جودة مرسي:
دعت السلطنة دول العالم لتحسين النظم الغذائية وذلك خلال مشاركة معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ممثلًا للسلطنة في قمة النظم الغذائية لعام 2021م على هامش فعاليات الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقد ألقى معاليه كلمة أشار فيها إلى ما بيَّنته جائحة "كوفيد-19" من هشاشة في نظم الإنتاج العالمية، وما يترتب على الدول من ضرورة الشروع في اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لتحسين نظمها الغذائية، وتعزيز أمنها الغذائي والمائي تفاديا للصدمات الناتجة عن وقف سلاسل الإمداد. كما أشار معاليه إلى النهج الذي اتبعته السلطنة في تطوير النظم الزراعية والغذائية، وتحسين أساليب الإنتاج وسلاسله وتطويرها، ما كان له الأثر الكبير في تحسين المستوى المعيشي للمجتمع العماني. وتماشيا مع كلمة السلطنة، ذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن الجائحة تسببت بارتفاع حادٍّ في الجوع في العالم، وذكرت أن العام 2020 شهد تفاقمًا مأساويًّا بنسبة الجوع في العالم يُعزى في معظمه إلى تداعيات "كوفيد-19".
إن أكثر ما يبعث على القلق هو الارتفاع الحادُّ في عام 2020 في معدلات الجوع المطلقة والنسبية بحيث تخطى معدل النمو السكاني ـ كما تشير التقديرات ـ إلى أن 9.9 في المائة من مجمل السكان تقريبًا كانوا يعانون نقص التغذية خلال العام الماضي، فيما كان 8.4 في المائة في عام 2019. وقال التقرير إن عُشر سكان العالم تقريبًا ـ أي ما يصل إلى 811 مليون شخص ـ عانوا من نقص التغذية العام الفائت. ويشير هذا العدد إلى أن وفاء العالم بالوعد الذي قطعه بوضع حدٍّ للجوع بحلول سنة 2030 سوف يتطلّب بذل جهود هائلة. وهذا التقرير يعد الأول الذي يتحدث عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم تأثرا بجائحة كورونا ـ "كوفيدا 19" ـ بمشاركة العديد من المنظمات الدولية ((منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (الإيفاد) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية)).
إن إشارة السلطنة في كلمتها وهي تدق ناقوس الخطر لما يعانيه العالم من نقص في الغذاء العالمي، وهو ما يهدد حياة الأشخاص في مختلف أنحاء العالم وسبل عيشهم. وتضرب المثل في التجربة العمانية في الكيفية التي اتخذتها السلطنة من خلال التعامل مع تأثير الجائحة، مما أسهم في توفير الغذاء بحيث إن الأسواق المحلية كانت متشبعة باحتياجات المستهلكين ولم يشعر أي مواطن أو مقيم بنقص في أي من المواد الغذائية بعد أن عملت السلطنة على توسيع الرقعة الزراعية لتقلل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، مع إدخال منافذ جديدة للاستيراد، وهي ماضية في اتخاذ التدابير اللازمة ووضع الخطط الرامية للاكتفاء الغذائي والمائي.
فيما حذر تقرير الأمم المتحدة من "مرحلة حرجة" رغم التعبير عن آمال جديدة إزاء الزخم الدبلوماسي المتجدد. "يتيح لنا هذا العام فرصة فريدة لتعزيز الأمن الغذائي والتغذية من خلال تحويل النظم الغذائية بفضل مؤتمرات النظم الغذائية وتغير المناخ." إن العديد من التقارير الدولية تشير إلى التأثر البالغ لمعظم دول العالم نتيجة النقص الحادِّ في الموارد الغذائية والمائية، مما يتطلب اتفاق دول العالم على تبادل المعلومات والخبرات لتفادي تأثيرات الجائحة "كوفيد-19" ومؤثرات المناخ على إنتاج المحاصيل الزراعية والإنتاج المائي، خصوصا وأنه منذ منتصف سنة 2010، كان الجوع قد بدأ بالارتفاع مطيحًا بالآمال بشأن تراجعه إلى غير رجعة.