طالب بن سيف الضباري:
​لاشك أن الاعلان مؤخرا عن مناقصة إزالة مخلفات الهدم من مسار طريق الباطنة الساحلي خطوة تأخرت كثيرا، للتخلص من التشويه الذي يعيشه الشريط الساحلي لمحافظتي شمال وجنوب الباطنة الممتد من ولاية بركاء الى ولاية شناص منذ سنوات، نتيجة هدم المنازل المتضررة بالطريق الساحلي، الطريق الحلم، وعدم رفع تلك المخلفات الذي كان يخيل الى المار فيه وكأنه يمر على مناطق شهدت تسونامي أو انواء مناخية، فالوضع في واقع الأمر مأساوي ويتطلب حراكا عاجلا خاصة أن بعض تلك الخرابات تحولت الى أوكار من قبل البعض لممارسة السلوكيات الخاطئة التي تضر بصحتهم والمجتمع. التسآولات كانت كثيرة حول عدم التحرك من الجهة التي أوكلت لها مهمة التخلص من هذه المخلفات؟ وما الذي كان يعيق ذلك لكي يزال عن سكان هذا الشريط الضيق والكآبة من المشاهدة اليومية لمثل هذه الصور التي تشوه مدنهم وقراهم؟ فطوال هذه السنين لم تتوفر وسيلة او طريقة لمعالجة ذلك والاستفادة من هذه المخلفات بإعادة تدويرها ؟ خاصة وأن الكثير منها مواد قابلة للتدوير ويمكن أن تدخل في بعض الصناعات، فلو أوكلت هذه المسؤولية لأصحاب هذه المنازل بعد الخروج منها وإضافة مبلغ على قيمة التعويض لأزيلت هذه المخلفات ولما بقى منها شيء حتى الآن يتسبب في الأذى لأطفال المنازل القريبة التي لم يشملها القرار عندما يلعبون في محيطها.
​الجهة المعنية بتقديم التعويض لأصحاب المنازل المتضررة من مشروع الطريق اعتقد انها على وشك الانتهاء من ذلك ولم يتبق سوى العدد اليسير، اما نتيجة عدم توفر المبالغ او عدم اكتمال الوثائق المطلوبة وتلك مهمة سهلة سيتم الانتهاء منها قريبا، الا أن الأهم من ذلك تلك الآلاف من أطنان مخلفات البناء بطول حوالي قرابة 300 كيلومتر والتي لم يتم إزالتها وتمثل من ناحية أخرى ثروة لم يحسن استغلالها والاستفادة منها، والسؤال الذي يطرح هل ملايين المناقصة فقط للإزالة أم كذلك للاستفادة من تلك المخلفات وإتاحة المجال للقطاع الخاص للاستثمار في هذا النوع من الاعمال، وبالتالي تتنظف القرى والمناطق وتتلاشى مخاوف السكان المجاورين وترتاح الحكومة من هم التخلص من هذه المشكلة التي ظلت تراقبها لسنوات، فالشارع الذي غير الشكل الديمغرافي للشريط الساحلي وتسبب ايضا في فقد الكثير من سكانه تلك الألفة والحميمية بين الجيران المبنية لسنوات، وتلك الجلسات الصباحية والمسائية في مواجهة البحر، في الحقيقة اصبح لا يمثل بالنسبة لهم تلك الأهمية فهو لايزال حلما وانما الأهم من ذلك أن يفتح باب بيته صباحا على منظر خال من بقايا منزل جاره الذي امامه.
​والسؤال المطروح الى متى ستظل خططنا تركز على الصفحات الأولى من الأجندة وتغفل عن باقي الصفحات التي لاتقل أهمية عن الأولى؟ بمعنى ان نغفل عن مرحلة التخلص من المخلفات ولا نذكرها الا عندما نراها وقد تحولت الى مشكلة، فهل هي ثقافة ام قصور في المتابعة من قبل الجهة المعنية؟ وهذا الواقع بطبيعة الحال لا يقتصر على ما هو حاصل حاليا بالنسبة للطريق الساحلي وانما للعديد من المشاريع التي تسند الى بعض الشركات، فإذا ما اسند الى الشركة عمل وانتهت منه ستبقى المخالفات أو آثارها موجودة لسنوات ومثال على ذلك التوسعة الحالية على طريق الرسيل بدبد، هناك بعض المخلفات أو المعدات يفترض ان تزال أولا بأول خاصة وأن الاشغال مجاورة لطريق على حركة مرور مستمرة ويمكن أن تتسبب تلك المخلفات او المعدات لحوادث لاسمح الله، فمتى يمكن ان نصل الى ما نشاهده في بعض الدول التي تهتم بمعالجة المخالفات بنفس اهتمامها بالبناء أو الاصلاح، لذا نحن بحاجة ماسة الى مثل تلك العقول التي تدرك ما تفعل وتخلص في ذلك.

أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
[email protected]