فرحة واستبشار بقرار عودة صلاة الجمعة وانحسار فيروس كورونا

متابعة ـ سليمان بن سعيد الهنائي:
■ ■ ستصدح جوامع السلطنة برفع أذان وخطبة صلاة الجمعة المباركة بعد توقف استمر فترة من الزمن بسبب جائحة (كورونا).. حيث تُعدُّ صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الله العظمى، ولمكانة هذا اليوم المبارك وحرمته تعود من جديد تأدية صلاة الجمعة وسط فرحة وشوق عارم لا يوصف..■ ■

ولاستشعارنا بهذه الروحانيات الجميلة فهي بحد ذاتها تشعرنا بالبهجة والسرور لتقربنا من الله سبحانه وتعالى.
وقد أصدرت وزارة الوقاف والشؤون الدينية مؤخرًا قرار فتح الجوامع لأداء صلاة الجمعة وفق ضوابط وإجراءات احترازية..
ومع فرحة الجميع من المصلين بهذا القرار وبشارات الخير بانحسار فيروس كورونا تدريجيًّا وعودتنا للحياة الطبيعية يتطلب علينا جميعًا مواطنين أو مقيمين اتباع تلك الإجراءات والضوابط الوقائية والاحترازية.
(الوطن) التقت بعدد من المواطنين لتتعرف على صدى القرار بعودة صلاة وخطبة الجمعة..

التفاؤل بعودة الحياة
بداية يقول أحمد بن سعيد الجرداني: إن عودة إقامة صلاة الجمعة من الأمور المهمة التي يشتاق إليها المسلم بعد فترة من الانقطاع تقارب العام والنصف وذلك بسبب مرض كورونا (كوفيد ـ ١٩) الذي اجتاح العالم، مشيرًا إلى أن صلاة الجمعة لها فضل عظيم من الأجر والثواب وهي جامعة لتجمع الناس في الجامع للصلاة لسماع خطبة الجمعة التي لها أهمية عظيمة بما فيها من المواعظ والدروس والأجر العظيم تعود على النفس بالراحة والسكينة، وخصوصًا أننا على أعتاب بداية العودة التدريجية للقيام بأداء صلاة الجمعة يوم الغد بإذن الله وسط اتخاذ كافة السبل الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا التي وضعتها اللجنة العليا.
وبيّن الجرداني بأن صلاة الجمعة تأتي بعد انقطاع ما يقرب حوالي ثمانين صلاة، فاللقاء بين المصلين فيه التفاؤل بعودة الحياة الى طبيعتها لما لها من فرحة عارمة مثل عودة الروح للجسد.
وطالب الجرداني جميع المواطنين والمقيمين في ربوع السلطنة بأن يشكروا الله تعالى على ما أنعم علينا من بشارات بانحسار هذا المرض تدريجيًّا، ونسأل الله تعالى أن يحفظ وعُمان وأهلها ويرفع عنهم هذا الوباء.

استجابة لنداء الله
فيما أعرب أيمن بن غانم العبري عن أهمية صلاة الجمعة التي تعد من الشعائر العظيمة التي يتقرب بها المسلم إلى ربه سبحانه وتعالى في كل أسبوع، وهي بمثابة مطهرٍ ودافع لقلوب المؤمنين من أدران الذنوب، وهي استجابة لنداء الله تعالى لعباده المؤمنين بالسعي إلى أدائها في وقتها وذكره سبحانه وتعالى.
موضحًا بأن أهمية العودة لصلاة الجمعة بعد انقطاع أكثر من سنة ونصف تقريبًا تأتي أنها تجمع المسلمين في مكان واحد لعبادة الله وذكره والعودة لإحياء هذه الشعيرة المباركة والتقاء المصلين بعضهم ببعض، ونحن اليوم نعود لنستشعر بها فهي غذاء للنفس والروح ولها الدور الكبير في تعميق الصلات بين أفراد المجتمع.
أما عن الالتزام بالقرارات التي وضعتها اللجنة فقال العبري: علينا أن نحرص على اتخاذ التعليمات والإجراءات الاحترازية محل تنفيذ مثل لبس الكمام والتعقيم والتباعد الجسدي والتي أصبحت جزءًا من حياتنا وعلى وعي وثقافة وإدراك المجتمع من خطورة الفيروس الذي حصد الكثير من الأرواح.
وقال: أما عن شعوري بعودة صلاة الجمعة فهو شعور لا يوصف من الفرح والسعادة وقد استبشرت خيرًا بالقرار الذي أعلنته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بعودة صلاة الجمعة، وبإذن الله سنعمل بالتعليمات التي وضعتها الجهات المختصة لحضور صلاة الجمعة من التباعد الجسدي وإحضار سجادة خاصة ولبس للكمام وأخذ جرعتين من اللقاح، ونسأل الله أن يرفع هذا البلاء عن البلاد والعباء وأن يحفظ بلادنا عُمان بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه.

المساجد نعمة عظيمة
ويقول يوسف بن حمد الجابري: المساجد بيوت الله تعالى في أرضه جعلها خالصة له وحده، قال سبحانه وتعالى:(وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا، وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) (الجن 18 ـ ١٩)، وهي أحب الأماكن إلى الله تعالى وإلى رسوله وإلى المؤمنين الصالحين. وأعرب الجابري بمكانة المسجد في الإسلام بأنها تظهر بوضوح وجلاء في كون النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يستقر به المقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوف في قباء، حتى بدأ ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بُني في المدينة، وأول مسجد بني لعموم الناس، كما جاء عن أهل العلم. وها نحن نعود بفضل الله تعالى إليها بعد هذه الجائحة التي عمت العالم، فعلينا أن نستشعر هذه النعمة العظيمة نعمة المساجد، وعلى المؤمن الصادق أن يعمر هذه الأماكن الطاهرة، فهناك مظاهر تدل على اهتمام المسلم بهذه البيوت المباركة.

خبر يحمل البشرى
يقول موسى بن قسور العامري: إنه لخبر سعيد يحمل بشرى فتح الجوامع لصلاة الجمعة، فما أعذبه من خبر شق تراكمات البعد وقسوة الغياب وتزايد الهلع بسبب المرض المنتشر بين الناس وقد غيّب كثيرًا من العباد في صناديق الموت، وما إن زاد الشوق لصلاة الجمعة بعد طول غياب وصل لحوالي السنة ونصف السنة، وذلك بسبب ذلك المرض العضال (كورونا) فتباعدت الأجساد ونأت القلوب وتوحشت المساجد وتلظت القلوب بلهيب الفراق، حتى لاح الفرج الإلهي في الأفق معلنا ببداية العودة للمساجد وخاصة صلاة الجمعة التي تأخر السماح بها وقد منعت فترة طويلة، وما أسعد ذلك الإنسان المتشوق للجمعة الزهراء وهو يسمع ويقرأ النداء في القرآن الكريم حينها يستشعر أنه مطلوب لأمر جليل، قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون)، ومع هذا الطلب الصريح لكنه يشعر أنه ممنوع ومحروم فتسقط دمعته لفراقها.