الجزائر ـ العمانية: تحاول الكاتبة الجزائرية جميلة زنير في كتابها (أوجاع شاعرة خلعتها القبيلة) أن تبوح بما يعتملُ في الذات من هواجس وما يؤرقها من هموم إبداعيّة ونفسيّة. وتحفلُ نصوص الكتاب الصادر عن دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة، بعبق المكان، الذي هو جيجل؛ المدينة الساحليّة الساحرة التي تنحدرُ منها الكاتبة، والتي تبدو بعض آثارها في تازة؛ القرية الجميلة الساحرة بغابتها ومعالمها الطبيعيّة وحيواناتها التي تصنع بهجة المكان وألقه. تمزج زنير بين مشاعر الروح والقلب وبين تلك الأمكنة، حتى تجعلها تتطابق للتعبير عن مدى الارتباط الذي يجمع بينها، وللتعبير أيضًا عن الغربة الناتجة عن شعور الكاتبة بالإقصاء والتهميش، الأمر الذي يجعلها تلجأُ إلى رحابة المكان لتتدثّر ببعض الطمأنينة والأمان. ومن المقاطع التي نقرؤها في الكتاب، مقطع يوشّح الغلاف الأخير جاء فيه: (كلّما تملّكتني رغبةٌ في البوح، اتَّكأتُ على مواجعي، وغُصْتُ في داخلي، ورحتُ أمدُّ رفيف هدبي نحوك؛ لأهرب بعد أن شرّدني على رصيف الأغراب، وتبدأ رحلة الأخيلة التي تلغي الحضور من حولي، فأفتح باب الهوى بيني وبينك، وأجيئك أتأبّط زمني، وأضمّك إلى حنيني حتى أدنو من آلاء الله التي تدلّني على شطآن قلبي، وترسم لي حدود ضفافي). يُشار إلى أنّ زنير المولودة عام 1949، تُعدُّ من أهمّ الأصوات الأدبيّة النسوية الجزائرية، تكتب القصة والرواية، ولها اهتمامٌ بثقافة الطفل، ومن أعمالها المطبوعة، “دائرة الحلم والعواصف” (1981)، و”جنّية البحر” (1999)، و”أوشام بربرية” (2000)، و”تداعيات امرأة قلبها غيمة” (2001)، و”أسوار المدينة” (2002)، و”المخاض” (2004)، و”أنطولوجيا القصّة النسوية” (2007).