الحلف يتحدث عن إنجازات و(طالبان) تعرض شروطها للتفاوض

كابول ـ عواصم ـ وكالات: قال مسؤولون عسكريون أمس إن التحالف العسكري الدولي الذي يقوده حلف شمال الأطلسي (ناتو) من المقرر أن ينهي القتال الفعلي في أفغانستان ويتحول إلي مهمة تدريب وتقديم مشورة.
وتجري مراسم في العاصمة كابول امس للاحتفال بانتهاء المهمة القتالية لقوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف)، التي استمرت طوال 13 عاما، في أفغانستان.
ولم يعلن الحلف عن تفاصيل هذا الاحتفال الا في اللحظة الاخيرة بسبب خطر وقوع هجمات من قبل حركة طالبان التي استهدفت العاصمة الافغانية عدة مرات في السنوات الاخيرة.
وسيتم انزال علم ايساف في كابول لكن حركة طالبان لم تسلم اسلحتها.
وعرض قائد قوة حلف شمال الاطلسي في افغانستان (ايساف) أمس حصيلة ايجابية لعمل القوات المقاتلة الاجنبية في هذا البلد.
وقال الجنرال الاميركي جون كامبل خلال حفل انهاء المهمة في كابول "معا اخرجنا الافغان من الظلمات واليأس ومنحناهم الامل بالمستقبل". ونقلت اقواله على حساب ايساف على تويتر.
واكد الجنرال كامبل الذي كان يتحدث الى جنود الحلف في مقر قيادة ايساف "قد جعلتم افغانستان اقوى واكثر امانا". واضاف "آمل ان تكونوا فخورين بتأثيركم الايجابي الحالي والمقبل على الافغان ومستقبلهم".
وتابع ان "الطريق الذي يجب قطعه يبقى صعبا لكننا سننتصر". واضاف "لكن بمهمة +الدعم الثابت+ سنواصل دعمهم".
من جهته كتب الامين العام للحلف ينس شتولتنبرغ في بيان "في نهاية هذه السنة ننهي مهمتنا القتالية في افغانستان ونفتح صفحة جديدة في علاقاتنا مع هذا البلد".
واضاف "بفضل الجهود الكبيرة لقواتنا حققنا الهدف الذي حددناه. جعلنا بلدكم اكثر امانا بحرمان المسلحين الدوليين من ملاذ". واكد "جعلنا افغانستان اقوى بانشاء قوات امنية قوية لم يكن لها وجود من قبل".
وسيشارك في "مهمة الدعم الحازم" الجديدة نحو 13 ألف جندي أجنبي سيعملون كمدربين ومستشارين للقوات الأفغانية اعتبارا من مطلع يناير المقبل.
وفي سياق متصل قال الناطق باسم طالبات ذبيح الله مجاهد ان "13 سنة من المهمة الاميركية ولحلف شمال الاطلسي كانت اخفاقا كاملا والاحتفال هو فشلهم".
وكرر الناطق الشروط التي وضعتها طالبان لكل مفاوضات سلام. وقال "لن نجري محادثات سلام بوجود قوات للحلف الاطلسي في افغانستان".
لكن اعمال العنف الاخيرة وخصوصا في كابول كشفت الصعوبات التي تواجهها القوة الدولية في القضاء على تمرد طالبان.
وتفيد ارقام الامم المتحدة ان عدد الضحايا المدنيين ارتفع بنسبة 19 بالمئة في 2014 وبلغ 3188 قتيلا تم احصاؤهم حتى نهاية نوفمبر.
ومني الجيش والشرطة الافغانيين بخسائر كبيرة تتمثل باكثر من 4600 قتيل في الاشهر العشرة الاولى من 2014، اي اكثر من كل خسائر قوات الحلف الاطلسي منذ 2001.
ومنذ 2001، انفقت مليارات الدولارات من المساعدات من قبل الاسرة الدولية لكنها لم تحقق الكثير نظرا للفساد المستشري.
وكان يفترض ان تشكل الانتخابات الرئاسية في 2014 نموذجا لبلد تسوده مصالحة وانتقال ديموقراطي، لكنها شهدت اتهامات بالتزوير ومواجهة خطيرة بين المرشحين للدورة الثانية للاقتراع وانصارهما.
وفاز اشرف غني في نهاية المطاف على خصمه عبد الله عبد الله. لكن الرجلين الذي كان يفترض ان يشكلا حكومة "وحدة وطنية" لم يتفقا حتى الآن على تسمية وزراء جدد بعد ثلاثة اشهر على تولي الرئيس مهامه.
ويأمل مقاتلو طالبان من جهتهم في الاستفادة من هذا الفراغ السياسي ليبقوا في موقع قوة في حال جرت مفاوضات مع الحكومة الجديدة.
واستهدفت هجمات طالبان في الاسابيع الاخيرة في كابول منازل اجانب ومواكب دبلوماسية وحافلات للجيش الافغاني وكذلك المركز الثقافي الفرنسي.
وكان الرئيس الافغاني السابق حميد كرزاي (2001-2014) بدأ مفاوضات تمهيدية مع طالبان لكنها اخفقت العام الماضي.
وسيتم تخفيض عديد القوات الاميركية تدريجيا الى النصف حتى نهاية 2015. وفي نهاية 2016 لن كون هناك سوى قوة صغيرة لحماية السفارة في كابول.
لكن الولايات المتحدة ستواصل تقديم الدعم الجوي للافغان وقد تتدخل مباشرة في حال تقدم سريع لطالبان.