صنعت لنفسها مكانة رصينة فـي الساحة العمانية

كتب ــ خالد خليفة السيابي:
سمو الخط العربي وسحر حروفه دفع بالخطاطة خالصة بنت محمد الهطالية بالتحليق في عوالم هذا الفن العريق الذي تفتخر به الشعوب العربية والإسلامية، وحتى تطور قدراتك في مجال الخط العربي يتطلب منك التعرف على اساسياته وأسراره.

ثم تقديم العطاء والجهد والبذل والاستمرارية في الكتابة وهذا ما أكدته مقولة ياقوت المستعصمي: (الخط هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية تقوى بالإدمان وتضعف بالترك). وهذا ما عملت به خالصة الهطالية حتى صنعت لنفسها مكانة جميلة ورصينة في الساحة العمانية وتعلمت وتعرفت على العديد من المحاور التي ساعدتها لكسب معلومات ورفع ذائقتها الأدبية والفنية وتكيفت مع تصميم حروف اللغة، وكما هو معروف ومتداول أن الخط العربي هو فن وتصميم الكتابة في مختلف اللغات التي تستعمل الحروف العربية وتتميز الكتابة العربية كونها متصلة مما يجعلها قابلة لاكتساب أشكال هندسية مختلفة من خلال المد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب.

وحول مسيرتها وماذا يعني لها الخط العربي تقول خالصة الهطالية: بالنسبة لي الخط العربي حياة ونعيم أدبي وفني وهو متنفس لذائقتي وهيامي وشغفي ومنذ الصغر ومخيلتي ترسم أشكال هندسية وحروف عربية حالمة تمتاز بهيبة الحضور ولا لما وهي تستمد جمالها من لغة القرآن الكريم ، اللغة الأصعب والأجمل في نفس الوقت وتكمن صعوبتها في سمو جمالها وأناقة حروفها، أما عن انطلاقتي بشكل فعلي في هذا المجال كان في عام 2018م على يد الخطاط محمد الريامي عندما ساعدني على تعلم الخط الديواني ومع تقدم الوقت كانت لي مشاركات في عدد من حلقات العمل تعرفت على الاساسيات وقط القلم وكان لي حضور مستمر بالمشاركة في دورات الخط عبر برنامج التعلم عن بُعد، ولكي أقيم تجربتي الفنية قمت بالمشاركة في عدد من المسابقات التي تخص خطوط الخط العربي واكتسبت منها خبرات أكبر طورت بها نفسي وعدلت بها مساراتي الفنية.

وأضافت: وبعد ما أصبحت تجربتي رصينة وقوية حيث قدمت حلقة عمل في أحدى المدارس الحكومية وقدمت بها عدد من المحاور التي تدفع بالمواهب إلى قادم فني أجمل ، وهذا ليس بالغريب بحكم أن السلطنة تكتظ بالمواهب القادرة على تطوير قدراتها الفنية وأن يكون لها شأن أدبي وفني وأصبحنا نجد المواهب اليوم بكافة ولايات السلطنة وأتوقع أن تزداد رقعة ممارسين الخط العربي بالسلطنة.

وأكدت (الهطالية) يقولها: لولا دعم المحيط الأسري لما استمرت في ممارسة هذا النشاط الفني، حيث دفعوني إلى مقدمة دروب النجاح وبالأخص والدتي التي كانت حريصة على تطوير قدراتي الفنية من خلال المشاركة في كل ما يتعلق بالخط سواء كانت دروس علمية أو حلقات عمل أو دورات وأتمنى أن أكون عند حسن ظنها وتحقيق مرادها بأن أصبح علامة فنية في سماء عوالم الخط العربي.
يذكر أن الخطاطة خالصة الهطالية (عضو في فريق محراب الحرف) الذي يقدم العديد من الأنشطة وأهمها دروس في الخطوط (الرقعة، الديواني، الثلث، النسخ).