محمود بن زاهر الزكواني:
عاش بعض أبناء محافظات السلطنة ليلتين من القلق والمعاناة الشديدة جراء التأثيرات المباشرة من الانواء المناخية للاعصار (شاهين)، حيث شهدت خلالها أمطار شديدة الغزارة ومصحوبة بالرياح والعواصف الرعدية، كما اجتاحتها فيضانات عارمة من البحر، وامتلأت على أثرها السدود نتيجة نزول جميع تلك الادوية، فأصبح جميع أبناء المناطق المتأثرة بالحالة المدارية محاصرون داخلها، فالبعض منهم شاهد ما شاهده من التعب والمعاناة الشديدة، فكانوا موحدين الدعاء ويتضرعون الى الله سبحانه وتعالى بأن يلطف بهم ويبعد عنهم التأثيرات المباشرة من الحالة المدارية.
وبالرغم ما خلفه الاعصار (شاهين) من أضرار جسيمة في الارواح والممتلكات، الا أنه قد تشكلت خلال تلك الانواء المناخية خلية متكاملة الأركان، فظهرت أثناءها ملحمة وطنية تعاضد وتكاتف فيها أبناء عمان الاوفياء من جميع ولايات ومحافظات السلطنة، حيث قدموا أرواحهم في سبيل إنقاذ اخوانهم ومجتمعهم قبل أن يكون واجبًا وفداءً لوطنهم الغالي، كما ظهرت خلالها الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية وذلك من جميع المؤسسات سواءً المؤسسات العسكرية أو الأمنية، بالإضافة الى التشكيلات المدنية..
وغيرها من وحدات الجهاز الاداري للدولة، فمنذ أن بدأت الحالة المدارية تتشكل في بحر العرب تم متابعتها ورصدها أولًا بأول الى جانب الاعلان عنها مباشرة وبالتعاون مع مختلف المؤسسات والقنوات الرسمية التابعة لوزارة الاعلام.
حيث تم تغطية الاحداث للانواء المناخية بشكل ينمو عن الفكر والوعي والخبرة التراكميةوكفاءة الكادر البشري وبالاضافة الى جانب التطور التقني التكنولوجي لدى المركز الوطني للانذار المبكر من المخاطر المتعددة، كما شاهدنا حول كيفية حسن وإدارة الخلية المتكاملة لدى القائمين باللجنة الوطنية لادارة الحالات الطارئة، فنعم كانوا هم (عمان مستعدة) لما يتمتعون به من حسٍّ وطني عالٍ ينمو من حبهم الى شعبهم ووفاء الى سلطانهم وفداء الى طنهم الغالي، حيث أداروا الحالة المدارية بمهنة فائقة و خبرة عالية جراء الحالات المدارية السابقة، وشكلوا وحدات وتشكيلات من مختلف المؤسسات انتشروا في جميع ميادين هذه الولايات التي تعرضت للحالة المدارية الاعصار (شاهين) وذلك على حسب اختصاصه ومهامه.
فمنذ الاعلان عن الحالة المدارية وجه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بتوفير كل ما من شأنه المحافظة على سلامة المواطنين والمقيمين أثناء تعرض السلطنة لتأثيرات الحالة المدارية، كما عقبها ـ أبقاه الله ـ أوامره السامية بتشكيل لجنة وزارية لتقييم الاضرار التي تعرضت لها منازل المواطنين وممتلكاتهم المختلفة في تلك المحافظات..
وغيرها من الأوامر والقرارات التي تضع الأولوية في حماية الارواح وإعادة الحياة الطبيعية الى ما كانت عليه.
فلذلك هبّت عزائم وهمم أبناء عمان الاوفياء من جميع ولايات ومحافظات السلطنة وظهرت اللحمة الوطنية وتعالت فيها الأصوات لتلبية نداء الوطن والاستغاثة، مشكلين خلية نحل بدءًا من الايواء والانقاذ والتطوع الى جانب الدعوة الى جمع التبرعات من أصحاب الايدي البيضاء..وغيرها من المؤسسات بالقطاعين (العام والخاص)، فعُمان قوية..وتبقى قوية بسواعد أبنائها المخلصين.
* من أسرة تحرير (الوطن)
[email protected]