بهدف متابعة التطورات عن بعد وتعتبر الأولى من نوعها فـي منطقة الشرق الأوسط

كتب ـ عبدالله الشريقي:
بدأ ميناء صحار أمس رسميا العمل في استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، من خلال الاستفادة من قدرات تقنية شبكة الجيل الخامس التي تقدمها عمانتل بالتعاون مع شركة هواوي، والتي ستمكن القائمين بالميناء من متابعة التغيرات والتطورات بسرعة فائقة تجعلهم قادرين على إدارة الميناء عن بعد والتعرف على هوية جميع العاملين ومدى التزامهم بالإجراءات الوقائية والاحترازية ومتابعة جميع الشحنات منذ وصولها حتى خروجها من أرض الميناء. بالإضافة إلى ذلك فإن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي يأتي بهدف المتابعة الذاتية وإرسال إشارات تحذيرية في حال حدوث أي خلل دون الحاجة للمراقبة الشخصية، حيث تعتبر أول تجربة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.
يأتي ذلك في إطار مذكرة التفاهم ثلاثية الأطراف التي تم توقيعها في مارس الماضي بين كل من عمانتل وهواوي مع شركة موانئ هاتشيسون صُحار.
وخلال الحفل الذي اقيم في المقر الرئيسي لعمانتل بمرتفعات المطار تحت رعاية سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات وبحضور عدد من المسؤولين من الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة، تم إجراء تجارب ميدانية حية لتقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي من عمانتل لاستعراض نتائج المرحلة الأولى والتي تهدف إلى تقديم خدمات اتصالات عالية الجودة، وتحسين الكفاءة التشغيلية، والدقة، وإدارة الوقت والأمن، من بين العديد من الخدمات الأخرى.
وقال سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات: يسعدنا أن نرى ثمار التعاون بين الشركاء الثلاثة وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس بنجاح في عمليات الميناء ونحن فخورون بريادة السلطنة لهذا المجال على مستوى منطقة الشرق الأوسط ونحن على ثقة من أن هذه الخطوة ستفح الباب أمام تعاون أكبر في المستقبل واستغلال أكثر لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة في مختلف القطاعات الاقتصادية في السلطنة.
وقال سعادته: تعتبر تقنيات الجيل الخامس من التقنيات الواعدة في الثروة الصناعية الرابعة، حيث أدى تطبيقها في الموانئ لزيادة إنتاجيتها لـ 30%، وهذه زيادة ممتازة جدا، مشيرا إلى أن استخدامات هذه التقنية عديدة، وهذا دليل أن التقنيات عندما يتم توظيفها التوظيف الصحيح تعود بمكاسب عديدة على الاقتصاد بشكل عام. مشيرا إلى أن تطبيق تقنية الجيل الخامس في ميناء صحار، وفي المستقبل سيتم تطبيقها في قطاعات اقتصادية أخرى واعدة بالسلطنة، مؤكدا أن من أهم مميزات تقنيات الجيل الخامس هو سرعة استلام البيانات، والسعة اللا محدودة وتبادل عدد كبير من البيانات، وبالتالي هذه المميزات مفيدة جدا في المراقبة المباشرة، وإيجاد حلول لسلامة الموظفين والعاملين بالقطاعات المختلفة.
وأوضح سعادته بأن الوزارة هي المشرف العام على قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث دورها تحفيز هذا القطاع، وتنميته عن طريق إتاحة التقنيات المتعددة لنمو القطاعات الاقتصادية المختلفة.
من جهته قال طلال بن سعيد المعمري، الرئيس التنفيذي لعُمانتل: راضون جدا عن النتائج التي تحققت من تجربة إثبات المفهوم للميناء الذكي مع ميناء صحار الذي يعتمد على تقنية الجيل الخامس والذي يعد أول ميناء يوظف هذه التقنية في منطقة الشرق الأوسط. مشيرا إلى أن عمانتل تركز في خططها على الاستفادة من البنية الأساسية لشبكة الجيل الخامس لما هو أكثر من مجرد زيادة السرعة وتعزيز الكفاءة.
وأضاف: نحن على قناعة بأن تقنيات الجيل الخامس سيكون لها دور حيوي في الاقتصاد وفي تعزيز عملية التنويع الاقتصادي في السلطنة.
بدوره قال أناكين كوم الرئيس التنفيذي لميناء هاتشيسون صحار: تعتبر موانئ هاتشيسون من أكبر المستثمرين على مستوى العالم في مجال الموانئ سواء كمطور أو كمشغل حيث نملك شبكة تضم 52 ميناء في 26 دولة في آسيا والشرق الأوسط وافريقيا وأميركا وأستراليا. مشيرا إلى أن أحد أهداف مواني هاتشيسون صحار الاستراتيجية يتمثل في الانتقال بعملياتنا إلى عمليات إلكترونية بالكامل والعمل مع عملائنا والأطراف المعنية وذلك بالتعامل مع كافة الشحنات بشكل آمن وكفاءة عالية ولذلك نعمل على الاستثمار بشكل متواصل في أتمتة معدات المناولة والاجهزة وذلك من خلال جلب أحدث الحلول والتطبيقات بما يمكننا من تحسين العمليات التشغيلية في المحطة.
وقال: تعتبر هذه التقنية بداية جيدة لمزج تقنيات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي مع قطاعات الأعمال وهي أول تجربة للمفهوم في ميناء ذكي يعتمد على الجيل الخامس في الشرق الأوسط.
من جانبه قال روبين شن الرئيس التنفيذي لهواوي عمان: تعد عمانتل وشركة موانئ هاتشيسون من الشركات الرائدة في القطاعات التي تعمل بها، حيث إن البنية الأساسية لشبكة الجيل الخامس لا تعتبر تطورا في فئة العملاء فحسب وإنما تقود أيضا التحسينات التي يتم القيام بها في العديد من القطاعات.
وأضاف: فخورون بأن نكون جزءا من هذا التعاون ثلاثي الأطراف والذي يعد الأول من نوعه على مستوى دول الخليج لاستعراض التحسينات والتطورات التي يمكن لتقنيات الجيل الخامس توفيرها لعمليات الموانئ آملا أن يفتح هذا التعاون الباب على مصراعيه أمام المزيد من التعاون في توفير مزيد من الفرص للاستفادة من تقنيات الجيل الخامس في مختلف الصناعات القائمة في السلطنة.
الجدير بالذكر أنه من خلال أول تجربة للمفهوم، تم بنجاح اختبار 6 وظائف أساسية باستخدام تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وهو الأمر الذي سيسهم في إيجاد مراقبة لحظية للعديد من عمليات الميناء؛ مثل تحديد القوائم البيضاء/ السوداء، وتعزيز المراقبة المرئية لحاويات الشحن، والكشف ذاتي التشغيل باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي وبالتالي إطلاق أجهزة الإنذار ذاتية التشغيل في الوقت الحقيقي في حال حدوث أي تعطّل أو خلل. وتشمل المزايا الأخرى استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لرصد الالتزام بمتطلبات الصحة والسلامة والبيئة، وتحقيق الأهداف المستقبلية لترشيد التكاليف، ويمكن استخدام هذه التقنية في سيناريوهات أخرى تتعلق بإدارة عمليات الميناء وإدارة الرافعات.