تبرز جماليات الأنثى وتناقضاتها

مسقط ـ العمانية: صدر للكاتبة العمانية سعاد بنت علي العريمية، عن دار (كتبنا)، إصدارها القصصي السردي بعنوان:(تمرد عشتار)، بعد علاقة تراكمية مع الكتابة استمرت سنوات.
تبني العريمية إصدارها الحالي وما جاءت به القصص القصيرة على إصدارها السابق (أساطير عشق)، حيث يُعدُّ هذا الاصدار امتدادًا للإصدار السابق.
ويأتي الغلاف وماهيته ليكونا أكثر قربًا من نصوص المجموعة، حيث جماليات الأنثى وتناقضاتها فهي رمز للحب والجمال والعطاء والعواصف الهوجاء في بعض الأحيان على حد تعبيرها، التي تنسف كل من يحاول أن يكبت ذاتها، فكل أنثى حسب قولها هي عشتار آلهة الحب والحرب.
المتتبع لماهية الإصدار يلحظ روح الحكايات التي لازمت المؤلفة العريمية، حتى خرجت بها للمتلقي، فهي تطرح أفكارها لتجسر العلاقة بين القارئ وما يطرحه السرد من أنماط متناغمة، ففي الإصدار مجموعة من العناوين التي تبرز ذلك، بما في ذلك (وأنقى ما كان)، و (خطوات)، و(حكاية يتمى)، و(بكائية بحر وسفينة)، و(أسلوب آخر لموت الحمام)، و (تمرد عشتار)، الذي حضر ليكون واقعًا حقيقيًّا لهذا الكيان الأدبي السردي،
مرورًا بـ(التضفير)، و (عندما يجتمع الجنون) .. وغيرها الكثير من العناوين المغايرة التي يقدمها السرد في تركيبتها اللغوية، وهو ما يؤسس لأمر محفز للتواصل مع الوقع السردي.
وتشير الكاتبة العريمية إلى تلك المحفزات التي انطلقت منها ذاتية (عشتار)، لتكون أكثر قربًا من القارئ، وكيف وجدت نفسها في تلك الذاتية الصاخبة، وهنا توضح أن المحفز الأول هو حب عوالم الكتابة، التي تسكنها حسب قولها من اللحظة الأولى لالتقاط فرح دافق أو حزن عارم إلى لحظة إسقاطها على الذات، ومن ثم تزداد حدتها، ثم إسقاطها على الورق، لتبدو انعكاسًا لذات الكاتبة بكل التناقضات والتقاطعات مع الكثير من الذوات.
وتشير العريمية إلى المحفز الثاني الذي يعود في تكونه إلى أن بيئتها البحرية في ولاية صور، حيث (الخور البحري) الهادئ وحياة القرى البسيطة والمليئة بالكثير من الجماليات التي تربطها ببيتها المطل على البحر ودائمًا ما تعيش معه لحظات من التفاعل المتواصلة مع الزرقة، فهي تقول لابد أن يكون البحر موشوشًا لي بالتمرد عبر الكتابة، الكتابة التي كما وصفتها في نص بوح الكتابة بحد ذاتها مغامرة تستحق المجازفة حتى ولو كان السقوط أحد احتمالاتها، لكن هذا لا يقابل متعة التحليق في عالم تحبه، عالم ترتقي فيه لأنوار جميلة، تفتش فيها عن ذاتك أو تستكشف من حولك، والكتابة لحظات ارتفاع وانتشاء تتكشف لك من خلال توحدها بك، وتوحدك بها أمور لم تكن تراها!!.
هكذا تصف الكاتبة العريمية علاقتها مع الكتابة وتؤكد أنها تعطي ذلك المدى من الاتساع لرؤية الكون ليكون أكثر رحابة وصدقًا.
وتتطرق العريمية إلى تلك العوالم في المفردات السردية للمجموعة القصصية التي لا تبتعد مفردات الحياة في ولاية صور (البحرية)، وتكوينها الأول، المتمثل في رسم ملامح البيئة الاجتماعية وجمالياتها الثقافية الإنسانية التي تتشابه في احيان كثيرة، وفي هذا الشأن تشير إلى حبر الكتابة، والذي لا يمكن أن يصل إلى الورق إلا بامتزاج ملامح البيئة الاجتماعية والثقافية به، متشبعًا بالذوات، وتأثره بتلك الملامح، ويتضح ذلك في نصوص المجموعة فأغلبها ممزوجة بالبحر وحكاياته، وتؤكد (البحر الذي نتنفسه حياة ونورًا) كما في نص البحر والفقد، فهو الصديق الآخر شوقًا وحبًّا لكل من يعيش على شواطئ بحر.