عبدالله بن سعيد الجرداني:
تفتح أبواب المدارس صباح اليوم لمجموعة من الطلاب وفق آلية التشغيل، ويقرع الجرس إيذانًا ببدء العام الدراسي الجديد بينما تستقبل المجموعة الثانية الأسبوع القادم على أمل العودة الحضورية التامة خلال الأشهر القادمة.
ويأتي شغف العودة إلى المدارس بعد عامين من نظام التعليم المدمج والتعلم عن بُعد بسبب جائحة كورونا (كوفيد ـ 19). وقد بذلت وزارة التربية والتعليم جهودًا حثيثة يُشار لها بالبنان في سبيل التصدي لهذه الجائحة وكبح جماحها حتى تكون العودة آمنة.
بهذه المناسبة نهنئ المعلم قبطان سفينة العلم صاحب أعظم رسالة ونهنئ أبناءنا الطلبة والطالبات الذين ينهلون من تلك السفينة التي تبحر في بحور المعرفة فيرتقون بأنفسهم ويزدادون علمًا على علم وخلقًا على خلق، فالشكر والتقدير والسلام لمن يبني العقول ويرعاها بمداد قلمه وفكره ويصنع أجيالًا صاعدة قادرة على صنع وطن أفضل وأجمل.
يعود الطلاب اليوم إلى مقاعد الدراسة وقد سعت وزارة التربية والتعليم إلى طرح العديد من البدائل لتشغيل المدارس وتقديم الخدمة التعليمية بشكل آمن بعد تطوير الإطار العام لتشغيل المدارس ومتطلباته ليتماشى مع مستجدات العام الدراسي الجديد متضمنًا الإجراءات التنفيذية وتطوير آليات العمل لضمان وصول التعليم إلى جميع الطلبة في السلطنة، حيث صنفت المدارس لتكون الدراسة في بعضها بنظام التعليم المدمج والبعض الاخر بنظام التعليم المباشر.
الأهالي بدورهم استعدوا للموسم الدراسي الجديد بعد فترة كورونا الصعبة التي طغت عليها الدراسة عن بعد عبر المنصات الافتراضية، إذ يبدأ العام الدراسي وسط تفاؤل بعودة الدراسة الحضورية بنسبة 100% لاحقًا والتي قد تكون مؤشر على التعافي من هذه الجائحة بعد تحصين الفئة العمرية من 12 سنة فما فوق بجرعتين من اللقاح على أمل تحصين بقية الطلبة دون 12 سنة في قادم الوقت.
تحتضن المدارس اليوم أبنائها وتضمهم إلى صدرها بكل حب وتغمرهم الأيادي الحانية من المعلمين والمعلمات بالحنان والدفء، وقد أعدت إدارات المدارس برامج استقبال شيّقة تناسب الفئات العمرية المختلفة من الطلبة والطالبات مع الأخذ في الاعتبار الإجراءات الاحترازية التي يتضمنها البروتوكول الصحي.
وقد أولت المدارس جُلَّ اهتمامها لتوفير بيئة تربوية آمنة منذ اليوم الأول خاصة لطلبة الصف الأول لتهيئتهم ومساعدتهم على التأقلم والتكيّف في الجو المدرسي.
إنّ مشهد التعليم خلال مرحلة (كورونا) غيّر جوهر العملية التعليمية فقد أصبح التعليم عن بُعد من خلف شاشات الحواسيب والهواتف، ولا أحد ينكر الدور الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم في تطبيق اللوائح المنظمة لتشغيل المدارس خلال الفترة الراهنة، وإنما يجب على المؤسسات الحكومية والخاصة ذات العلاقة المشاركة وتوفير الدعم اللوجستي حتى تتكامل الأدوار المجتمعية بما يخدم أبنائنا الطلبة والطالبات، وعلى سبيل المثال أن تسعى شركات الإتصال بالمساهمة في ترقية خطوط الإنترنت والشبكات السلكية واللاسلكية بالمدارس وعلى رجال الأعمال والشركات الكبرى المساهمة في توفير أجهزة الحاسوب وملحقاتها تحقيقًا لأهداف وتطلعات رؤية عمان 2040.

* مراسل (الوطن) بالعامرات