د. يوسف بن علي المُلَّا :
لقد لاحظ الجميع في الآونة الأخيرة كيف أنَّ حالات كورونا (كوفيد-19) اتجهت للانخفاض، كذلك الحال بالنسبة لحالات التنويم بالمستشفيات، وهذا حقيقة يعكس ما قامت به الحكومة من إجراءات وما زالت تبذله للحدِّ من ارتفاع حالات كورونا. وبلا شك الآن، وبعد أن أصبح لدينا المزيد من الوضوح، يمكن أن نفكر حول ما إذا كان هنالك أفراد يحتاجون إلى جرعات معززة من لقاح كورونا، ومع ذلك تلوح في الأفق المزيد من الأسئلة: متى، بالضبط، يجب أن يحصل هؤلاء الأشخاص على تلك الجرعات؟ وهل من الأفضل تحميل أجسام مضادة إضافية في أسرع وقت ممكن، أم هل ينبغي على الناس الانتظار حتى تبدأ معدلات حالات كورونا في الارتفاع مرة أخرى؟
لعلِّي هنا أبدأ بداية بسيطة وأقول: إذا كنت مؤهلًا بالفعل للحصول على جرعة ثالثة، وذلك لأنك تعاني من نقص المناعة أو ضعفها نتيجة أمراض مرتبطة، فاحصل عليها في أقرب وقت! لا سيما وأنَّ العديد من الأشخاص الذين يعانون من ضعف مناعتهم مثلا، قد لا تؤدي الجرعة الأولى أو الثانية إلى استجابة قوية بما يكفي في الجسم لتوفير حماية دائمة. وبالتالي قد أقول هنا، إنَّه لا يُقصد بالحقنة المعززة ملء شقوق درعك ضد الفيروس؛ بل من المفترض إنشاء هذا الدرع في المقام الأول.
حقيقة تبلغ مستويات الأجسام المضادة لدى معظم الأشخاص ذروتها بعد أسابيع قليلة من اللقاحات الأولية للقاح كورونا. المشكلة هي أن (بضعة أسابيع) مجرد معدل متوسط. ما أعنيه هنا أنَّ الأشخاص المختلفين يطورون أجسامًا مضادة بمعدلات مختلفة. وبشكل عام، تعمل أجهزة المناعة لدى الشباب الأصحاء بسرعة، ويمكن أن تبدأ في الاقتراب من ذروة مستويات الأجسام المضادة في أقل من سبعة أيام. بينما يمكن أن يستغرق كبار السن، أو أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أسابيع أطول.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نكون واقعيين؛ فالتنبؤ بالوقت الذي ستكون فيه كورونا في ذروتها مثلا ـ إن تكرر ذلك ـ يتطلب التنبؤ بالوقت الذي سيكون فيه الانتشار في أي مجتمع في أعلى مستوياته، وهو أمر يكاد يكون من المستحيل القيام به بأي دقة كانت. ناهيك أنَّ من المحتمل أنَّنا سنشهد زيادة أخرى في الأشهر القريبة، لكن تحديد الأسبوع أو الشهر المحدد الذي ستبلغ فيه الحالات ذروتها في مكان معين غير ممكن!
والأهم أنه في الوقت الحالي، ليس لدينا نمط موسمي ثابت لموجة أخرى مثلا؛ لأن كل الزيادات التي شهدناها قد تشكلت من خلال سلوكيات مثل استخدام الكمامات والتباعد الجسدي أو الاجتماعي.
في النهاية، قد تكون حركة الانتشار للفيروس في أي منطقة أكثر أهمية من تفاصيل جدول التطعيم الشخصي الخاص بك ـ إن صحَّ لي القول. وبينما ينتظر الجميع، يمكن لصانعي اللقاحات تحديث وتطوير اللقاحات لتوفير حماية أفضل ضد سلالة دلتا مثلا، وإنشاء تجارب لجمع بيانات أفضل حول كيفية أداء جرعاتهم الأصلية ومعززاتهم. وهنا أعتقد أنه من المهم ألا أقول فقط، هل يجب أن أحصل على جرعة معززة أم لا؟ لكن بدلًا من ذلك، نتساءل ونقول: هل من الأفضل الحصول على لقاح معزز الآن أو حفظ الفرصة لوقت لاحق؟