«الأوروبي» يرى الحاجة لـ«قوة رد سريع» ورئيس «ميونخ للأمن» يدعو إلى محادثات مع الحركة

كابول ـ عواصم ـ وكالات: أطلقت عدة صواريخ على مطار العاصمة الأفغانية كابول في الساعات الأولى من صباح أمس، وفقا لما أفادت به قناة “تولو نيوز” الأفغانية نقلاً عن شهود عيان فيما أكد المتحدث الرئيسي باسم حركة طالبان الملا ذبيح الله مجاهد أن العفو الذي سبق أن أعلنته الحركة ليس مطلقا.
وقال التقرير إن صواريخ أطلقت تجاه المطار من منطقة تشيرشانه في شمال كابول.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية عن مسؤولين بالحكومة الأميركية قولهم إن خمسة صواريخ على الأقل أطلقت باتجاه المطار.
وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد من احتمال شن مزيد من الهجمات حول مطار كابول في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على سحب قواتها المتبقية.
وأفاد تقرير لشبكة طلوع الأفغانية بأن ما لايقل عن 10 مدنيين قتلوا في الهجوم الجوي الذي نفذته مؤخرا القوات الأميركية، التي قالت إنها كانت تحاول ردع هجوم على مطار كابول.
وقال السكان للشبكة إنه كان هناك أطفال ضمن القتلى. ويقول مسؤولون أميركيون إنهم مازالوا يحققون في الواقعة، ولكنهم قالوا إنهم عثروا فعلا على متفجرات في السيارة المستهدفة .
إلى ذلك أكد المتحدث الرئيسي باسم حركة طالبان الملا ذبيح الله مجاهد أن العفو الذي سبق أن أعلنته الحركة ليس مطلقا، وقال إن الحركة تنتظر من الدول العربية والإسلامية أن تكون عند مستوى حسن ظنها بها ومحبتها لها.
وقال في تصريحات صحفية “هناك عفو عام أصدرته (الإمارة) ... ولكن العفو ليس مطلقاً، ولا يشمل الشبكات العاملة تحت الأرض التي تخزن سلاحاً ومتفجرات، وتعمل بشكل منظم، خصوصاً إذا كانوا من ذوي الخلفية العسكرية والاستخبارية”.
وعن موعد إعلان طالبان سياساتها الجديدة في التعامل، أوضح: “نحن نتعامل مع الجميع في الداخل والخارج بحسن نية وانفتاح، طالما أن الطرف المقابل يتعامل معنا بالمثل، ولن نغير تلك الطريقة إلا في حالة تغيير الطرف الآخر قواعد التعامل المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”.
من جانب آخر قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن حكومات الاتحاد يجب أن تمضي قدما في تشكيل قوة رد سريع أوروبية لتعزز استعداداتها لمواجهة أزمات مستقبلية مثل ما حدث في أفغانستان.
وقال بوريل في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية إن نشر القوات الأميركية في أفغانستان في وقت قصير مع تدهور الأوضاع الأمنية هناك يظهر حاجة الاتحاد الأوروبي لتسريع جهوده لبناء سياسة دفاع مشترك.
وأضاف “يجب الاستفادة من دروس هذه التجربة... لم نتمكن، كأوروبيين، من إرسال ستة آلاف جندي للتمركز حول مطار كابول لتأمين المنطقة. تمكنت الولايات المتحدة من ذلك ولم نتمكن نحن”.
من جانبه نصح رئيس مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، فولفجانج إيشينجر، بإجراء محادثات مع طالبان.
وقال الدبلوماسي الألماني في تصريحات لشبكة “إيه آر دي” الألمانية الإعلامية: “في الواقع عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، يتعين التحدث إلى أولئك الذين ليسوا أصدقاء قبل كل شيء. يمكن تناول العشاء مع الأصدقاء، لكن يتعين التحدث مع الخصوم، ومع صعب المراس منهم، وكذلك مع المجرمين”.
وقال إيشينجر إن الوضع الحالي يمثل تحديا جيوستراتيجيا بشكل أساسي، وأضاف: “ماذا يريد المجتمع الدولي أن يفعل مع أفغانستان؟”، مضيفا أن الغرب ليس وحده المهتم بضمان عدم إنشاء بؤرة إرهابية في أفغانستان، وقال: “حتى الصين وروسيا والهند والدول المجاورة الأخرى لا يمكن ألا يكون لها اهتمام بهذا.