وليد الزبيدي:
يخطط كثيرون لاطلاق مشروع أو إنشاء شركة على مستويات مختلفة، لكن عائقا قويا يقفز أمامهم محذرا من ضرورة التريث وتأمل المشهد الحياتي اليومي، فقد تظهر عوائق ومفاجآت غير متوقعة، وذلك بعد أن تسببت كورونا بصدمات نفسية قد لا يدرك عمقها الكثيرون، حيث توقفت مشاريع عملاقة ومتوسطة وصغيرة، وفي الوقت نفسه حققت مشاريع أخرى صعودا صاروخيا غير متوقع تحت ظروف الحظر الشامل والجزئي الذي اجتاح العالم بأسره.
قبل الجائحة، كانت إعلانات لتطبيقات السفر والحجز في الفنادق تملأ شاشات الفضائيات ومنصات الإنترنت مثل إعلانات جوجل ويوتيوب وغيرها، وتقدر تلك الحملات الإعلانية بملايين الدولارات، لكنها اختفت تماما رغم عودة السفر بنشاطات معقولة، وينطبق ذلك على نشاطات كثيرة أخرى. وبدون شك تقع تحت هذا العنوان المشاريع الشخصية بما في ذلك مشاريع وخطط الكتابة والتأليف، إلا أن نشاطات الرسامين والنحاتين حققت نشاطا أوسع بسبب العزلة الإجبارية، ولكن تعرض هذا القطاع لصدمة بعد ما يقرب من عام ونصف العام من الإنتاج الغزير المتواصل، إذ سيطر الركود على هذا القطاع متأثرا بضعف الموارد بصورة عامة، وتراجع حركة الناس وسفرهم إلى الكثير من الأماكن والمدن والبلدان، ويكتشف الجميع أن توقف الحركة أو تراجع حدتها تضرب مختلف أنواع النشاطات، وتؤثر سلبا في الكثير من المهن والحرف، نظرا لارتباط مفاصل الحياة ببعضها بقوة، كما أنها تتماسك ضمن شبكة هائلة في العلاقة والتفاعل، وقد غاب هذا التماسك عن أذهان الكثيرين في حقبة ما قبل الجائحة.
أمران يتنافسان لتقليل حماس الكثيرين وتراجعهم عن تنفيذ أفكار لمشاريع جديدة، أولهما يتمثل في احتمال ظهور متحوِّرات جديدة في عالم كورونا المستجد، وفي مثل هذه الحالة فإن أي مخطط قد يصاب بالفشل، ما يؤدي إلى ذات النتائج التي تسببت بكوارث كبيرة خلال عامي 2020 والعام الحالي، والأمر الثاني يتمثل في احتمالية تراجع هذا الفيروس أو السيطرة على أخطاره نتيجة حملات التلقيح التي تجري على نطاق واسع في العالم، لكن من يضمن عدم ظهور فيروس جديد بمواصفات أكثر شراسة وخطورة وعند ذاك يحصل ما يخشاه البعض.
على صعيد الحسابات الفردية أو الشخصية، فإن الكثير من الكفاءات قد رميت على الرصيف، وثمة من أنهى تعليمه في تخصصات لها مكانتها، لكن توقف شركات وإفلاس مصانع كبيرة انعكس سلبا على هؤلاء ولم يتمكنوا من إيجاد فرص عمل، فهل يسعى الكثير من الطامحين لنيل الشهادات والصرف على دورات جديدة وهم يشاهدون أحوال من سبقوهم؟
أعتقد أنه لا توجد لوائح واضحة ودقيقة ترسم ملامح واقعية للأفراد والمؤسسات والمشاريع بمختلف أنواعها وقد لا تظهر في وقت قريب.