علي جبيلي:
إننا نعيش في زمن ووقت يحتاج فيه المؤمن أن يكون يقظًا فطنًا، لديه شئ من (الفِراسة) وإلا لتخطفته الرياح ولعبت به كما لعبت بغيره، والأصل في المؤمن أن يكون ذكيًا لا أن يكون مغفلًا ساذجًا، تمر من بين يديه أمور وأمور وهو لا يدري.
وخلاصة أمر (الفِراسة) أنها تحتاج إلى إيمان وتقوى، فكلما كان العبد أكثر إيمانًا كلما فتح الله على قلبه وأعطاه فِراسة في الأمور فصار يرى ما لا يرى غيره، وقد حصل للصحابة وأكابر السلف من هذا الكثير.
الفِراسة (علم عربي الأصل)، يقال: تفرس في الشئ أي نظر وتثبت بتمكن وهي مشتقة من حذق أمر الخيل (الفَرس) وإحكام ركوبها، والشخص فارس: في ركوب الفرس أو فارس في الرأي وعمله بالأمر، وتعرف (الفِراسة) اصطلاحًا على أنها الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الأخلاق الباطنة، ويعرفها البعض على أنها معرفة أخلاق وطباع وأحوال البشر دون اتصال مباشر بهم، أو معرفة الأمور من نظرة، والعرب تضم كثير من الفنون والعلوم سواء ذات الأصل العربي أو اليوناني أو غيره إلى الفِراسة طالما كان الهدف منها كشف ما في الباطن من الظاهر.
وعلم (الفِراسة) هو دراسة أجزاء الجسم، وما تدل عليه في التعرف على شخصية الأفراد، والوجه هو الشئ الظاهر للبشر، فكثيرًا ما نسمع العديد من الناس الذين يرددون الكلمة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم (سيماهم في وجوههم) أي أن صفات الشخص يتم ملاحظتها من خلال النظر إلى وجه الشخص، وللوجه العديد من الأشكال والصور، ومن ذلك على سبيل المثال: الوجه الذي صاحبه كثير الحركة وقادر على إنجاز الأمور المهمة بسرعة وخفة الروح، لكنه قد يواجه ما يعكر صفوه فهو حاد المزاج.

ولا تقتصر (الفِراسة) على معرفة الباطن إلى ملامح الوجه أو الشكل ولكن تتعدى ذلك إلى الاستدلال بحركات الجسم كطريقة المشي والكتابة والاستدلال باشارات أعضاء الجسم وتعبيرات الوجه وأنماط السلوك ومن أشهر كتب العرب في علم (الفِراسة) كتاب (السياسة في علم الفِراسة) لأبى عبد الله شمس الدين محمد ابن أبي طالب الأنصارى (737ه).
* كاتب ماليزي