حاوره ـ خالد بن خليفة السيابي:
«الفنان الراحل صالح شويرد من الأسماء اللامعة في مجال الفن، بدأ مسيرته إذاعيا منتصف السبعينيات وقد أثرى الدراما العمانية بالعديد من الكتابات القيمة، وهو من أوائل من وضع اسمه ضمن لوائح الدراما في وزارة الإعلام»، بهذه العبارة بدأ الفنان طالب بن محمد البلوشي حواره مع (الوطن)، مشيرًا إلى أن الممثل الراحل من شباب مسقط الميابين، وهو الشقيق الأكبر لإخوته، من محبي الفن والتمثيل منذ صغره. درس في المدرسة السعيدية وأكمل دراسته الإعدادية بأبوظبي والثانوية في القاهرة. يستطرد البلوشي: يعد الفنان الراحل من مؤسسي المسرح في تاريخ عمان، وكان محبًّا للقراءة ومن مرتادي المسارح منذ أن أنهى دراسته، حيث قام بتأسيس فرقة مسرحية في نادي عمان بمسقط بمعية أخواته والفنانتين فخرية خميس وبتول خميس فكانت أول مسرحية بعنوان “دور غيرها”، وهو ما فتح المجال له ليصل إلى الإذاعة والتليفزيون وذلك خلال غياب المسرح والإعلام بشكل واضح آنذاك، حيث تبناه المخرج حسن حافظ ـ رحمه الله ـ ليكمل مشواره الفني معدًّا وممثلًا في برامج ومسلسلات التليفزيون. ويشير طالب البلوشي إلى أنه من المتابعين والمعجبين بأعمال الفنان الراحل خصوصًا في المجال الكوميدي في زمن وصفه بـ(ندرة المبدعين) أمثاله. وحول ما إذا حصل الفنان الراحل على ما يستحق من تكريم في مجاله، يوضح البلوشي، أنه قد كرم في مهرجاني (المسرح العماني) و(دول مجلس التعاون الخليجي) وعدة مهرجانات أخرى محلية منها (الدن) و(الرستاق) و(النادي الثقافي) كما كان راعيًا لعدد كبير من الفعاليات، مشيرًا إلى أنه كان يتمنى لو أنه كرم من الدولة كـ(مؤسس للمسرح والدراما في تاريخ السلطنة).
يستذكر الفنان طالب البلوشي فصول مرض الفنان الراحل، موضحًا أنه كان دائم الاتصال والتواصل معه، لكن منعته استثناءات الجائحة من زيارته في المستشفى إلا أنه كان دائم التواصل مع أخويه توفيق وعلي، وتم نقله إلى منزل العائلة في السادس من سبتمبر الحالى بميابين مسقط بعد تحسن حالته الصحية، وقد فرح كثيرًا لسماعه تلك الأخبار الجيدة وقد وعد أخويه بزيارة الراحل مع مجموعة من الفنانين الآخرين في يوم 12 من الشهر الجاري، لكن أمر الله قد سبق كل شيء ليأتيه اتصال بأن الفنان صالح بن عبدالله شويرد قد رحل عن عالمنا بعد انتكاسة صحية صباح الخميس التاسع من سبتمبر.. نسأل الله له الرحمة والمغفرة والجنة من أرحم الراحمين.
ويبقى صالح شويرد ومن سبقوه من أعلام الفن في سلطنتنا الحبيبة باقين في قلوب المحبين، و”إنا لله وإنا إليه راجعون”.