التقى به: وحيد تاجا:
أدهم الجعفري من الأسماء اللامعة في مجال الخط بالساحة السورية، ومن أهم مدرسي فن الخط العربي، هو من مواليد دمشق عام 1973، تخصص في علم رسم المصحف الشريف كما أنشأ مدرسة لتدريس الخط باسم (المدرسة الشامية للخط العربي).قام بكتابة القرآن الكريم كما قام بكتابة خطوط عدد من المساجد في سوريا وخارجها، ووضع مناهج الخط العربي لوزارة التربية. (الوطن) التقت به وحاورته بشأن فنون وأنواع الخط العربي، وأسباب نجاحه في هذا النوع من الفنون الروحانية الجميلة.
ما الذي شدك إلى الخط العربي؟
الحقيقة أن الخط العربي فيه جمالية خاصة لابد ان تشد الناظر، فعندما كنت أزور مسجد الحي (مسجد الحلبوني) وأصلي به، كانت تدهشني لوحات الخطاط موسى شلبي والخطاط شكري اللحفي الموجودة داخله، وقد اثرت بي كثيرا، كما تأثرت أيضا بلوحة جميلة جدا للخطاط حلمي حباب كانت موجودة في مدرستي الابتدائية (مدرسة الملكة بلقيس)، وهي من أجمل ما كتب الأستاذ حلمي، هذه الأعمال وغيرها هي ما شدني إلى عالم فن الخط العربي.
هل تأثرت بخطاط معين ؟
وإن تأثرت بأحد هل كان التأثر ظاهرة إيجابية؟ الحقيقة تأثرت طبعاً وأول من تأثرت بهم خالي الأستاذ المهندس محمد سالم نويلاتي وهو خطاط من الطراز الأول وله كتابات كثيرة منها أغلفة الكتب ومنها لوحات عديدة، فعندما بدأت في صغري بدأت بالدراسة عليه كنت في الثامنة من عمري وتأثرت به كثيراً ومع تقدمي في مجال الخط درست على أساتذة عدة منهم: الأستاذ شكري خارشو وأستاذي الذي أجزت منه الأستاذ حسن جلبي، وطبعاً التأثر في الخط يكون إيجابيا إذا كان مستوى الخطاط الذي تأخذ عنه مجيد وعالي يعني كلما كان مستواه أعلى كان التأثر إيجابيا أكثر.
تعتبر من أهم أساتذة الخط في دمشق.. هل يمكن الحديث عن تجربتك ونظريتك في التدريس وسر نجاحها؟
الحقيقة من يدرس العلم دراسة أكاديمية بشكل علمي وصحيح يستطيع أن يدرّس بشكل سليم وصحيح، وملكة التدريس مكتسبة من تجربة التدريس نفسها فكلما عملت في هذا المجال أكثر أصبح عندك خبرة في التدريس أكبر، والتدريس يحتاج إلى صبر وجهد أكثر من التعليم نفسه لان الجهد الأكبر يكمن في تعليم الآخرين وإعطاءهم المعلومات الصحيحة والدقيقة. أما عن نظريتي في التدريس فأنا أقول دائما أن التدريس هو موهبة وعطاء من الله، وتدريس الخط بالذات ليس تعليم إنما هو تدريب لأنك إن كنت مدربًا ناجحًا فانت مدرس ناجح، فالطلاب لا يحبون أن تملي الدرس وتلقي بثقل هذه المادة عليهم لكي يفهموها ويستوعبوها، إنما يحبون أن تقدم لهم آليات هذه المادة والمعلومة وأن تصل بهم إلى المهارة المطلوبة، وطالب الخط تحديدا يحتاج إلى معونة، فنظريتي في مجال التدريس هي أن أصل إلى الطالب من خلال التدريب والمسك بيده وإيصاله إلى ان يحب ويلامس هذا الحرف الجميل، من خلال الأساليب التي امتلكتها عبر هذه السنوات الطويلة في التدريس، لا أن أعطيه المعلومة لكي يذهب ويتدرب، وباعتقادي أن هذا سبب نجاحي في تدريس هذا العلم.
يلاحظ وجود اقبال شديد على تعلم الخط العربي؟
هذا صحيح هناك إقبال واسع على تعلم الخط العربي، في هذا الوقت الذي ابتعدت فيه الناس عن الروحانيات في الكتابة، وشاعت المادية في العلاقات الاجتماعية وأصبحت كلها من خلال وسائل التواصل، فانت تكتب على الكيبورد ولا تتفاعل مع الحرف، كما تشاهد الصورة في التلفاز ولا تتفاعل معها ولا تستطيع أن تعبر عن رأيك فيها.