د. خلفان بن محمد المبسلي:
بعد شوق عارم انتاب كثير من أبنائنا الطلبة وأسرهم للتعليم المباشر في المدارس وبعد فراق تجاوز عامين دراسيين منصرمين تلقى فيهما الطلبة التعليم عن بُعد..
ها هم اليوم يباشرون العودة المدرسية مبكرين إلى فصولهم الدراسية (عود على حياء) بعد السعي الحثيث من الجهات المختصة لتلقي طلبة المدارس التطعيم ضد فيروس (كوفيد ـ 19)، حيث قطع شوطًا كبيرًا في عمليات التطعيم وقاية لأبنائنا الطلبة في فصولهم الدراسية، بعد أن قسمت العودة المدرسية الى مجموعتين، كل مجموعة في أسبوع واحد تليها المجموعة الثانية في أسبوع ثانٍ.. وهكذا دواليك.
إنّ العودة المدرسية ذات أهمية بالغة لتلقي التعليم المباشر وهي أساس التلقي المعرفي، حيث أن التعليم عن بُعد يفقد الطالب متعة التفاعل المباشر مع المعلم ومع أقرانه، كما يخسر الطالب فيه أجواء التعليم المدرسي وبيئته الجاذبة نحو التعلم وانخفاض في الدافعية والتنافس والتركيز ومصداقية الحضور ـ كما ذكرنا في مقال سابق ـ غير أنّ اللجوء إلى التعليم عن بُعد مخافة انتشار الفيروس في الأوساط المدرسية ووقاية لأبنائنا الطلبة وهي تجربة مفيدة يستفيد منها الطلبة في مستقبلهم عند التحاقهم بالتعليم الجامعي العالي، كما تعمل تجربة التعلم عن بُعد على تنشيط التعلم الذاتي لدى الطالب.
عودة الطالب إلى مدرسته خطوة مهمة للغاية ضمان لجودة التعليم بمختلف مراحله غير أنّ هذه العودة يجب أن تسبقها محاذير وقائية سينال فيها الضغط الأكبر من العمل الهيئتين التدريسية والإدارية في المدارس، فالمعلمون مطالبون بتحقيق خططهم الدراسية من أول يوم دراسي، فالحاجة ماسّة إلى مرشدين يعملون في المدارس على توجيه الطلبة ونصحهم في كيفية التعامل مع أقرانهم في التجمع في الاستراحات والنظافة التامة في دورات المياه وبرادات الشرب والمناشط المدرسية اللاصفية والرياضة المدرسية التي توجب التجمع، وقتئذٍ نحن مطالبون بتهيئة الوضع المدرسي بوضع الضوابط والأسس التي يبنى عليها علميات التعليم اليومي للطالب واشتراطات الحضور حفاظًا على صحة أبنائنا الطلبة بعيدًا عن القلق والتخوف الذي ينتاب بعض الآباء عند مطلع العام الدراسي حرصًا على سلامة أبنائهم.
وكوني ولي أمر لعدد من الطلبة في المدارس لم تصلني تلك الاشتراطات التي يجب أن أشترك في شرحها لأبنائي من منطلق الشراكة في التربية والتعليم مع إدارات المدارس..
فما سبب إرجاء تلك الاشتراطات حتى الآن..؟ ألم تكن المدارس مستعدة قبل الافتتاح لجميع المتطلبات الحيوية والصحية لأبنائنا الطلبة..؟!.إنّ التخطيط السليم في العلميات التربوية بصفة خاصة أمرٌ ضروريٌ وملحٌّ، فثمة تأخير حصل في بعض المدارس وعدم فتحها لأسباب الصيانة العامة واندهش لأمر كهذا فمع طول الفترة التي توقفت فيها المدارس عن التعليم لم يعمل حساب للصيانة العامة لهذه المدارس وقبيل افتتاح العام الدراسي تتوقف لأسباب الصيانة.. فهل نعزو هذا التوقف بسبب ضعف التخطيط أم ثمة أسباب اخرى تعيق عمليات الصيانة السريعة مثل الأوضاع المالية..وغيرها؟!..
كما أن التأخر في طباعة المنهاج الدراسي وهو أمٌر يشكل فارقًا كبيرًا في تحقيق الخطط السنوية التعليمية وهدر ليوم دراسي يمر على الطالب.. فهل سيستعاض بالمنهج الالكتروني والمتوفر على بعض التطبيقات غير أن الطالب لا يستغني قيد أنملة عن الكتاب المدرسي الورقي الذي يرافق الطالب حياته الدراسية، لذا نناشد الجهات المعنية بالاستعجال بطباعة المنهاج وتسليم الطلبة ليتسنى لهم مرافقة وحدات الكتاب منذ مطلع العام الدراسي بحسب الخطط الدراسية المرسومة لجميع الوحدات الدراسية دون ضرر ولا ضرار.
نختم النص بالتذكير بالتحديات التي مرت على أبنائنا الطلبة الذين ابتلوا بلاءً حسنًا في أثناء الجائحة، فبنوا بها سُلّمًا تمكنوا بواسطته الصعود الى قمة النجاح وهي مكسب معرفي للتعاطي مع الأزمات التي تحدث وتجارب يستفاد منها لتحديات مستقبلية وتوظيف الأدوات التكنولوجية في التعليم وكل عام والهيئتين الادارية والمدرسية بخير وعافية وأبنائنا الطلبة في تألق ونجاح.

[email protected]*