مسقط ـ العمانية: صدر للشاعر علي العايل الكثيري ديوانا بعنوان “ذاكرة الرماد” يضمّ مجموعة من قصائده التي تعزف على وتر أوجاع الذات البشرية وثقل ذاكرتها المتخمة بالمآسي.
يقول حمود بن سالم السيابي في مقدمته للديوان الذي صدر أخيرا عن دار لبان للنشر، إن الشاعر “كان واضحًا منذ القصيدة الأولى (براءة الطفولة) في تحديده الرماد الذي هو بصدد استنطاق ذاكرته”، ويضيف: “لن يكون رماد الأرض المحروقة كنتاج لجور الإنسان على الإنسان، بل رماد المساحات التي تحركت فيها المشاعر ليسرد الشاعر ذكرياته في حصاد الحقل والبيدر ولنعرف الرهانات على الأحصنة بين الأرباح والخسائر”. ويرى السيابي أن قصائد العايل، تتسم بحيادية الطرح والخطاب وباعتماده على المشتركات في اللغة المحكية، إذ بمقدور أيّ فنان أن يعتبر أن هذه القصائد قد كُتبت له خصيصا.
وينوّه السيابي بعدد من المقاطع الشعرية للكثيري التي غنّاها عدد من المطربين في الخليج، مثل الفنان عبدالكريم عبدالقادر، ومنها:
“إذا ما جفت أقلامي وعيّت تستعير أحبار
تشب حواشي الطرسة وتبكي حرفها المبتور
تعال وبعثر أوهامي وانثرها غناء وإصرار
إذا نادى غدك أمسه غياهب أزمنة وعصور”.
ويشير إلى قصيدة قدمها الفنان والملحن عبد الرب إدريس غنائيًا، ومن كلماتها:
“جيتك أمل مفقود وأنفاس تحبي
شاكي ظمأ وعروق قد عافتك ريق
ياللي تلامس غيم كاسات نخبي
وعلى بساط الريح مسراك توفيق”.
ويؤكد السيابي أن الكثيري يجدد في القصيدة، فهي “لا تسير على نهج واحد، بل تعبر إلى قارئها على أكثر من صورة، فتأتي أحيانا عمودية تقليدية، وأحيانا كأهزوجة سريعة، مبتلة بموسيقا القصيدة ومعناها”.