رؤية: طارق علي سرحان:
ما بين نجاح ساحق وفشل نسبي لبعض أعمالها التي تبلغ نحو23 فيلما رئيسيا منذ بدايتها عام 1995، تستمر استديوهات بيكسار للرسوم المتحركة التابعة لشركة والت ديزني، في تقديم محتوى متنوع على المستويين الروائي والبصري.
تتألق بيكسار في أحدث أعمالها لوكا (Loka)، الذي عرض مؤخرا في قاعات السينما ومنصة ديزني، وتقدم لنا حبكة مرحة ومسلية للبطل وحش البحر (لوكا) الذي يبحث عن معنى للحياة، عبر رحلته من أعماق البحار الى اليابسة مع صديقه (ألبرتو) الذي يعيش بالقرب من الشاطئ.
وبرغم من حدود أمه التي وضعتها أمامه جراء خوفها عليه، ينضم لوكا الى صديقه بعد لقاءهما صدفة ليكتشف طعما مختلفا للحياة على اليابسة في إحدى المدن الساحلية بالقرب من الريفيرا الإيطالية.
يصطحبنا العمل بصوره المبهرة وألوانه الخلابة، في مغامرة صيفية ممتعة بعيون المخرج والمؤلف الإيطالي إنريكو كاساروزا، الأدرى بسحر بلاده وجمالها، فعلى دراجة لوكا وصديقه نأخذ عدد من الجولات على السواحل الإيطالية وداخل شوارعها ومنازلها العتيقة.
يتبنى الفيلم بعض الدروس الملهمة في حياة الإنسان كأهمية الصداقة والبحث عن الذات وعدم الاستسلام للخوف من المجهول، وهي فلسفة ليست بهذا الثقل الذي يمتلكه فيلم سول (Soul) للمخرج بيت دوكتر، الذي عرض بداية العام الحالي فالأخير يبحث عن جوهر الحياة وماهيتها لكن بصورة أعمق ونقاشات أوسع يخاطب من خلالها البالغين أكثر من الأطفال في إطار كوميدي مرح.
شخصية العمل لرجل في منتصف الأربعينات يدعى جو جاردنر مدرس وعازف بيانو وعاشق لموسيقى الجاز، الذي يطمح بأن ينضم لفريق موسيقي حقيقي للجاز.
يتعرض جو إلى حادث ينتقل على إثره الى حياة أخرى وعالم موازي، وهو مكان لاعداد الأرواح قبل بداية حياتهم على الأرض ـ حسب تصور العمل ـ ينتحل خلاله شخصية أحد الملهمين الذين تركوا الحياة على الأرض، الذين يقومون بتعليم الأرواح الجديدة كيفية العيش على الكوكب، ليصل في نهاية الأمر الى صفقة تمكنه من العودة مرة أخرى الى حياته على الأرض.
يغوص الفيلم في أعماق النفس البشرية، حاملا معه تساؤلات وتخيلات لطالما طرحت من قبل حول رحلة الانسان منذ ولادته وحتى الوفاة.
والإبداع هنا يكمن في ترك مساحة للخيال، حيث أن الفيلم لا يقدم إجابات بل يفتح أفاق للتفكير والإلهام، نظرا لما يحمله من معتقدات شائكة.
عملت بيكسار منذ بداية عالمها السينمائي على تطوير نوع جديد من الأفلام التي تجذب الأطفال والكبار سواء، رغم تمسكها بخيط درامي شبه ثابت، الا أنها كانت ومازالت تمتلك مهارة في صناعة حواديتها التي تلقى قبول وترحيب مستويات مختلفة من الجمهور.