أ.د. محمد الدعمي:
لست متأكدًا إن كانت مجلة (جند عمان) لم تزل تصدر، نظرًا لأن أعدادها انقطعت عني منذ عام 2006، ربما بسبب مغادرتي بغداد وتغيُّر عناويني، أو لسبب آخر أجهله. بَيْدَ أني أتشرف بأني قد أسهمت ببضعة مقالات نشرت على صفحاتها الغرَّاء قبلئذ.
والحقُّ، فإني لم أكن لأسهم في الكتابة بالمجلة المهمة (الصادرة عن "التوجيه المعنوي" المنبثق عن القوات المسلحة العمانية)، لولا تيقني من أهميتها وفائدتها للقرَّاء، ليس فقط لفئة العسكر من أهلنا العمانيين، ولكن كذلك لفئات القرَّاء العمانيين أو العرب عامة. (جند عُمان) مرآة تعكس بدقة صورة حية للقوات المسلحة العمانية بمختلف أنشطتها، بما في ذلك أخبار القيادة العامة وتطورات كافة صنوف الجيش، وسواها من بين الأنشطة العملية، ناهيك عن أنباء علاقات القوات المسلحة العمانية بمكافئاتها في الدول الشقيقة والصديقة عامة.
وقد استقطبت (جند عمان) اهتمامي؛ لما تُولِيه من عناية مركَّزة لتثقيف أبناء القوات المسلحة وأُسرهم، بقدر تعلق الأمر بالعسكرية العمانية، تاريخًا وعقيدة، زيادة على وما طرأ عليها من تنمية وتطوير، بل وتعكس المجلة حتى ما تتجهز به القوات المسلحة من آخر أنواع وطرازات الأسلحة الحديثة التي تقدم عملية مواكبة العصر من أجل الاستعانة بها والتدريب على استعمالها للذود عن حياض الوطن وحماية حدوده من أيدي العابثين مهما كانت، ناهيك عن أنباء العناية الخاصة التي كان يُولِيها جلالة المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد (رحمة الله على روحه) آنذاك، والتي يُولِيها اليوم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق (حفظه الله ورعاه).
وزيادة على هذا الأفق العريض لاهتمامات (جند عمان)، فقد تعمدت المجلة بالإسهام في التثقيف عامة، خصوصًا في شؤون التاريخ العسكري، مع إشارة خاصة للعسكرية العربية الإسلامية في العصر الوسيط (عصر الفتوحات)، نظرًا لأهمية هذا الموضوع في رص الصفوف ورفع المعنويات وتعظيم الدافعية للتدريب ولكسب المعلومات الجديدة.
والحقُّ، فقد تمنيت أن تبقى (جند عًمان) أحد العناصر القوية الدافعة باتجاه الشد على السواعد السمراء للعسكريين العمانيين على اختلاف رتبهم وصنوفهم وذلك على سبيل تحقيق أهداف القوات المسلمة العمانية السامية.