يومًا بعد يوم يؤكِّد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ أنَّ الإنسان العُماني وسعادته أولى أولويَّاته؛ إيمانًا منه بمكانة العُماني ودوره، وأنَّه هو مَنْ سيعزِّز بناء الوطن في ربوعه وقطاعاته كافَّة، وأنَّ أبناء عُمان الأوفياء وشبابها وصالحهم سيظلُّون شغله الشاغل، حيث حرص جلالته ـ أيَّده الله ـ أثناء تفضُّله بترؤُّس اجتماع مجلس الوزراء الموقَّر بقصر البركة العامر صباح أمس على استعراض الأوضاع على السَّاحة المحلِّية، خصوصًا الجهود المبذولة لإغاثة المتضرِّرين من تداعيات الحالة المداريَّة (شاهين)، حيث استمع جلالته إلى الموقف التَّنفيذي للتَّعامـل مـع الحالـة، وما جسَّده أبناء عُمان الأوفياء مـن قِيَم المجتمع العماني من إيثار وتآزر وتعاون في مساندة الجهود الوطنيَّة، مؤكدًا ـ أعزَّه الله ـ متابعته للإجراءات المتَّخذة للتَّعامل مع هذه الحالة.
فحمايَةُ الإنسان رؤيَةٌ ساميَة لم تكتفِ بتقديم يَدِ العَوْن للمتضرِّرين من (شاهين) فحسب، وإنَّما وجَّهت الإرادة السَّاميَة قطاعـات الدولـة كافَّة بالتَّنسيق بينهـا للعمـل علـى الجاهزيَّة المُسبقة للتَّعامـل مـع الآثـار المترتِّبـة علـى الحـالات الطارئـة مستقبلًا ـ لا قدَّر الله ـ وذلك من خلال وضع خطط استراتيجيَّة لإدارة الكوارث تأخذ في الاعتبار المتغيِّرات المستقبليَّة، وتوفير جميع مستلزمات حمايَة السكَّان من التأثيرات المباشرة للأعاصير، ورفع جاهزيَّة جميع القطاعات وتهيئة مراكز الإيواء، ومراجعة تخطيط التجمُّعات السكَّانيَّة ومشاريع البنيَة الأساسيَّة من حيث توزيعها وتصميمها، وتطوير أنظمة تصريف المياه، وهو ما يعكس النَّظرة المستقبليَّة لجلالته في حمايَة الوطن والمواطن، مُتسلِّحًا بذلك بحُسن التخطيط والتنفيذ الذي يسبق ويواكب الأحداث. لقد أفرد جلالة السُّلطان المعظَّم ـ أبقاه الله ـ مساحةً مهمَّةً في مناقشات اجتماع مجلس الوزراء لشباب هذا الوطن وعماده، إدراكًا منه للدور المُهم والحَيوي للشَّباب في مسيرة التَّنمية؛ لكونهم حاضر الأُمَّة ومستقبلها، وحرصًا من جلالته على حمايَة الشَّباب من الأفكار الضارَّة التي تزعزع ثقتهم في وطنهم وجَّه جلالته ـ أعزَّه الله ـ الحكومة بأهميَّة إيجاد آليَّات وقنوات اتصـال مع الشَّباب لإيضاح الجهود المبذولة كافَّة لتلبيَة متطلَّبات مسيرة التَّنميـة فـي مختلـف القطاعـات، والاستماع إلى تطلُّعـاتهم واحتياجـاتهم، وهو أمر في غايَة الأهميَّة، حيث يستمع كبار المسؤولين للشَّباب وتطلُّعاتهم، ويستعرضون معهم كُلَّ القضايا، ويتعرَّفون بشفافيَّة على حقائق الأمور، ما يُحصِّنهم ضد الأفكار السلبيَّة التي يسعى أعداء هذا الوطن إلى زرعها؛ بهدف إبعاد الشباب عن دورهم المنشود في الإسهام بمسيرة البناء والتَّنمية الشَّاملة لهذا الوطن العزيز.
ولم تغب مناقشة مبادرات التَّشغيل المُعتمدة من قِبل الحكومة والموقف التَّنفيذي للبرنامج الوطني للتَّشغيل عن نقاشات جلالته ـ ـ أيَّده الله ـ مع حكومته الموقَّرة، حيث أكَّدت التَّوجيهات السَّاميَة ضرورة تكامل جهـود جميع مؤسَّسات الدولة في هذا الشَّأن، واستمرار إيجاد الحلول والبرامج المناسبة، بحيث يقوم مجلس الوزراء بمتابعة تنفيذ المبادرات الخاصَّة بالتَّوظيف أوَّلًا بأوَّل .
إنَّ الاهتمام بشؤون الوطن والمواطن ـ كما كان ـ هو الخطُّ الرئيسي لمناقشات جلالته مع الحكومة، كان هناك خطٌّ موازٍ يحرص على مشاركة المواطن وتعريفه بالوضع الحالي لخطوات الحكومة، والنَّظرة المستقبليَّة التي تسير وفقها بكُلِّ شفافيَّة ووضوح، حيث أكَّد جلالة السُّلطان المعظَّم أنَّ الميزانيَّة العامَّة للدولة للسَّنة الماليَّة 2022م متَّسقة مع أهداف الخطَّة الخمسيَّة العاشرة التي تُعدُّ أولى الخطط الخمسيَّة لتنفيذ رؤية عُمان 2040، وتهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التنمويَّة الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، وأهمُّها الحفاظ على الاستقرار المالي المتوازن، وتكثيف جهود مساندة النُّمو الاقتصادي وتحفيزه، وتشجيع الاستثمار وحثُّ القطاع الخاص على قيادة وتنشيط قطاعات التَّنويع الاقتصادي، فقد وجَّه جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ قطاعات الدولة كافَّة بالتعاون للحفاظ على الاستدامة الماليَّة واستمرار مسارات التَّنمية في جميع المجالات.
ونظرًا لأن الرؤيَة المستقبليَّة “عُمان ٢٠٤٠” هي طريق المستقبل الذي صاغه أبناء عُمان، وهي البوابة للانطلاقة الاقتصاديَّة المُتنوِّعة، التي ستُحافظ على مستوى النُّمو المُستدام الذي حقَّقته السلطنة طوال العقود الماضيَة، فقد أكَّد ـ أبقاه الله ـ ضرورة العمل بنظام متكامـل مـن قِبـل الجهات كافَّة لاتِّخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف الرؤيَة، وذلك من خلال التعاون مع وحدة متابعة تنفيذ الرؤيَـة لتمكينها من تنفيذ أعمالها بشكْلٍ صحيح، مُوجِّها ـ أيَّده الله ـ بمتابعة التقدُّم المُحرز في هذا الشَّأن، وبتقديم الدَّعم اللازم للجهات الحكوميَّة لتحقيق مستهدفات الرؤيَة في كُلِّ القطاعات، ومعالجة التحدِّيات التي تواجه الوحدة والجهات المعنيَّة.