سعود المحرزي:
شهدنا خلال أيام الأسبوع الفائت انطلاق تجارب الطائرات المسيّرة عن بعد "الدرون" بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لأغراض رسم الخرائط والمسح الطوبوغرافي وإعداد نماذج ثلاثية الأبعاد للمنطقة، ونستشرف بهذه الخطوة التحول المستقبلي المأمول في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خصوصا بعد اعتماد المنطقة المخصصة للذكاء الاصطناعي بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والبالغة مساحتها 18 كيلومترا مربعا والتي تسعى الى استقطاب التجارب وتوطينها في المنطقة وهذه إحدى التجارب.
ان توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في الدقم من ضروريات المنطقة نظرا لانفتاح المنطقة على الاقتصادات العالمية والخطط المرسومة لمستقبل المنطقة حيث ان هذه التقنيات من أبرز عوامل الجذب للمستثمرين لما لها من دور في تسهيل الوصول للبيانات وبدقة عالية إضافة الى اختصار الوقت والجهد وهذا ما يأمله المستثمر في وجهته الاستثمارية وهو التوجه الذي تسير عليه الحكومة خلال هذه الفترة وتعمل على تعزيزه خلال الفترة المقبلة، وهذا ينطبق على بوابة استثمر بسهولة وهي بوابة إلكترونية تساعد أصحاب الأعمال والمستثمرين على إنهاء إجراءات تسجيل وإصدار التراخيص بسهولة وفي فترة قصيرة حيث تقود وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار عملية تنفيذ هذا المشروع الذي يعد مبادرة مشتركة بين عدة جهات حكومية منها: وزارة العمل وشرطة عُمان السلطانية ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وغرفة تجارة وصناعة عُمان.
إضافة الى ذلك تعمل هذه التوجهات في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي على استقطاب الكفاءات من أصحاب القدرات والمهارات من الكوادر الوطنية التي تهتم وتبدع وتبتكر في المجال مما يجد لهم فرصة في ظهور قدراتهم في المجال وتنميتها بما يخدم التوجه الحكومي، إضافة الى انها تمثل فرص عمل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في المجال، وقد تنشأ عنها مؤسسات صغيرة ومتوسطة أخرى جديدة لتعمل في هذا المجال بما يلبي الاحتياجات للمنطقة الاقتصادية بالدقم وبما يتماشى مع التوجهات الحكومية.
هذه التوجهات نحو تكنولوجيا المستقبل عبر الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية تتماشى ورؤية عمان 2040 حيث إنها ترتبط بالأولويات الوطنية والتوجهات الاستراتيجية التي تتضمنها وثيقة رؤية عمان 2040 والتي من ضمنها التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية والتي يتمثل التوجه الاستراتيجي فيها في تعليم شامل وتعلم مستدام، وبحث علمي يقوم الى مجتمع معرفي وقدرات وطنية منافسة والأخذ بيدها عبر توظيف طاقاتها في مثل هذه المشاريع التي تثبت كفاءة القدرات الوطنية وقدرتها على المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتحقيق الشراكة التكاملية بين المؤسسات الصغيرة المتوسطة والمؤسسات الكبيرة.

[email protected]