لندن ـ وكالات: كشفت دراسة علمية جديدة أن شبه الجزيرة العربية، لم تكن صحراء قاحلة بل كانت عبارة عن مساحات خضراء وواحات من المياه وكانت هناك هجرات بشرية من إفريقيا قبل نحو 400 ألف سنة.
وتوصلت الدراسة إلى أن «شبه الجزيرة العربية المعروفة حاليا بمناخها الصحراوي وارتفاع دراجات الحرارة فيها، كانت قبل 400 ألف عام بمثابة بوابة خضراء لإنسان العصر الحجري. ووفقا لما نشرته مجلة «ساينس نيوز» العلمية مؤخرا، فإن «الدراسة تبرهن أن الأمطار الموسمية المتجمعة بشكل دوري حولت شمال شبه الجزيرة العربية إلى واحة مياه، مما أوجد فرصا للبشر أو أقاربهم منذ زمن بعيد للتجول عبر منطقة مفترق الطرق هذه من شمال إفريقيا وحتى جنوب غرب آسيا».
كما أثبتت الدراسة «قدوم خمس هجرات بشرية من إفريقيا إلى الجزيرة العربية، يعود أقدمها إلى حوالي 400 ألف سنة وأحدثها إلى 55 ألف سنة مضت». وادّعت الدراسة أن «هذه الأمطار هي التفسير لوجود سلسلة من خمسة قيعان بحيرات قديمة مختلفة التواجد الزمني «العمر»، كل واحدة تحتوي على أدوات حجرية مميزة، تم اكتشافها في موقع شمال المملكة العربية السعودية يسمى «خال عميشان 4»، والتي كانت مرتبطة بفترات ما قبل التاريخ، عندما كان المناخ أكثر رطوبة مما هو عليه اليوم. بالإضافة إلى ما أسفرت عنه عمليات التنقيب من اكتشاف أحافير لفرس النهر والماشية البرية وحيوانات أخرى، والبشر كذلك.
وبالتالي أشارت الدراسة وإلى أنه يجب أن تكون هذه المخلوقات قد هاجرت إلى المنطقة على طول البحيرات البعلية، الأراضي الخصبة والأنهار. ونوّهت الدراسة إلى أن «تاريخ أقدم الأدوات الحجرية في شبه الجزيرة العربية يرجع إلى ما لا يقل عن 300 ألف سنة.