بلعرب بن خلفان الكندي:
إنّ من أهم ما يؤطر العمل التطوعي هو العمل بطريقة منظمة ومهنية عالية، فالقيم هي الباعث والموجّه، ثم روح التعاون بين المجتمع لتحقيق الأهداف المرسومة، فإن فقد الإنسان ذلك سقطت قيمته وافتقد معها المبادئ الإنسانية.
ولا شيء كالشواهد والدلائل التي تقودنا إلى العطاء كـمجتمع عُماني طموح يحب أن يوحد طاقاته في الأزمات التي تمر بها بلادنا الحبيبة (عُمان)
بروح تعاونية ومهنية عالية فيما بينهم حيث أنهم كالجسد الواحد.
وفي ظل الظروف الاستثنائية التي مرت بها بلادنا الغالية من أنواء مناخية وآخرها الإعصار الذي حلَّ بها وما مرَّ بها من أنواء سابقة، قدم أبناءُ المجتمعِ نماذج مشرفة في التعاون والتكاتف وقوة المجتمع والوطن قيادة وشعبًا.
ولا ننسى المشاهد البطولية التي تقوم بها مؤسسات السلطنة بكافة أجهزتها الأمنية والعسكرية والمدنية..
وغيرها من المؤسسات التطوعية، بطولات يشهد لها القاصي والداني وهو الأمر الذي أدهش العالم.
وكان السؤال المطروح سابقًا هل يستطيع المجتمع العُماني أن يواجه تلك العقبات بروح عالية من التعاون والتعاضد؟!.والجواب: نعم، فما شاهدته وشاهده الجميع من توافد الآلاف من الشباب (من الجنسين) وكبار السن والأطفال متوجهين نحو تحقيق هدف إنساني واحد عنوانهُ (عُمان الأرض والإِنسان) فكان مثالًا حيًّا يعكِسُ خُلقًا عظيمًا اتسم به أبناء هذا الوطن الغالي، الجميع يعمل بجهد كبير وروح من التفاؤل، حتى أن كبار السن كان لهم دور يجسد معنى القدوة الحسنة لأبنائِهم تجسَّدتِ فيه الحكمة في أرقى صورها ومعانيها، كما تجسَّد لديهم الشعور بالمسئوليّة لعودة نبض الحياة العمانية الأصيلة كما كانت.
ورغم ما خلفهُ الإعصار (شاهين) في الفترة الأخيرة من أضرار بالممتلكات الخاصة وبعض الأرواح أيضًا، فقد استقبل أهالي الولايات التي شملها هذا القدر الرباني بنفسٍ راضية صابرة، متضرعين للّه أن يرزقهم خير ذلك ويكفيهم شره وأضراره، ويرزقهم أجرًا محتسبًا.
لقد كان لذلك الأثر الأكبر في رفع الروح المعنوية بينهم للعمل والمثابرة من أجل تخطي هذه المرحلة الاستثنائية التي تحتاج إلى عمل جماعي جاد يستمد قوته من أبناء هذا الوطن الغالي.
وخير مثال ظهرت فيه صورة المجتمع العُماني بواقع ما شاهدت هو ذلك الإصرار على التعاطف والمواساة تطبيقاً لحديث رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم):(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى).سيحكي التاريخ عن لُحمةٍ وطنية لـشعب يخيط جراحه بيده ثم ينهض رغم الألم لينفُضَ التراب عن ظهر أخيه.
فـهنيئًا لكم ولنا هذا الإنجاز وهذه الروح المعنوية المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف لإتقانِ هذا العمل الإنساني العظيم لأجل عُمان الأرض والإنسان.
حفظ اللَّه أبناء عُمان والقيادة الحكيمة وكلل مسعاهم بالنجاح وزادهم رِفعة وقدرًا.

* كاتب عماني