[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
ما زال الغل في نفوس عربية رغم وداعنا لعام آخر من الحرب السورية .. إنها النفوس التي غذاها الحقد ولم تستطع الخروج من شرنقته، وكان أن تعهدها فتعهدت هي بالمقابل أن تسقط الرئيس بشار الأسد، وأن لا تتراجع عن إسقاطه مهما كانت الظروف.
يحدث اليوم أن بعض العرب الذي ضغط لإخراج سوريا من جامعة الدول العربية، يوسط دولة عربية كبرى من أجل إقناع سوريا بالعودة إلى مقعدها في الجامعة، لكن سوريا لم تقل كلمة حق وإن كانت بعض المعلومات تقول إنها رفضت العرض وطريقة عودتها.
كنا نتمنى لو يعتذر بعض العرب من سوريا عما بدر منهم إن هم أرادوها فعلا وسطهم في الجامعة .. فسوريا التي تراجع كثير من الغرب عن أذاها، لم يتراجع بعض العرب .. وفي الحين الذي قال الأميركي للروسي أن فتش عن الحل لسوريا، ظل هؤلاء العرب ينسجون من لحم السوريين ثباتهم في تخريب سوريا وقتل شعبها وتدمير ممتلكاتها، وهم حتى الآن يقدمون في زمن "داعش" ما يحتاجه هذا التنظيم، يقدمون له الدعم والمساندة، وهو من جهته يبذر أفكاره في كل مكان وبشكل سريع ليلم من حواشي العالم مقاتلين من كل الأجناس على أمل أن يغير هوية المنطقة وشكلها.
لا تريد سوريا التي وقفت جامعة الدول العربية ضدها، وكانت مواقفها مخزية إلى أبعد الحدود، بل شكلت في بعضه غطاء للهجوم عليها، أن تعود إلى المكان الذي أحاطها بعدوانية لم يسبق أن تعرضت فيه لأي دولة عربية، خصوصا وأن سوريا عضو مؤسس لهذه الجامعة، وعمرها في الأرض يتجاوز آلاف السنين.
كما أن سوريا بعد ما شهدته من تجاوزات لجامعة الدول العربية بلغ حد تسهيل التآمر عليها وتبني وجهات نظر التحامل عليها، حتى لا نقول إن الجامعة ساهمت بما وصلت إليه الحال المزرية في الحياة السورية من خراب ودمار، فإنها لا تريد العودة إلى المكان الذي صمم هذه الحال ونفذها وسهل الطريق لإنجاح المخطط عليها.
لقد أضاعت جامعة الدول العربية ليبيا حين سلمتها للحلف الأطلسي الذي كانت له اليد الطولى في تخريب ذلك البلد العربي وفي إيصاله إلى الحالة التي يتخبط فيها، اتخذت الموقف ذاته من سوريا، ربما على أمل النتيجة ذاتها، لكن وعي السوريين وقدرات الجيش العربي السوري وقوة ومناعة الدولة والنظام، ووحدة الشعب وراء قيادته، أحبط ذلك المخطط ودحره، وها هي سوريا تفوز اليوم بانتصاراتها المدوية في مواقع كثيرة، بل تذهل العالم على صمودها الذي يتعين على أية دولة أخرى مهما كانت كبيرة وقوية أن تتحمله.
إن سوريا اليوم أكثر ثباتا من أي وقت مضى، ولهذا السبب فها هم يعترفون لها بما أنجزته، لكنهم يخطئون مرة أخرى إن ظنوا أنها تعود إلى بيت العرب الذي جاهر بالعداء لها وقدم مشاهد لا تنم عن دور محايد على الأقل إن لم يكن مساندا للشعب والدولة والنظام.
ليس جديدا موقف سوريا، ففي اليوم الذي مشى فيه أنور السادات لمصافحة الصهيوني، قادت سوريا العرب باتجاه جامعة عربية أخرى ومناخ عربي قائم على الصمود والتصدي.