بانطلاقة منافسات المهرجان السنوي لسباقات الهجن الأهلية التاسع عشر لموسم 2021/2022م الذي ينظمه شؤون البلاط السلطاني ممثلًا في الهجانة السلطانية, يكون القاسم المشترك بين جميع المتنافسين هو اجتماعهم على صون موروث ثقافي تعتزُّ به السلطنة وتتناقله بين الأجيال.
والسباقات، التي تبدأ من على ميدان البشائر لسباقات الهجن بولاية أدم بمحافظة الداخلية، تأتي تعبيرًا عن اهتمام العماني بإرثه الحضاري المتوارث عن الأجداد، حيث إن ارتباط الإنسان العماني بالهجن ضارب في جذور التاريخ بما يعمل على بناء التواصل الحضاري والاجتماعي بين أبناء السلطنة، وكذلك مع محيطها الإقليمي والعالمي, الأمر الذي جعل من هذا الموروث يحظى بالرعاية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
والملاحظ أن تفاصيل سباقات الهجن، علاوة على أنها تحفِّز التنافس الرياضي، إلا أنها أيضًا تعكس عمقًا تراثيًّا وثقافيًّا مثل مسابقات المحالبة والمزاينة، وفعاليات ركض العرضة، والسباقات التي تجمع مختلف فئات الهجن.
ولا شك أن الدعم والتشجيع الذي تحظى به سباقات الهجن أدَّى إلى تطور هذه السباقات، والحفاظ على إقامتها بشكل دوري جنبًا إلى جنب مع المحافظة على سلالات الإبل العمانية الأصيلة.. ليبقى المزيد من تفعيل البُعد الاقتصادي لهذا الموروث عبر إدراج مهرجاناته على خريطة المقوِّمات السياحية هي وربطه بفعاليات أخرى مثل المعارض والحرف التقليدية، والفنون المرتبطة بالإبل.

المحرر