بروكسل ـ العمانية: تشكل الغيوم موضوع الموسم السنوي لدار الفنون في “شايربيك” في العاصمة البلجيكية بروكسل من خلال معرض “الغيوم، الأمس واليوم”. ويتحاور الفنانون المشاركون في هذا المعرض مع لوحات قديمة تنتمي لمجموعات المقتنيات الفنية لبلدية “شايربيك”.
ومن المعروف أن الغيوم مثلت أحد المواضيع المثالية للتأمل على مر الحقب التاريخية، خصوصا لدى الشعراء والرسامين والسينمائيين الذين عبّروا تارة عن وجهها الداكن والمخيف وتارة أخرى عن محياها الناعم والمفرح. وتناول الشاعر الفرنسي بودلير (1821 ـ 1867) الغيوم عندما تحدث عن لوحات الرسام “ديلاكروا” قبل أن تنقله من الأمل إلى الاضطراب. كما وصف الرسام الإنجليزي “ويليام تيرنر” جمال السماء وتحولاتها وقت غروب الشمس.
من جهتها، كانت السينمائية البلجيكية “ماريون هانسل” كثيرا ما تصور الغيوم، خصوصا في فيلم “الغيوم ـ رسائل إلى ولدي” الذي تتخلله رسائل حب حميمة وعاطفية. ويشاهد الزائر أول ما يشاهد وهو يلج الردهة الأمامية لدار الفنون لوحة “طبيعة ميتة” للفنانة البلجيكية “سيندي ورايت” التي تواجه التحديات الجمالية والأخلاقية للمجتمع المعاصر من خلال غيوم بلاستيكية تنبئ بتراجع هذا المجتمع. وفي مكان آخر، تقوم الفنانة التشكيلية الفرنسية “ليسيل برتران” بتعليق الوقت من خلال غيوم مصنوعة من الريش والنايلون تطفو داخل مكعب مفتوح يسمح لها بالخروج منه. وفي جناح ثالث، تستخدم الفنانة البولندية المقيمة في بلجيكا “تاتيانا وولسكا” في أعمالها النحتية مواد بسيطة تجمعها ضمن منشأة من الفروع تحاكي سحابة نباتية. أما لوحات الفنانة البلجيكية الشابة “ماري روزن” فتعطي الانطباع بأنها غير واقعية بل وخارج الزمن عبر الهدوء الشديد الذي تتميز به؛ كما أنها تتحدى المنطق وتتوخى قدرا كبيرا من الجمال.