فيما تتواصل الجهود الحكومية والمجتمعية لإعادة الحياة إلى طبيعتها بالولايات المتضررة من الحالة المدارية شاهين، تتجلَّى هنا همَّة العماني وروح الاصطفاف على قلب واحد للتخفيف عن الأهالي وإزالة الأضرار، وإعادة البناء في تكامل مع جهود فتح الطرق وإعادة الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه.
فالصور الناقلة للشباب العماني وهم مشمرون عن سواعدهم لإزالة مخلفات الحالة المدارية من الأماكن العامة ومنازل الأهالي المتضررين، فالكثير منهم بادر بالتطوع جالبين معهم المعدات الخاصة بهم، وعملوا على إزالة حتى المخلفات الكبيرة في مساندة للجهات المختصَّة وعلى رأسها قوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية، كما ساهم آخرون في توزيع المؤن والاحتياجات الاستهلاكية.. ما يعبِّر عن أروع صور التعاضد واللحمة الوطنية.
وعلى الرغم من الأضرار التي خلفتها الحالة المدارية والصعوبة التي يجدها الكثيرون حتى عودة الحياة إلى طبيعتها، إلا أن مشهد تكاتف الشعب العماني كان له بالغ الأثر في التخفيف من معاناة أهالينا المتضررين.
فالفضل في تجاوز ما خلفته الحالة المدارية يعود بداية إلى تضافر الجهود الحكومية والأهلية والتي بدأت منذ الساعات الأولى من الإعلان عن الحالة المدارية، ليتوج ذلك بعظمة الشعب العماني ونسيجه الاجتماعي ووقوفهم على قلب واحد عونًا وسندًا مسطرين ملحمة وطنية مرتكزها الإنسانية والعطاء، وقوامها شعب أصيل معدنه لا تثنيه الظروف ليكون عنوان الملحمة هكذا يكون حب الوطن والوفاء له.

المحرر