منى بنت منصور الخروصية:
لم يكن إعصار (شاهين) سهلًا، والحالة المدارية التي مرت على شمال وجنوب الباطنة، أحداث لا تنسى. إعصار لم يجعل في الأرض يابسة، ولم يَهْدأ لعُمان حالٌ في أيام الإعصار، واشتغلت عليه كافة الأصعدة الرسمية والشعبية والأهلية والخاصة في أيام لا تُنسى مرَّت بها الباطنة.
اليوم السابع عشر من أكتوبر يوم المرأة العمانية نحتفل نحن العمانيين هذا العام بتلك المرأة العمانية العظيمة التي حملت طفلها طوال الليل في أعلى يدها كي لا يغرق لتموت هي ويعيش هو.
نساء الباطنة.. تلك المرأة التي جسدت روح التلاحم الوطني وتلك التي بذلت ونزلت الميدان لتقف جنبًا إلى جنب مع الرجل فهي الأم والزوجة والبنت والأخت والشريك المثالي للرجل.
تلك الشجاعة التي حملت أطفالها في شدة الإعصار لتلوذ بهم إلى مكان آمن أو تلك التي بنت جسرًا من البطانيات والشراشف وربطت أطفالها بردائها كي تحمله إلى منطقة أكثر أمانًا وتصل لبيت الجيران من سطح بيتها الذي كان يطفو عليه الماء ويغرق.
اليوم عمان تفتخر وتفاخر بتلك المرأة التي جسدت الأمومة في أصعب مواقفها وتفتخر بتلك التي حملت ممسحة ومكنسة أو فرشاة ونزلت الميدان وساعدت من أجل بسمة طفل أو امرأة فقدت مسكنها وبيتها وكان دورها محوريًّا في مجريات الأحداث بعد الإعصار فلم تترك ميدانًا إلا واقتحمته، ونافست فيه الرجل، فأثبتت صدق الانتماء والوفاء والعطاء لهذه الأرض الطيبة التي لا تنبت إلا طيبًا.
كما كان دورها في نشر الوعي، والدعوة إلى التعمير والبناء ومساندة أختها المتضررة والخروج إلى العمل في الظروف الصعبة وصولًا إلى مهنة إنسانية كتلك الممرضة التي قطعت الشوارع المتقطعة لتصل إلى المجمع الصحي أو تلك التي ذهبت إلى مهن أخرى تمكنهن من أداء واجب العطاء لأسرهن وعائلاتهن، ولرفع مستوى المجتمع اقتصاديًّا واجتماعيًّا وعلميًّا، ولا ننسى دورها العظيم في المساهمات العينية والمادية.
أيام كلاف، تمر بها المرأة في الباطنة كلفتها الكثير، من المعاناة والمشقة لما لاقته خلال مرور الإعصار وبعده لكنها بعد هذا التكليف ستنتج بهمتها وقدراتها وطاقاتها فقد تخطت الصعاب وانتقلت الآن لمرحلة البناء والتعمير وإعادة منزلها إلى صُورته المشرقة والزاهية.
هذه هي المرأة العمانية تجدها في الشدة وفي والرخاء..
وحق لنا ان نفتخر ونفاخر بها في الحزم والعزم والمشاركة الفعلية في التكاتف والمؤازرة والتلاحم وبناء المجتمع العماني الرصين والارتقاء به إلى مصاف الدول ضاربين بذلك أروع الأمثلة في التغلب على الشدائد.