د. أحمد سالم باتميرا:
الثالث والعشرون من سبتمبر من كل عام هو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الشقيقة، وهو اليوم المجيد والذكرى الـ91 التي توحدت فيها المملكة بقيادة مؤسسها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وقيام الدولة السعودية الحديثة والتي تربطها بالسلطنة علاقات طيبة راسخة في كل المجالات.
فالتأسيس الذي أعلن في سبتمبر 1932 دشن مسيرة حافلة لهذه المملكة الشقيقة، وأعلن انطلاق ملحمة وطنية ضخمة من خلال وحدة البلاد تحت راية واحدة وحشد طاقاتها لبناء دولة عصرية قوية الأركان، تنعم اليوم بالأمن والاستقرار وتنتظرها آفاق واعدة في الحاضر والمستقل.
واليوم في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد، من حق المواطن السعودي أن يفرح بالمنجزات التي تتحق في بلاده، والتغيير الذي يتم في المملكة في مختلف المجالات، وإطلاق رؤية المملكة 2030 التي ستنقل المملكة إلى مرحلة جديدة مختلفة نوعيا من خلال التنويع الاقتصادي الشامل والاهتمام باستثمار ثروات السعودية وإسعاد المواطن السعودي.
فهذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد يعجل بتحقيق أهداف التنمية والنهضة السعودية من خلال ما يراه المواطن والزائر على أرض الواقع.
والعالم اليوم وفي ظل ما يشهده من متغيرات وأزمات وفيروسات، فإننا نتطلع لرؤية خليجنا الواحد بقيادة المملكة وقد حقق التكامل الذي يصبو إليه وأصبح المواطن الخليجي ينعم بخيراته، وأن يتم طي الخلافات والصفحة الماضية نهائيا، وأن يواجه المخاطر والتهديدات التي تحيط بأي من دول مجلس التعاون كفريق واحد وقلب واحد..!
ويمكن للسلطنة وللمملكة العربية السعودية اللتين تتميزان بعلاقات طيبة راسخة ووثيقة واحترام متبادل، التحرك معا في هذا الإطار خليجيا وعربيا، خصوصا وأن علاقاتهما الأخوية الصادقة، الراسخة تجسدت ضمن عوامل كثيرة للبلدين بحكم الجوار وروابط الدين واللغة والمصير الواحد، وهذا ما انعكس جليا خلال الزيارة الكريمة المباركة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ للمملكة العربية السعودية في شهر يوليو من هذا العام.
فأرض النور والرسالة السماوية نشاركها احتفالها بيومها الوطني، وهي تحتفل بإنجازات متعددة، وتغيرات متلاحقة، وثمرات تتوالى، وحصاد وفير في مجالات عديدة وغير مسبوقة، وهذه الإنجازات تصل ذروتها بعد الانتهاء من رؤية 2030، التي ستنقل المملكة لتكون دولة سياحية وتمتلك اقتصادا قويا ومتنوعا وصناعة يشار إليها بالبنان يدفع عجلة التنمية للأمام.
واليوم، ترفرف الراية عاليا، ويعيش المواطن السعودي الشقيق واقعا طيبا حافلا بالمشروعات التنموية الضخمة في كل بقاع المملكة، وقد انبهرت وأنا أشاهد فيلما عن رؤية المملكة 2030 التي ستجعل من المملكة دولة رفيعة وأسوة بالدول المتقدمة في القريب العاجل وقد ارتسمت على أرض الواقع بفضل المتابعة والجهد والعمل المكثف والدؤوب الذي يقوم به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والحكومة وبخطى حثيثة نحو غد أفضل وشموخ نحو العلا والنماء، عمادها ثقافة التأسيس القوي والرؤية والفكر الجديد.
ومن هنا أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وإلى كافة أبناء الشعب السعودي الشقيق بمناسبة اليوم الوطني الـ91 المجيد.
وستبقى العلاقات العمانية السعودية قوية وراسخة في ظل المواقف الحكيمة والرؤية الثاقبة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحرصهما على تقوية العلاقات والشراكة والتكامل بين الدولتين الشقيقتين في مختلف المجالات ووحدة البيت الخليجي، وتعزيز العمل العربي المشترك، وحماية الأمن القومي.
يمكنني القول إن ما شاهدناه خلال الأيام الماضية من حراك وزيارات ولقاءات متبادلة بين الدولتين الشقيقتين، يجعلنا نتفاءل بأن السلطنة والمملكة تقفان على أعتاب مرحلة متجددة وعامرة بالنتائج المثمرة والشراكة الحقيقية لتجاوز عقبات مضيق هرمز وباب المندب، بتحويل الدقم لجوهرة مشعة يصل نورها كل دول الخليج والمنطقة من حولها، ونسمع أخبارا مفرحة في قادم الأيام إن شاء الله .. والله من وراء القصد.