أظهرت نتائج دراسة أجراها فريق بحثي من جامعة السلطان قابوس برئاسة الدكتور سيف بن ناصر المعمري وبمشاركة باحثين من وزارة التربية والتعليم بعنوان "أثر المستوى التعليمي والاجتماعي للأم على النمط الاستهلاكي للأسرة بالسلطنة " وجود علاقات ارتباطية طردية وعكسية فكلما زاد المستوى العلمي للأم ارتفع معه زيادة النمط الاستهلاكي، وكلما زاد حجم الأسرة أصبح النمط الاستهلاكي مقبولاً، وكلما كانت الأسرة أكثر استقرارا بوجود الزوج والزوجة معا ارتفع معه النمط الاستهلاكي، وكلما كانت الأم أكثر عمرا ارتفع معه النمط الاستهلاكي واتجه للنمط الترفي وكلما زاد مستوى دخل الأسرة ارتفع معه زيادة النمط الاستهلاكي، ويعني ذلك أن مستوى دخل الأسرة يؤثر على النمط الاستهلاكي وكلما كان نظام التسوق بين فترات متباعدة قل معه النمط الاستهلاكي والعكس من ذلك فكلما كان التسوق بصورة مستمرة زاد معه الاستهلاك.
وأوضحت النتائج أن الإقامة في المناطق الحضرية تؤثر في جعل النمط الاستهلاكي أكثر اعتدالاً.
وقد تم تطبيق الدراسة على 1280 أما من جميع المحافظات الإدارية بالسلطنة تم اختيارهن
بالطريقة العشوائية القصدية خلال عام 2014.
وخلصت الدراسة إلى عدة توصيات منها: يجب أن تخطط برامج توعية للأسر وربات البيوت الأقل في مستواهن التعليمي من أجل بناء وعيهن بكيفية الاستهلاك الرشيد الذي يجنبهن الاستهلاك العشوائي الذي لا تستفيد منه الأسرة والسعي إلى بناء وعي بدور الأم في ترشيد نفقات الأسرة من خلال دعم الوعي بثقافة ترشيد الاستهلاك من قبل المؤسسات الفاعلة اجتماعيا مثل وزارة التنمية الاجتماعية، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية والهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون.
كما أوصت الدراسة بتقديم مقرر في الأسرة والتخطيط المالي في مؤسسات التعليم العالي وتخصيص برنامج إذاعي أو تلفزيوني يتناول الاستهلاك والترشيد في الإنفاق الأسري وتعزيز سلوكيات استهلاك رشيدة وسليمة لدى الأمهات وانتهاج الأسرة نهجا معتدلاً في الاستهلاك، والنظر في كيفية تنظيم مصروفاتها اليومية وميزانيتها بما يمكنها من التغلب على التحديات الناتجة عن التقلبات الاقتصادية، وإنشاء مؤسسات التخطيط المالي للأسر وصياغة استراتيجية عملية تسهم في تعزيز ثقافة استهلاكية معتدلة وعقلانية لدى الأسرة العمانية وتوجيه الباحثين ومؤلفي الكتب لإعطاء أهمية خاصة للقضايا المتعلقة باستهلاك الأسرة من ناحية الدراسات النظرية والميدانية التي يقومون بها.
واقترحت الدراسة في الخاتمة أن يقوم الباحثون في السلطنة بعدة دراسات تخدم هذا الجانب منها، دراسة أنماط الاستهلاك لدى عينة من الأمهات غير العمانيات ومقارنتها بنتائج هذه الدراسة، ودراسة أنماط الاستهلاك لدى النساء المتزوجات ممن لسن أمهات ومقارنتها بنتائج هذه الدراسة، ودراسة العوامل المؤثرة في اختيار أماكن التسوق من قبل الأمهات العمانيات.