وكيل الأوقاف: السلطنة تؤكد على القيم الإنسانية المشتركة ونبذ كافة صور التطرف والعنف والكراهية فـي كلمتها أمام منتدى القيم الدينية الثامن بإيطاليا


شاركت السلطنة ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في منتدى القيم الدينية الثامن 2021 المنعقد في بولونيا بالجمهورية الإيطالية. ترأس وفد السلطنة سعادة الدكتور محمد بن سعيد المعمري ـ وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية والذي ألقى كلمة السلطنة في اجتماعات المنتدى بحضور 70 دولة وما يقرب من ألف مشارك من حكومات وممثلين من شبكات ومجتمعات دينية وعقائدية من مختلف أرجاء العالم.
وأكد سعادة الدكتور في مستهل كلمته على اهتمام حكومة السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالقيم الإنسانية المشتركة والدعوة إلى السلم والحوار، وتعزيز قيم التعايش والوئام بين المجتمعات والدول.
مشيرا سعادته في كلمته إلى ما حققته السلطنة خلال سنوات النهضة من حضور عالمي فاعل في تعزيز السلم العالمي، والسعي نحو حل المشكلات والصراعات بالحوار والطرق الدبلوماسية، ونبذ كافة صور التطرف والعنف والكراهية.
وقال سعادته: إن السلطنة بفضل الله ونعمته وبما تقدمه من جهود عملية حثيثة تبوأت مراكز متقدمة في صعيد السلم والأمان، وفي خلوها من التطرف والإرهاب في مؤشر الإرهاب في العالم، وما اتخذته من خطوات ملموسة وواضحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.
وأوضح سعادته بأن رؤية عمان 2040 تؤكد على الجوانب الإنسانية والقيم الدينية من خلال أهدافها الاستراتيجية وأولوياتها الوطنية والتي تتضمن في أولوية المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية تعزيز وجود مجتمع رائد عالميًا في التفاهم والتعايش والسلام، مع اعتزاز المجتمع بهويته ومواطنته وثقافته، ويعمل على المحافظة على تراثه وتوثيقه ونشره عالميًّا.
وأكد سعادته أن توجيهات جلالته ـ أبقاه الله ـ مستمرة في تعزيز جوانب القيم الدينية بما يحفظ استقرار المجتمعات وسكينة النفوس وطمأنينة العلاقة بين الأديان والثقافات.
من جهة أخرى قدّم سعادة الدكتور وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ورقة عمل تناولت جهود السلطنة في تعزيز القيم الدينية والدعوة إلى التضامن العالمي من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وما قامت به السلطنة محليًّا وعالميًّا في نشر القيم الإنسانية المشتركة من خلال البرامج والمبادرات الهادفة إلى تعزيز ثقافة الحوار والسلام، والعمل ضمن إطار إنساني بأخلاق عالمية تحفظ المجتمعات والأفراد من الوقوع في خطاب الكراهية وممارسات العنف والتطرف والإرهاب.
كما شارك سعادته في حلقة عمل على هامش المنتدى تتعلق بالشباب، والتقى سعادته على هامش اجتماعات المنتدى بعدد من المسؤولين من مختلف دول العالم ومن ممثلي الأديان والثقافات، تم فيها تبادل الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والسعي نحو تبادل الخبرات وتعزيز التعاون واستثمار الشراكات نحو مزيد من الفاعلية في تعزيز الحوار والسلم في العالم.
ويضم المنتدى والذي يستمر خمسة أيام قيادات دينية بارزة من جميع الطوائف الدينية وأعضاء المنظمات الدينية في العالم، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين وكبار المسؤولين في منظمات الأمم المتحدة وصنّاع القرار وأكثر من ألف مشارك من جميع أنحاء العالم، يجتمعون للتشاور حول قضايا تتعلق بالقيم الدينية والحد من خطاب الكراهية وتداعيات جائحة (كوفيد ـ 19) والعدالة بين الجنسين والتنمية الاقتصادية.
ومن المقرر تقديم التوصيات ذات الأولوية القصوى إلى قمة قادة مجموعة العشرين المزمع انعقادها في أكتوبر القادم في روما بالجمهورية الإيطالية البلد المضيف للقمة.
ويسعى منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين إلى إيجاد حلول عالمية من خلال التعاون مع قادة الفكر الديني والممثلين السياسيين، مرتكزًا على الأدوار الحيوية التي تؤديها المؤسسات الدينية والعقائدية في الشؤون العالمية على نحو يعكس تنوعًا غنيًّا من المؤسسات والأفكار والقيم.
وتشمل العضوية لهذا المنتدى منظمات الأديان العالمية والمراكز الثقافية والقيادات الدينية والعلماء والمؤسسات التنموية والإنسانية والجهات الفاعلة في قطاع الأعمال والمجتمع المدني.
ويُعقد منتدى الأديان لمجموعة العشرين كل عام في البلد المضيف لقمة مجموعة العشرين، ويوفر منصة سنوية تسمح بمشاركة شبكة من المؤسسات والمبادرات الدينية في جداول الأعمال العالمية.
وتهدف هذه الاجتماعات إلى المساهمة في رؤى وتوصيات ذات مغزى تساعد في تشكيل قمة مجموعة العشرين، وبالتالي جداول أعمال السياسات العالمية.
ويعتمد جدول أعمال منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين لعام 2021 على أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والقضايا الإضافية التي تتعلق بالتماسك الاجتماعي والمساواة والاستدامة التي تناولها المنتدى منذ انعقاده كأحد موضوعاته الرئيسة. وأما مجموعة العشرين فهي المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي الدولي حيث تجمع قادة الاقتصادات الرائدة في العالم.
ويمثل أعضاء مجموعة العشرين حوالي 80٪ من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع التجارة الدولية.
وعلى مدار العام، يجتمع ممثلون من دول مجموعة العشرين لمناقشة القضايا المالية والاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى القضايا الإنسانية الأوسع نطاقًا التي تستهدفها أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وتجمع قمة قادة مجموعة العشرين قادة العالم لمناقشة سبل التعاون الاقتصادي الدولي والاهتمامات الاجتماعية الأوسع نطاقًا، والمشاركون في قمة مجموعة العشرين هم رؤساء دول أو حكومات من 19 دولة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ذلك يشارك في القمة قادة الدول التي تشارك بصفة ضيف وممثلو المنظمات الإقليمية والدولية المدعوين.