رواية ضوئية تسردها عدسة المصور عبدالله العبري

كتب ـ خالد بن خليفة السيابي:
‏قامت عدسة المصور عبدالله العبري بجولة توثيقية بعد ما اقتنصت صورًا لقلعة بهلاء من زوايا متعددة وقدمها المصور للمتلقي كرواية ضوئية وميضها دهشة وإعجاب، ومحتواها إبراز جمالية القلعة ولسان حالها يقول صنعتني يد عمانية منذ عقود، وها أنا شامخة كسمو الإنسان العماني المكافح الذي سطر التاريخ بماء الذهب.
قام (العبري) باصطياد زوايا عديدة ليقدم سحر وجمالية القلعة للمتلقي بالضوء وكل مشهد يحكي لنا قصة من عبق الماضي التليد، حيث استخدم المصور خبرته الواسعة في عالم التصوير الضوئي ومن يبحر بذائقته في جمال المشاهد بالصورة يتقن أن هناك مصورًا بارعًا متمكنًا من أدواته.
ويقول المصور عبدالله العبري حول روايته الضوئية: أمر على هذه القلعة الكبيرة كل يوم ، تفتنني بهيبتها وشموخها، لذا فهي تجبرني على التوقف والتقاط صور متعددة لها، وفي أوقات مختلفة وأجواء متنوعة، وبزوايا جديدة، لا أستطيع المرور على هذه الفاتنة دون تأملها، تشدني إليها، تأسرني بروعتها وضخامتها ولا أملك أمامها من أمري شيئًا، أضطر للتوقف، وأصورها سواء بالكاميرا أو بالهاتف، وكما يقال أن الإمكان التي لها وقع على القلوب تكون مختلف، لذا مهما حاول الإنسان أن يوثقها ، تبقى الصورة عاجزة عن بلوغ الكمال لتجسيد المكان واللحظة والمشاعر، وهذا هو حالي مع قلعة بهلاء. وأضاف: لها أرشيف كبير وممتد عبر سنواتي الطويلة في عالم الضوء، وإلى الآن لم أرتو ولم أتشبع بالصور التي التقطها لها، في كل مرة أكتشف زاوية، وفي كل زيارة أكتشف تكوينًا جميلًا، وفي كل مرة أقوم بتأملها والبحث في كينونتها العظيمة والممتدة عبر السنوات قلعة (بهلا) معلم مُبهر وضوء ساطع، لذا فهي حسناء في كل لحظة تشرق جمالًا.
يذكر العديد من المصورين من داخل السلطنة وخارجها كانت لهم رحلات فوتوغرافية لتوثيق جمالية (قلعة بهلاء) الذي يعكس ويبرز عبقرية الفكر العماني في جودة العمران وروعة الهندسة والتصميم، وأن هذا الصرخ العمراني الشامخ دخل (قائمة التراث العالمي) في سنة 1987م وبهذا تكون قلعة بهلاء أول موقع في السلطنة يدخل إلى هذه القائمة.