سجلت صفحات مشرقة فـي تاريخ عُمان ..

استطلاع ـ سميحة الحوسنية:
❞ملحمة وطنية رائعة تشهدها الولايات المتضررة بالحالة المدارية (شاهين)، وصفحات مشرقة في تاريخ الوطن تعكس مدى تلاحم هذا الشعب العماني الوفي الذي صقلته المِحن والتجارب وأثبت وجوده وصموده في كل الميادين ومشاهد تثلج الصدور لذلك التكاتف والتضافر المجتمعي الذي غرس منذ الصغر في نفوس أبناء عمان ومشاركة فاعلة للمرأة العمانية في معمعة العمل التطوعي، ومساندتها لذلك الجزء المصاب من جسد عمان تضمد جروحه بمواقفها الخيرة.❝
وتقدم للمرأة في تلك المناطق المتأثرة كل ما تحتاجه من دعم ومساعدة، وها هي المرأة العمانية، كما عهدناها بصماتها الرائعة تتدفق مشاهدها النبيلة في كل مكان..
وحول مشاركة المرأة في الحملة الوطنية لمساندة الولايات المتأثرة بإعصار (شاهين) رصدت (الوطن) هذا الاستطلاع..

عمل إنساني وخيري
بداية قالت المتطوعة نعيمة بنت حمد الوهيبية ـ من العامرات: إن مفهوم العمل التطوعي هو التكافل والتعاون والمشاركة والعطاء وهو عمل إنساني وخيري، والتطوع قيمة إنسانية نبيلة تعبّر عن تماسك المجتمع وهذا ما لمسته من خلال مشاركتي مع إخواني وأخواتي بشتى الفئات العمرية وذلك ما قدمناه من أعمال إنسانية ومساندتنا لأهلنا في شمال الباطنة ولايتي (الخابورة والسويق) وأيضًا أكدنا للعالم أن الشعب العماني أثبت تماسكه وتلاحمه مع بعضه البعض بعد إعصار (شاهين) كالبنيان الواحد يشد بعضه البعض ووقفته في هذه الحالات وما كان منا إلا أن نسعى في تقديم المساعدة والعون لما أصابهم من أضرار جسيمة شاهدناها في الكثير من الأماكن والمواقع والتي تتطلب منا أن نقف جميعنا للمشاركة حتى نصل إلى مرحلة التعافي.
وقالت: وأخيرًا أقدم تحية وإجلال لكل أصحاب الأيادي الطيبة وخصوصا العنصر النسائي اللاتي لم يتأخرن ولو لحظة في المشاركة بالعمل التطوعي وهو ما رأيناه من مشاركتها الفعالة في التوزيع والتوصيل وهو ليس بغريب على المرأة العمانية في تفاعلها المجتمعي والتي ساندت في التطوع ببصمة عظيمة نتركها وذكرى طيبة سيتذكرها المجتمع والعالم أجمع.

مُلبين نداء الوطن
قالت سعاد بنت سرور البلوشية: بهدف نشر ثقافة التطوع بشكل أكبر بين مختلف أطياف المجتمع، والعمل على تشجيع الأفراد والمؤسسات بمختلف القطاعات على الابتكار والإبداع في الأعمال الإنسانية، الأمر الذي يُسهل على اللجان والفرق المختصة تقديم خدماتها وأداء واجباتها تجاه المتضررين من الإعصار (شاهين) على أكمل وجه وفي أسرع وقت، جئنا مُلبين نداء الوطن في مد يد العون والمساندة اللازمة كل بحسب مقدرته بشكل عام، كما نسهم كوننا عاملين في حقل الإعلام والصحافة على ممارسة دور تزويد الجمهور والمتابعين من خارج المناطق المنكوبة بالأخبار والمعلومات الحقيقية حول هذا المصاب، والحد من الإشاعات أو الأخبار المغلوطة، فالمشهد يجسد حضور النزعة الإنسانية والتكافل الاجتماعي بمعناه الحقيقي، في إقبال جميع أبناء الوطن العُمانيين وغير العُمانيين على مؤازرة بعضهم البعض لتجاوز الأزمة، واتحاد كافة شباب عُمان للوقوف أمام هذه المحنة بتوفير كافة المواد والمساعدات التي تحتاجها الأسر والعوائل، وبذل ما في وسعهم لضمان وصول هذه الاحتياجات إلى مستحقيه.
وأكدت أن مشاركة المرأة تعكس بمختلف المستويات العمرية والتعليمية، المسؤولية الاجتماعية التي تتميز بها النساء، والأثر الإيجابي تجاه الدور المعول عليها في الوصول إلى قريناتها من بنات جنسها بغض النظر عن مكان تواجدها، والاستماع إلى مطالبها وتكثيف جهود توفيرها من خلال التنسيق مع الجهات والأطراف المختصة في الولايات.

تضافر مجتمعي
وتحدثت المتطوعة أمل اليحيائية ـ من المعبيلة: المرأة العمانية تثبت وطنيتها في كل مجال ومواقفها مشهودة في المجتمع تقدم ملحمات تسطر على جبين التاريخ، وقد شاهدناها في أكثر من محفل تعمل دون ملل أو كلل بدليل تواجدها كمتطوعة في إعصار (شاهين) الذي ضرب ولايات عدة، حيث قدمت أروع الامثلة على حب الخير وخدمة الأهالي والأسر المتضررة من الحالة المدارية (شاهين) جنبًا إلى جنب مع أخيها الرجل..
تتجلى إنسانيات المرأة العمانية في أجمل صورها وهي تحمل المؤن والماء وتخفف من مصاب كل أسرة عاشت معاناة كبيرة بفعل ذلك الإعصار الذي مرَّ على عُمان وأصاب جزءًا من جسدها، فلها منا كل التحية والاحترام على مشاركاتها وعلى كل ما قدمته وتقدمه من مد العون والمساعدة لكل أسرة محتاجة ومتضررة دون انتظار مقابل، مؤكدة بقولها: أنا فخورة جدًّا بمشاركتي في العمل التطوعي، ومن خلال نوافذه المتعددة نساهم ونشارك في رفعة هذا الوطن ولله الحمد يسعدنا أن نرى تلك اللحمة الوطنية والتضافر المجتمعي في صورة رائعة تعكس مدى رقي هذا الشعب وتماسكه.

يوم ملحمي يؤرخ
وقالت فتحية الفجرية ـ من السويق: صباح الجمعة، الثامن من أكتوبر، حراك مهيب سُعار من القوافل المحملة بالمؤن ومستلزمات الحياة، حشد كبير من جنود عُمان البواسل بكل قطاعات، ضجيج ليس له مثيل، روح وطنية عالية، فقد هبّت عمان في هذا اليوم المشهود من كل حدب وصوب لمؤازرة شمال الباطنة (الخابورة والسويق وصحم) في يوم ملحمي يؤرخ لها، وكنا هناك نحفظ ونوثق بأعيننا المشاهد التي نراها في كل اتجاه من أبناء عمان الأوفياء، قاصدين أن نكمل سلسلة هذا التجمع الغفير، وهذه الملحمة الوطنية ومن المشاهد التي خلفها الإعصار، جدران متهالكة بيوت طمرها الوادي، أشجار، وطرق غير سالكة، حفر ومجارٍ وديان والكثير
.
مشيرة إلى أننا لبينا نداء الوطن وخرجنا في قافلة نحن جمعية الصحفيين العمانية مع جمعية المحامين ومجموعة من الإعلاميين، للاطلاع على أحوال الناس بعد أن حلّق إعصار (شاهين) فوق الباطنة الشامخة بشموخ أبناء عُمان، فكان بداية خط سير القافلة من الخابورة، ونقطة التجمع بالقرب من مركز الشرطة، بعدها توجهنا إلى نادي الخابورة الرياضي الثقافي لاستلام المؤن والمستلزمات الأساسية وشحنها، صعدنا بها إلى المناطق الجبلية وصلنا (مسكن) وعدنا أدراجنا في المساء، وفي اليوم الثاني كنا في صحم والمحطة الأخيرة كانت في السويق وأثناء هذا التنقل والتجوال والمرحلة الإنسانية المشبعة بالوطنية العالية كنا قريبين جدًّا من الأسر تلمسنا احتياجاتهم واستمعنا إليهم وسمعنا قصصهم مع (شاهين) خففنا وطأة الأمر عليهم، رسمنا البسمة وعدنا محمّلين بالكثير، فـ(شاهين) حلّق ليجمع عُمان من جديد.

ظاهرة إيجابية
وقالت منتهى الخابورية ـ من ولاية الخابورة: تُعد الأعمالُ التطوعيّة أحد المصادر المُهمّة للخير، لأنّها تُسهمُ في عكسِ صورةٍ إيجابيّة عن المجتمع، وتوضحُ مدى ازدهاره، وانتشار الأخلاق الحميدة بين أفراده، لذلك يعدُّ العمل التطوعيّ ظاهرة إيجابيّة، ونشاطًا إنسانيًّا مُهمًّا جدًّا في المجتمع، ولقد سررت وسعدت بالمشاركة أنا وزميلاتي في العمل التطوعي، وإدخال الفرح والبهجة والسرور لدى الأسر المتضررة من جراء الحالة المدارية (شاهين)، وبث روح التعاون فيما بيننا وتلبية حاجات المتضررين ولله الحمد استطعنا أن نصل الى الكثير من الاسر والتواصل معهم وتقديم الوجبات والمؤن. موضحة بأن هذا الوطن يستحق منا أن نتكاتف دائمًا بروح واحدة شكرًا لكل الفرق التطوعية التي تدفقت للولايات المتضررة من كل مكان لن ننسى مواقفكم النبيلة.. هكذا هم أبناء عُمان المخلصون يقفون صفًّا واحدًا لتجاوز الأزمات ويقدمون منهج بالتلاحم والتعاون.

رسالة سامية
وقالت حليمة بنت مطر البلوشية ـ من ولاية شناص: لله الحمد شاركت في الحملة الوطنية بكل فخر لمساعدة الولايات المتضررة والتي تأثرت كثيرًا بإعصار (شاهين) وما يثلج الصدر هو مشاركة الجميع في هذا العمل التطوعي.. كبارًا وصغارًا ومن مختلف الولايات الكل حاضر من أجل عمان ولمساندة تلك الأسر المتضررة راينا الكثير من المشاهد التي تستدعي تكاتفنا جميعًا.
وهناك مشاركة حقيقية وفعّالة من قبل المرأة التي دائمًا تشارك وتثبت وجودها في شتى الميادين، وشكل إعصار (شاهين) ملحمة جديدة مفعمة بالفخر والاعتزاز، فالعمل التطوعي رسالة سامية ونفتخر بكل من يقوم به، وهكذا هم أبناء عمان دائما يشكلون ملاحم التعاضد والتكاتف.