعود خصوصا الى الحظر على صادرات معدن النيكل الخام في اندونيسيا التي تعد المصدر الاول للنيكل في 2013 واكبر مزود للصين.
واكد المحللون في يونيكريديت "برأينا فإن النيكل لديه افضل الافق بين المعادن الاساسية للعام 2015 لان انتاج سبيكة النيكل الصينية في تراجع".
وبسبب الحظر الاندونيسي والكلفة الانتاجية المرتفعة يغلق بعض المنتجين الصينيين لسبيكة النيكل مصانعهم.
وتشكل سبيكة النيكل ربع العرض العالمي لمعدن النيكل بحسب كومرتسبنك.
وقد اتجهت الصين نحو الفيليبين لتزويدها بالنيكل لكن هذا المعدن هو اقل جودة والانتاج يتباطأ خلال فترة الاعاصير.
وترى المجموعة الدولية لدراسات النيكل ان السوق يتوقع ان تسجل عجزا ب20 الف طن في 2015 وذلك للمرة الاولى منذ خمس سنوات. اما الطلب على النيكل لانتاج الفولاذ غير القابل للاكسدة فيتوقع ان يبقى متينا وتتوقع ناتيكسيس ان تبلغ اسعار النيكل كمعدل وسطي 19 الف دولار للطن في 2015.
الى ذلك فان الالمنيوم قد كسب 4% في 2014 بعد ارتفاعه 17% بين يناير واغسطس ليبلغ في ذلك الحين اعلى مستوياته في خلال اكثر من عام (2119,50 دولارا للطن) بسبب انخفاض العرض في السوق.
لكن نقص الالمنيوم يبقى اصطناعيا وتعززه مهل الانتظار في المستودعات كما يرى محللو كومرتسبنك.
واوضح المصرف الالماني "ان انتاج هذا المعدن زاد بنسبة 3,4% في اكتوبر قياسا الى السنة السابقة، ليصل الى 4477 مليون طن مدعوما بالانتاج الصيني بحسب المعهد الدولي للالمنيوم".
لكن المحللين في ناتيكسيس يعتبرون ان ازدهار انتاج الالمنيوم يسجل تباطوءا فيما يتوقع ان يزداد الطلب بفضل قطاع السيارات.