إطلالة متنوعة يطل بها "أشرعة" الثقافي في عدده الحالي، تتلخص في عناوين تعانق الساحة الثقافية في السلطنة، وذلك لأن يكون في متناول المتلقي، مساهما بتواجد محلي فريد، ففي هذا العدد هناك يأتي الزميل إبراهيم بدوي من القسم السياسي بقراءة في "الحدود بين حرية التعبير والإساءة إلى الآخر" نحو ميثاق للتعايش السلمي والاحترام المتبادل في الثقافات المعاصرة، هذه القراءة تشخّص تنامي الخلافات الدينية والأيديولوجية والعرقية من خلال كتاب بعنوان (الحدود بين حرية التعبير والإساءة إلى الآخر .. نحو ميثاق للتعايش السلمي والاحترام المتبادل في الثقافات المعاصرة) للمؤلف محمد بن سالم بن عبد الله الحارثي. إضافة إلى عنوان آخر بعنوان "التخوف الإنجليزي من عمان زمن اليعاربة" للكاتب والباحث العماني محمد بن حمد الشعيلي، حيث يصف لنا هذه المرة أن حكم الأئمة اليعاربة كان منعطفاً مهماً، ليس فقط في تاريخ السيادة في المحيط الهندي وإنما في الخليج العربي، إذ أصبح لها جيشها الكبير وأسطولها البحري القوي، وشملت حكمها وأطرافاً مترامية في آسيا وأفريقيا، وضمت قسماً من سواحل الهند وسواحل ايران والجزيرة العربية وشرق أفريقيا، في الوقت الذي كانت فيه البلاد العربية تفقد قوتها، وتقع تحت سيطرة العثمانيين، ومن قبلهم المماليك وغيرهم.
أما الكاتب فهد بن محمود الرحبي فيأخذنا إلى قراءة في كتاب "تاريخ نزوى التعليمي قبل النهضة" حيث يأتي إصدار هذا الكتاب ضمن سلسلة "مشروع جمع التاريخ المروي" الذي تنفذه وزارة التراث والثقافة بشكل سنوي في مختلف ولايات ومحافظات السلطنة، وأن ما يميز هذا الكتاب أنه جاء ليوثق الذاكرة الشفهية لتاريخ نزوى التعليمي قبل النهضة المباركة التي قادها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه - من خلال الرواة الذين عاصروا الحياة العلمية والثقافية من علماء ومعلمين وطلاب، وهو بالتالي نتاج جهد مشترك بين الحكومة والمجتمع.
كما تستكمل نادية بنت محمد البوسعيدية رؤيتها حول رواية "مذاق الصبر" سيرة ذاتية لمحمد عيد العريمي لتخبرنا بشغف أن العريمي أحب البحر وتأصلت العلاقة بينهما، فالبوسعيدية تأخذنا في تفاصيل عميقة وإنسانية للروائي محمد عيد العريمي.
أما الكاتب أحمد عيدون فيضع تساؤلاته حول صعوبة التأريخ للموسيقى العربية خاصة وأن للعرب موسيقى غنية ومتنوعة وأن هذه الموسيقى قد اجتازت القرون الماضية لتصل إلينا متميزة عما سواها من موسيقى الشعوب الأخرى، ومما لا شك كذلك أن الكتب القديمة تتضمن أخبارا عن الموسيقيين منذ صدر الإسلام مرورا بالعصور الأموية والعباسية والغرب الإسلامي إلى غاية العصر الحديث، لكننا بالقياس مع مفهوم التاريخ كعلم وكمنهج نفتقد في ما تراكم من دراسات وتحقيقات ما يدعم وضوح هذا التاريخ٬ وصدقية وقائعه٬ إذ يمتزج الحكي أحيانا بالخرافة٬ ويحل التمجيد مكان التوصيف الموضوعي٬ وتحضر الانتقائية قبل الاشتمال. وفي هذا الإطار كذلك تظل الشواهد المتوفرة شحيحة لا تفي بالغرض العلمي٬ ولا تؤسس لتأريخ فعلي.
أما الزميل فيصل العلوي فيتواصل معنا من خلال حكاية لنبض "صورة" .. وإبداع يختزله "شطر"، حيث بزوغ نجم الشعر الشعبي في فترته الذهبية خلال السنوات العشر الأخيرة في منطقة الخليج العربي ببهاء لا يطاوله بهاء، قد تختلف الأفكار والرؤى والوسائل لكنها في الواقع تنشّط الحراك بمختلف أطيافه ومستوياته.
تفاصيل عديدة نقف عندها في عدد أشرعة في هذا الأسبوع.