القاهرة ـ العمانية: يشكل عنوان رواية “بودابار” للكاتبة لنا عبد الرحمن مفتاحًا للدخول إلى عوالم الرواية، حيث تلتقي المتناقضات في أحد أحياء بيروت العتيقة، ويجتمع الأبطال على اختلاف انتماءاتهم لتتقاطع حكاياتهم عند لغز المدينة، وجريمة اختفاء جثة امرأة فاتنة.
على مدار نص الرواية الصادرة عن دار ضفاف ببيروت ومنشورات الاختلاف بالجزائر، يبدو حضور شخصية المرأة التي اختفت جثتها مرتبطًا بدلالات رمزية في تكوين شخصية غير واقعية، بالتوازي مع حضور فتاة عادت من غربتها في أستراليا لتستقر في بيروت، لتطرح أسئلتها عن الأمومة والوحدة والزمن والحب، وتتقاطع في علاقة غامضة مع زوج القتيلة. حرصت الكاتبة على رصد التحولات الاجتماعية وأثر الحرب الأهلية على الأبطال، ثم إيجاد توازن معنوي يجعل من شخصية الطبيب رمزًا للثبات في زمن التشظي، في مقابل حفيده الذي يعكس الاضطراب ورغبة الرحيل عند الجيل الشاب، وبجانبه تحضر شخصية لاجئة سورية تطمح للهجرة إلى الغرب بأيّ ثمن، وتظلل الرواية حالة من الاغتراب النفسي يمكن تلمُّسها عند جميع الأبطال، باستخدام لغة سلسة وحيوية، مع تعدد مستويات السرد من خلال وجود أكثر من راوٍ داخل النص.