ناصر بن سالم اليحمدي:
منذ أن أشرقت شمس العزَّة والمجد على وطننا الحبيب، سارت حكومة بلادنا الحبيبة وفق استراتيجيات وخطط مدروسة تعمل على ترجمة التقدم عملا لا قولا، وترسخ معاني الازدهار فعلا وواقعا وليس مجرد شعارات تطلق هنا وهناك، فحققت التنمية الخلاقة التي تعلي من صروح النهضة، وتوفر الاستقرار للدولة وشعبها الأبي.
واللقاء الثنائي الذي جمع بين مجلس الوزراء ومجلس الدولة مؤخرا رغم أنه ليس الأول ولن يكون الأخير ولكنه يكتسب أهمية كبيرة؛ لأنه عقد في وقت يعج فيه المشهد بالتحديات المخيفة، لا سيما أن اللقاء أكد في المقام الأول على الاستراتيجيات التي يجب أن تسير عليها الدولة حتى تتغلب على هذه التحديات التي تحدق بها من كل صوب وحدب والتي تمت مناقشتها على كافة المستويات المؤسسية والمجتمعية.
لا شك أن التناغم والتنسيق المشترك المتكامل بين مؤسسات الدولة المختلفة وعقد اللقاءات بين أعضائها يسهم في تكوين رؤية موحدة تدفع بعجلة التنمية الشاملة إلى الأمام، وتحقق النهضة المنشودة.. وبعد أن دشنت مع بداية هذا العام الرؤية المستقبلية (عُمان 2040) فإن لقاءات التشاور البناء والتعاون المثمر أصبحت ضرورة ملحة حتى يتم التنسيق فيما بين المؤسسات المختلفة حكومية وخاصة صغيرة وكبيرة لتحويل أهداف الرؤية الطموحة إلى واقع ملموس يعم الجميع بالخير والنماء.
إن بلادنا في الوقت الراهن أحوج ما تكون لتضافر جهود كل أفراد المجتمع بما يعلي المصلحة العليا والصالح العام للبلاد، ويحقق النماء والتطور والتقدم المنشود، إلى جانب الحفاظ على ما تحقق من إنجازات تشخص لها الأبصار ويعزز المسيرة التنموية الشاملة.. وبالتالي فإن التنسيق بين مجلس الدولة بقراراته وتشريعاته ومجلس الوزراء بتنفيذه للمشاريع والأهداف سيؤدي حتما إلى دعم معالم التقدم والنماء.
لا شك أن التحديات التي تحاصرنا من كل جانب تتطلب تكثيف اللقاءات التي تعزز الشراكة والتعاون الفاعل بين المؤسسات المختلفة، وتدعم مسيرة العمل الوطني حتى نعبر المرحلة بسلام، خصوصا أن لهذه التحديات انعكاسات مباشرة على بعض أهداف الرؤية كالصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها.. من هنا فإن تحقيق التوازن بين الواقع والمنشود سيدفع بالمسيرة نحو التقدم ويحافظ على مكانة السلطنة كواحدة من أكثر الدول تنمية في المنطقة.
إن المواطن يعول على تصورات الحكومة واستراتيجياتها وخططها الكثير في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، خصوصا أنه يحلم بالمستقبل الباهر المشرق الذي ستوفره الرؤية المستقبلية الطموحة التي ندعو الله أن تتحول إلى واقع معاش قبل أوانها.. وكلنا ثقة في فكر القائد الحكيم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وعزيمته الحديدية وسواعد أبناء عُمان الأوفياء في أنهم سيعبرون من بوابة المستقبل المضيء، ويتجاوزون كافة التحديات ليعم الرخاء ويتحقق الازدهار بكافة أشكاله في جميع المجالات طالما أن القلب واحد والعقل واحد والساعد واحد والوطن واحد.
* * *
تطالعنا نشرات الأخبار بين الحين والآخر في وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية بنشوب حريق هنا أو هناك والتي يكون السبب الرئيسي فيها حدوث "ماس كهربائي".. صحيح تعد الطاقة الكهربائية اكتشافا فريدا من نوعه بعد أن أضاءت جنبات البشرية عبر التاريخ، وأسرعت الخطى بالإنسان نحو التقدم في جميع المجالات خصوصا العلمية.. حيث تشكل هذه النوعية من الطاقة في عصرنا الحالي عصب الحياة، خصوصا الأجهزة الكهربائية المنزلية التي تحتل أهمية قصوى في حياتنا وذلك لارتباطها الوثيق بمتطلبات كل منزل فلا يمكن الاستغناء عنها.. ولكن لخطورتها فإن الكثير من الحوادث المنزلية يكون السبب فيها أحد هذه الأجهزة، كما لم يعد يقتصر استخدام الكهرباء على الأجهزة المنزلية، بل إن تطور الأجهزة الإلكترونية جعل من الكهرباء المصدر الرئيسي للطاقة التي يستخدمها الإنسان، سواء كان الغرض منها ضروريا أو رفاهيا.
لا شك أننا في حاجة لرفع مستوى الوعي الأمني في المجتمع وغرس السلوكيات السليمة ومبادئ الأمن والسلامة في نفوس كل فرد فيه ومن ضمنها السلامة الكهربائية التي تُعد مطلبا حيويا نظرا لكثرة استخدامات الآلات الحديثة.
إن للمستهلك دورا كبيرا في تحقيق سلامة الأجهزة الكهربائية ويتمثل ذلك في حرصه المستمر على التأكد من مطابقة الأجهزة التي يشتريها للمواصفات القياسية والاهتمام باختيار النوعية الجيدة للأجهزة حتى نحفظ أرواحنا ومنشآتنا من وقوع ما لا يحمد عقباه.
للأسف نجد أن كثيرا من الناس يصابون بحوادث أثناء تعاملهم الخاطئ مع الأجهزة الكهربائية ومعظمهم إن لم يكن جميعهم يمكنهم تفادي هذه الحوادث إذا وضعوا في اعتبارهم قواعد الأمن والوقاية أثناء الاستخدام، ويتوقف ذلك أولا على مدى سلامة المعدات والأجهزة الكهربائية ودرجة جودتها، وثانيا على مدى إجادة الإنسان لطريقة استخدامها والتزامه بمبادئ وشروط السلامة المتعلقة بها، حيث إننا نجد أن غالبية الحوادث تحدث أثناء صيانة وإصلاح الأجهزة نتيجة لمس اليد للأجزاء المعدنية من الجهاز الكهربائي، ولتلافي ذلك يجب توخي الحذر في صيانة الأجهزة والدوائر الإلكترونية.
نتمنى أن يقوم المعنيون بتوضيح المفاهيم الخاطئة عن أساليب الأمن والسلامة خصوصا الكهربائية ونشر الوعي الأمني بين المواطنين كي نضمن سلامة المجتمع.