يمكن القول بأن العريمي أحب البحر وتأصلت العلاقة بينهما، ولكن بقي أمامه التحدي الأكبر وهو كيف سيندمج مع أبناء القرية؟. في بداية الأمر واجهته صعوبات كثيرة في الاندماج معهم ، وربما كان سبب ذلك هو هيئته بدشداشته القصيرة، وطريقة لبسه وشعره الطويل بالإضافة إلى لهجته . ومع استمرار الجفاء بينه وبين أبناء الحارة وجد في حركة البيع والشراء وأصوات الباعة وروائح الطعام المختلفة وشخوص السوق المثيرة للجدل ما عوض تلك العزلة التي فرضها اختلاف مظهره ولهجته.
فعمل حارسا مع أبو غريب في بيع الماء، وما أود الإشارة إليه أن العريمي لديه حب الاستطلاع والتعرف على كل ما حوله، حيث أنه في أحد الأيام قادته قدماه إلى محل أثار فضوله تنبعث منه روائح الطعام ممتزجة بدخان السجائر وثرثرة الزبائن وجهاز ينبعث منه غناء مطرب وبقي أمام الباب واقفا يسترق السمع والنظر والشم وشاهد فتاة تتوسط مجموعة من الشباب في العشرين من العمر، وقد تحلقت المجموعة حول بساط فرشوه على الأرض للعب الورق وبجانبهم قطع نقدية وتنتهي اللعبة بفوز أحدهم بجميع القطع النقدية، يتكرر وقوفه أمام الباب أياما عديدة، ولاحظت الفتاة وكانت تسمى "الشمروخ" وقوفه فعرضت عليه أن يجرب اللعب ، فأعجبت بمهارته في اللعب وتطورت علاقته بالمجموعة بعضوية متدرب فقط.
غيابه عن التبريزة مع أبو غريب أثار قلقه وعندما أبلغ عمه أخبره بأنهم يظنون أنه يأتي إلى التبريزة ، وبالصدفة اكتشف أبو غريب مكان الصبي (العريمي). وقد ظلت صورة الشمروخ عالقة في ذهنه لأنها قلبت موازين التقاليد والأعراف رأسا على عقب.
أثار هذا الحديث قلق أمه فقررت بعد تردد كبير إلحاقه بمدرسة المعلمة "الحرف" وقد ترددت في بداية الأمر؛ وذلك لأنه يصعب انصياعه لقانون أو سلطة؛ وذلك بسبب فطرته والبيئة التي تربى فيها.
لم يستطع النوم طوال تلك الليلة التي سبقت موعد ذهابه إلى المدرسة والتي هي عبارة عن غرفة طويلة معتمة لا نوافذ لها ولا فتحات غير الباب، وقد تكدس التلاميذ ذكورا وإناثا يفترشون الأرض، ولفت انتباه العريمي ركن مظلم بالغرفة علق فيه صبي داخل جراب مثقوب عقابا له على شغبه.
هذا المنظر أثار الخوف في نفسه مما جعله يهرب من المدرسة. وفي اليوم التالي تم اتخاذ الإجراءات الخاصة لحالته ووضع اسمه في قائمة المشاغبين حتى قبل أن ينتظم في المدرسة، وتدخل عريف المدرسة في الموضوع، وأخذه إلى الصف وجلس بجانبه حتى أنه لم يستطع الحركة من على كرسيه. واضطرت أمه لمرافقته في الذهاب إلى المدرسة كل يوم، حتى جاء ذلك اليوم الذي تركته يذهب مع أبناء الحارة وهي مطمئنة لعدم هروبه.
لم يستطع العريمي تحمل الدراسة في تلك المدرسة بسبب العقاب الذي يتعرض له وسخرية زملائه من جانب آخر، مما جعله يتخذ قرار الهروب مرة أخرى، ولكن هذه المرة هرب من القرية معترضا قافلة ذاهبة إلى القرية التي تسكنها جدته .
ها هو مرة أخرى يسبب القلق والخوف لأهله وخاصة والدته، وفي المساء وصل طارش "رسول" أرسلته جدته ليخبر أهله عن وجوده معها .
الشغب والمغامرة كانتا تملأن روحه الطفولية فلم يكن يعرف سوى الحرية وعدم الخضوع لأي سلطة. وكان كثير السفر والترحال بصحبة والده والتنقل بين مناطق مختلفة في عمان عبر البحر، وكان الهدف الذي يرنو إليه والده من وراء هذه الرحلة هو غرس مبادئ التجارة في قلبه.
بعد تلك الرحلة تابع تعليمه الأساسي متنقلا بين مدن الخليج العربي : مسقط ، الكويت، أبو ظبي، الدوحة وتابع دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية، وطوال هذا المشوار الحافل ظلت روح البداوة كامنة بداخله ، إلى أنها لم تكن عائقا بينه وبين الاندماج والتعايش مع المجتمعات المختلفة ، وطوال سنوات الدراسة تعلم العريمي معنى الاعتماد على الذات وذاق مرارة الحاجة ولم يجد أي إحراج في عمله طباخا وصباغا وعامل إضاءة في استديو التصوير . مر شريط ذكريات طفولة العريمي سريعا وهو يتصفح ألبوم الصور الحافل بالمغامرات ليعود مرة أخرى لتذكر مأساته والتحول الذي طرأ على شخصيته .
في ليلة من الليالي وبعد عودته من مهرجان الشعر العماني الرابع ، في تلك الليلة التي بللها رذاذ المطر، نظر إلى الكرسي المتحرك نظرة مختلفة بعد 22 عاما وبعد أن صار عضوا من أعضاء جسده واعتراه التقصير في حق هذا الكرسي ، وفي تلك اللحظة عادت به الذكريات إلى الوراء البعيد حيث تذكر أثناء دراسته في الجامعة الأميركية صورة ذلك الطالب (دوجس) المعاق وكيف كان يعتني بكرسيه المتحرك وكان دائما وحيدا ، وفي أحد الأيام جمعت الصدفة بينه وبين العريمي حيث ساعده في دفع الكرسي إليه ، وبعد هذا الموقف تولدت علاقة حميمة بينهما مما جعل ذلك الطالب يفضي له عما في قلبه وما يشعر به من أحزان وآلام .
هذا الموقف جعل العريمي يعيد النظر في تعامله مع كرسيه المتحرك، وأن يخلق الألفة معه لأنه سيكون رفيقه مدى الحياة ..

2- تحليل الشخصيات:
- شخصية محمد عيد العريمي: شخصية تتميز بالشجاعة والانسجام مع الذات والثقة بالنفس والاعتزاز بها ، روح البداوة مسيطرة عليه وحب المغامرة والحرية وعدم الخضوع لأي سلطة .غلب على شخصيته الحزن واليأس في بعض اللحظات بسبب الإعاقة ولكنه كان دائم التفاؤل وينظر إلى الجوانب المشرقة في الحياة ، واجه مرارة الإعاقة بالصبر والأمل .وهو رجل عصامي أصر على متابعة العمل حتى لا ينتظر من يتصدق عليه ،برزت إنسانيته تجاه المعاق وأنه يجب النظر إليه على أنه إنسان مبدع . ويمكن القول بأنها شخصية متزنة وواعية وقادرة على التعايش مع الوضع الجديد وهي شخصية علمية منهجية من خلال تفهمه للحالة التي هو فيها والأساليب العلمية للتغلب عليها. كما أنه ذو شخصية مفكرة ذات عالم داخلي نشط ومتحرك ومتطور مع الأحداث.
- شخصية فاطمة (زوجة العريمي):
زوجة وفية لزوجها صابرة، وكثيرا ما كانت تكتم دموعها حتى لا يراها الناس ،طيبة وعندها قدرة كبيرة على تحدي الصعوبات ، تميزت ببساطة تعاملها وحبها الكبير لزوجها، كذلك هي من الأشخاص الذين لا يجيدون إخفاء ما في قلوبهم عن الآخر مهما كانت صلتهم بهذا الآخر، وكانت لديها رغبة صادقة في مساعدة زوجها.
- الطبيب (والش):
هو الطبيب الذي أشرف على علاج العريمي في مستشفى "بادوكس"في بريطانيا، وهو رجل عجوز في السبعينات من عمره ، يعد مرجعا في حقل اختصاصه الطبي وله مؤلفات عدة في مجال علاج إصابات النخاع الشوكي والأعصاب وتأهيل المعاقين ،وقد شغل رئاسة المركز الوطني لإصابات النخاع الشوكي بمستشفى "سنتوك ماندفيل".
- الممرضة فال:
صاحبة ابتسامة مشرقة ووجه صبوح يعكس رغم كبر سنها (الأربعينات) براءة طفلة ، قلبها لا يضمر ضغينة أو كرها لأحد ،أحاسيسها لا تعرف سوى الحب ويدها لا تمتد إلا لفعل الخير .
- شخصية أبو صلاح:
أحد النزلاء العرب في مستشفى "بادوكس" كان يسمى شيخ المستشفى بلا منازع بسبب الوجاهة التي يصطنعها لنفسه، مما جعل الممرضات وأخصائيات العلاج الطبيعي يطلقن عليه ذلك اللقب ، فكان يستقبل النزلاء الجدد ، ويرشد مرافقيهم إلى أماكن الإقامة ،فكان يزور القادمين الجدد ويدخل في نفوسهم الطمأنينة ويخفف عنهم وطأة الإصابة ووحشة الغربة بروحه المرحة ودعابته السمحة وكان على عتبة الستينات من عمره.وعلى الرغم من إعاقته إلا أنها لم تخمد جذوة حب الحياة في نفسه ، وقد كان عنيدا إلى أقصى حدود العناد ،كما كان مكابرا قويا.قد عمل في إحدى الشركات الكبيرة واستطاع من خلالها جمع ثروة يحسد عليها .
- شخصية أبو مشعل:
كان أبو مشعل نموذجا قحا لبدو صحراء الجزيرة العربية ، سخيا كريما ،ولا يجيد التحدث باللغة الإنجليزية .
- الشمروخ :
فتاة في العشرينات من عمرها، سافرة الوجه ومتمردة وجريئة جدا ،متسلطة إلى حد كبير وكان لسانها حادا كحد السكين ، فقلبت موازين التقاليد والأعراف رأسا على عقب .
- دوجلس :
طالب جامعي معاق (في الجامعة الأميركية) ،كان عمره أكبر من متوسط أعمار طلبة شهادة البكالوريوس ، كان دائما وحيدا يقضي معظم أوقاته مع نفسه ، وكان يغلب عليه طابع الحزن واليأس وبأنه غريب ومختلف عن بقية الناس بسبب إعاقته ولكنه لم يفقد الثقة بنفسه .

3- عناصر السيرة الذاتية:
- البناء الهيكلي:
التعبير عن التجربة الإنسانية بشكل روائي فطريقة تأهيل المعوق من الناحيتين العضوية والنفسية ولا يناقش قضايا وجودية وفلسفية عميقة ،الحس الحكائي الغالب على الكتاب مع أنه ليس رواية ولا قصة تقليدية ، يعتمد على طريقة السرد. وكما قيل عن كتاب مذاق الصبر بأنها سيرة ناقصة عن ذاتها وتحاول الاقتراب من الرواية ، لكنها لا ترتفع بالسرد إلى مستوى الحدث الروائي. وطريقة البناء تبدأ بعنوان ثم مستخلص بسيط ثم مادة الفصل .
- الصدق:
تتطلب كتابة السيرة الذاتية أن يكون الكاتب صادقا مع نفسه حتى يصدقه الآخرون ويتأثروا بها ،والعريمي كان صادقا في عرضه لتجربته وتصويره لمشاعره وقد كتب بكل صدق عن تفاصيل حياته منذ مرحلة الطفولة وحتى بعد الحادثة ، وكان صادقا في تصوير نمط الحياة في الصحراء ، ووصف هيئته وطريقة لبسه ولهجته ، وكان صادقا في تصوير وضعه الصحي .
- الصراحة:
توفر الصراحة في السيرة الذاتية يكسبها جودة عالية ، وقلة من الكتاب الذين تتوافر الصراحة في كتاباتهم ، وتتمثل صراحة العريمي في اعترافه بأنه نرجسي في حديثه عن وفاة زوجته ، وأيضا في اعترافه بأنه بدوي وظل محافظا على روح البداوة ، وكذلك عندما تطرق في الحديث عن موضوع الإنجاب.
- الخيال الخلاق:
لم يستخدم الكاتب الخيال وإنما كان واقعيا بدرجة كبيرة وهذا لأنه يترجم حياة صادقة وتجارب حقيقية مر بها فلا داعي لاختلاق المواقف وكما أشرنا سابقا أن الصدق ضروري في كتابة السيرة الذاتية، فهو ذكر المواقف كما حدثت فعلا دون أن يضيف عليها لمسات خيالية .
- الدقة والموضوعية:
الدقة تمثلت في سرده لتفاصيل الأحداث التي مر بها ، كما أن الموضوعية تمثلت في الصدق التاريخي والتسلسل الزمني .
- العاطفة:
عاطفة القلق والخوف والوجع تخيم على الكتاب بصورة كبيرة ولحظات الحزن واليأس تسيطر عليه
- اللغة والأسلوب:
اللغة هي لغة موحية بسيطة والكلمات منتقاة ومناسبة للحدث ويغلب عليها الطابع الحزين، لغة جمالية خصبة وسردية ، والجمل قصيرة ولكنها مملوءة بأحاسيس ومشاعر الكاتب .
أسلوب الكتابة:
أسلوب ارتدادي أي بدأ من النهاية مركزا على نقطة الحادثة التي تعرض لها ، كما أنه استخدم أسلوب الحوار الداخلي الصامت (أقول لنفسي لن اضعف ، سأقاوم...)، وأيضا أسلوب الحوار الخارجي مع المحيطين به .
- النمو والتطور والتغير في الشخصية والأحداث:
الأحداث تنمو وتتطور بسرعة مع نمو الشخصية ، نلاحظ أن العريمي بدأ في سرد معاناته مع الإعاقة في بداية الكتاب ثم انحدر بعد ذلك إلى مرحلة الطفولة.
- اتجه الكاتب في طريقة كتابته نحو التحليل وليس التركيب :
فهو يسهب في ذكر تفاصيل الأحداث ، سواء في الحادثة الرئيسية (الإعاقة) التي تعرض لها ، أو عند تذكره لمواقف حياته الطفولية (عند ذهابه إلى المدرسة مثلا ، فقد وصف حالته النفسية قبل ذهابه ثم بعد ذلك وصف المدرسة والمعلمة وأساليب العقوبة التي تعرض لها) ، كذلك الأحداث التي تعرض لها طوال فترة العلاج في بريطانيا سواء مع الأطباء أو مع النزلاء الآخرين.
- الحبكة القصصية:
توفرت الحبكة في السيرة لأنها أقرب ما تكون إلى الرواية. فمثلا عند تعرضه لحادث السيارة ظهرت هنا الحبكة أو المشكلة وهي الإعاقة بعد ذلك تطورت الأحداث إلى أن وصل إلى الحل وهو عليه التصالح مع الإعاقة وتحديها بالصبر والإرادة .. ثم ظهرت حبكة قصصية أخرى وهي قلق العريمي وتخوفه من موضوع الإنجاب فظهرت هذه المشكلة وانتهت بالطلاق ، وهناك حبك أخرى في السيرة منها أيضا حدث في مرحلة الطفولة عندما لم يستطع الاندماج مع أبناء الحارة في مدينة صور وانتهت المشكلة مع تطور الأحداث بأنه فضل العمل في السوق عن الاندماج معهم .
4- نظرة عامة على الكتاب:
يذكر الكاتب والناقد ناصر الغيلاني أن هذه السيرة تعد الأولى من نوعها في عمان ، وهي المرة الأولى التي يتجرأ فيها عماني معاصر على كتابة سيرته الذاتية بسبب ثقل الرقابة الاجتماعية على الفرد ، فيسجل له السبق والريادة في هذا المجال .
وهي ليست سيرة حياة كاملة وإنما سيرة تجربة في الحياة ، ويعد هذا الكتاب من الأعمال الأدبية المتميزة والذي حظي بإقبال كبير من القراء سواء في داخل السلطنة أو خارجها ، كما تم ترجمته إلى اللغة الإنجليزية .
والحقيقة أن هذا الكتاب يحمل بين طياته معاني إنسانية عميقة ، فهو يكتب تجربته بقصد تخفيف العبء عن نفسه وأيضا من أجل إعطاء صورة صحيحة عن الإعاقة والمعاق والتي يجهلها الكثير منا ، فهو ينظر إلى المعاق على أنه شخص له إنسانيته وكرامته في المجتمع وأنه قادر على الإبداع والعطاء ولكنه في حاجة إلى من يأخذ بيده ، فالإرادة القوية دائما تصنع المعجزات.
وفي رأيي أن هذا الكتاب يعد نموذجا رائعا لتأهيل المعاقين وإعادة الثقة إليهم ، فهو يعطيهم جرعات الأمل والتفاؤل في الحياة. وليس فقد للمعاق الذي تعطلت حواسه عن الحركة، بل يمكن أن يكون المعاق أي شخص تعرض لأزمة أدت إلى إعاقة أي موهبة أو مهارة لديه.
كثير من الكتاب كتبوا عن سيرهم الذاتية ولكنها لم تلق ذلك الإقبال الذي لقيه كتاب مذاق الصبر ، وذلك لأن العريمي أحكم صياغة البناء بأسلوب فني وكانت سيرته مليئة بمعاني الصدق والصراحة والإنسانية . فنلاحظ أنه بدأ سيرته من مشهد الصراع بينه وبين الأوهام والوساوس وظل فترة طويلة على تلك الحالة ولكن بقوة الإرادة والصبر والشجاعة واستطاع التغلب عليها والوصول إلى بر الأمان.
وشخصية العريمي شخصية حية ونامية تنمو بتطور الأحداث وليست جامدة. وهذه التجربة تبين لنا مدى ضعف الإنسان وعجزه فهو يعرض تجربة يمكن أن نتعرض لها في أي لحظة ودون سابق إنذار بسبب تقلب الأقدار، فكيف سنواجه ذلك القدر المرير؟
هنا ظهرت النزعة الدينية عند العريمي وقوة الإيمان لديه والتسليم بقضاء الله وقدره ، ولم يستسلم للآلام واليأس وإنما تحدى تلك الإعاقة وواصل حياته ولم يرض بأن يكون على هامش الحياة. وكما نعلم أن كتابة هذه السيرة المحزنة تعني استحضار جميع الذكريات وهذا يعني استحضار تلك الذكريات بكل ما تحمله من أحزان وأفراح، بعد صمت دام عشرين عاما .
وقد تميز هذا الكتاب بالخصوصية العمانية حيث استخدم الكاتب بعض الألفاظ المحلية الدارجة ( الجراب ، طارش ... )، ولمن أراد دراسة المجتمع العماني من الناحيتين الاجتماعية والأخلاقية في ذلك الزمان ، فإن كتاب مذاق الصبر يعد مرجعا مناسبا له ، وذلك من خلال تناول كاتبه للحديث عن أنماط العيش عند البداوة ثم انتقل بعد ذلك إلى المدينة وتحدث عن عاداتهم وأخلاقياتهم .
ونافلة الحديث، يمكن القول إن العريمي مثال يستحق الاحتذاء به، فلم تهزه المصائب التي توالت عليه ولم يجعل ظروف الحياة القاسية تسيطر على طموحاته وإنما كان قوي الإرادة.

نادية محمد البوسعيدية
[email protected]